كتاب عربي 21

كيف وُلِدت "معاداة الإسلام" و"معاداة الفلسطينيين" معا

"تصاعدت موجة معاداة الإسلام في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، مستهدفة كل المسلمين أو أي شخص يشبههم"- جيتي
لقد وُلِدت أيديولوجيا "معاداة الإسلام"، أو ما أصبح يسمى بـ"الإسلاموفوبيا"، ومعاداة الفلسطينيين معا، وقد ظلتا صنوان لا ينفصلان منذ لحظة ولادتهما قبل ألف عام. وقبل زمن طويل من اكتساب الأيديولوجيتين لاسميهما المعاصرين كقناعين للغزو، فقد كان ما جعل الفلسطينيين هدفا لهما في القرن الحادي عشر هو ذاته ما جعلهم هدفا لهما في القرن الحادي والعشرين، ألا وهو حقيقة أن الفلسطينيين كانوا ولا يزالون السكان الأصليين لفلسطين وأنهم في أغلبيتهم مسلمون.

لقد كانت فلسطين الموقع لأول مستعمرات أوروبا الاستيطانية كما أصبحت الموقع لآخر مستعمراتها، وهو ما شكّل كارثة على الشعب الفلسطيني ما انفك يعاني منها ولا يزال يقاومها. ولم يكن الفلسطينيون أول المسلمين أو المسيحيين العرب الذين استهدفتهم الجيوش الأوروبية اللاتينية، بل سبقهم المسلمون العرب في إسبانيا وصقلية وجنوب إيطاليا. وقد غزا الأخيرة النورمانديون لتوسيع حدود "العالم المسيحي" اللاتيني (وهو الاسم الذي عرفت به "أوروبا" قبل عصر النهضة) وانتزاع هذه الأراضي من الحكم العربي الإسلامي. ولكن على النقيض من غزو صقلية، الذي استهدف المسلمين العرب هناك، كانت فلسطين أول أرض تشنّ عليها "حرب مقدسة" من قبل أوروبا المسيحية اللاتينية، استهدفت المسلمين والمسيحيين الشرقيين معا، في حملة عُرفت لاحقا باسم "الحملة الصليبية الأولى".

لقد ألهمت الحملة الصليبية التعصب الذي طبع ما سماه كاثوليك إسبانيا بحملة "الاسترداد" للأندلس، والتي عدّت آنذاك "المسيرة الثانية إلى القدس". ولكن على النقيض من إيطاليا العربية الإسلامية وإسبانيا، لم تكن فلسطين تجاور حدود "العالم المسيحي" اللاتيني، رغم كونها البلد الذي شهد ولادة ونشوء الديانة التي اعتنقها لاحقا الوثنيون الأوروبيون. وقد كانت خطيئة شعب فلسطين في نظر الفرنجة الصليبيين على وجه التحديد أنهم ليسوا مسيحيين لاتين. وعلى نحو مماثل، منذ بدء المشروع الصهيوني لغزو فلسطين، كانت خطيئة الشعب الفلسطيني في نظر الصليبيين الجدد هي أنهم ليسوا يهودا. وفي كلتا الحالتين، جرى تصوير فلسطين بوصفها الأرض التي أورثها الرب للمسيحيين اللاتين، ثم لليهود منذ مطلع القرن العشرين، مع أن كليهما ينحدر مما أصبح يسمى بـ"أوروبا".

كما كانت معاداة الإسلام خلال الحروب الصليبية تستهدف الأتراك والعرب على حد سواء، مع توجيه قدر أكبر من الكراهية للفلسطينيين، فإن معاداة الإسلام اليوم لا تختلف كثيرا. فالفلسطينيون، باعتبارهم "أسوأ المسلمين"، يحتلون المكانة الأبرز فيها
وفي حين شكلت معاداة الإسلام أساس الحروب الصليبية اللاتينية منذ القرن الحادي عشر فصاعدا، فقد شهد فجر القرن التاسع عشر تحوّلا في الأسس الأيديولوجية لمشاريع أوروبا الاستعمارية، حيث أصبحت عقيدة تفوق العرق المسيحي الأبيض الأوروبي والاستشراق الركيزتين الجديدتين لهذا التوسع. وقد ظل الإسلام عاملا هيكليا رئيسا، ولكنه بات متشابكا مع العديد من المسائل التي صاغتها أوروبا والتي ظهرت في القرن الثامن عشر، لا سيما ما أطلق عليه البريطانيون اسم "المسألة اليهودية" و"المسألة الشرقية". ومع ذلك، لم تهدأ الحرب على المسلمين بين نهاية القرن الثامن عشر ونهاية الحرب العالمية الأولى. وتتحدث التقديرات المتاحة عن قتل ما يصل إلى خمسة ملايين مسلم عثماني وروسي بين عامي 1820 و1914، وتهجير ستة ملايين مسلم تحوّلوا إلى لاجئين.

وبينما نجا الشعب الفلسطيني من هذه الحملات الدموية، إلا أنه بحلول القرن العشرين أخذ الغرب المسيحي يصوّره في الغالب على أنه عربي، وهي الهوية الأقرب إلى الإسلام. ولكن ظلت تسميته كعربيّ بارزة حتى أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، حيث شهدت أوروبا أحدث تجليات معاداة الإسلام، والتي بدأت إرهاصاتها الأولى في أعقاب انتصار الثورة الإيرانية، على النحو الذي عبر عنه الرئيس جورج دبليو بوش في عام 2001، وسماها بـ"الحملة الصليبية" التي "ستستغرق بعض الوقت". وفي تلك الفترة، أعادت إسرائيل والغرب تحديد هوية الفلسطينيين بوصفهم مسلمين غير مرغوب فيهم وينبغي هزيمتهم. وكما أشار بوش، فإن الحملة الصليبية بالفعل استغرقت بعض الوقت ولا تزال قائمة إلى اليوم.

والواقع أن خطط الرئيس دونالد ترامب الأخيرة بشأن الفلسطينيين في غزة، كما سأوضح، ليست أكثر من إعادة إنتاج لتاريخ الحروب الصليبية، إن لم تكن مستوحاة منها بشكل مباشر. ففي تشرين الثاني/نوفمبر 1095، أعلن البابا أوربان الثاني عن ضرورة "استعادة" الأرض التي ولدت فيها الديانة المسيحية. وفي خطابه إلى الأوروبيين الذين تخلوا عن وثنيتهم واعتنقوا المسيحية الفلسطينية، أكد البابا ما يلي:

"ادخلوا الطريق المؤدي إلى القبر المقدس؛ انتزعوا تلك الأرض من الجنس الشرير، وأخضعوها لأنفسكم. تلك الأرض التي يذكرها الكتاب المقدس بأنها "تفيض لبنا وعسلا"، منحها الله لبني إسرائيل. القدس هي سرة العالم؛ وثمارها لا تضاهيها أية أرض أخرى، إنها فردوس آخر للملذات.. لذلك فإن هذه المدينة الملكية، الواقعة في مركز العالم، أسيرة اليوم في يد أعداء الله، خاضعة لأولئك الذين لا يعرفون الله، عبدة الأوثان. لذلك فهي تسعى وترغب في التحرر ولا تكف عن التوسل إليكم لمساعدتها، وهي تستغيث بكم لإنقاذها على وجه الخصوص".

وبما أن أغلبية سكان القدس الأصليين في ذلك الوقت كانوا من المسيحيين العرب، أو ما أطلق عليه الصليبيون اسم "السريانيين"، فقد كان أحد الدوافع المعلنة للحملة الصليبية هو إنقاذهم وإنقاذ الكنائس الشرقية من قبضة المسلمين، على الرغم من أن أيا من المسيحيين الشرقيين لم يشتك قط ولم يناشد اللاتين طلبا للمساعدة. والواقع أن المسيحيين الشرقيين، وخاصة الفلسطينيين منهم، كانوا، إلى جانب المسلمين، "الضحايا الأكثر رفضا" للحملات الصليبية والأكثر "تعاسة" نتيجتها، وفقا لمؤرخي الحروب الصليبية.

أما "جريمة" العرب المسلمين في فلسطين، الذين وصفهم البابا بـ"أعداء الله" و"الجنس الشرير" و"عَبَدة الأوثان"، فقد تمثلت في نظر المسيحية اللاتينية بـ"استيلائهم" على الأماكن "المقدسة"، التي طمعت الكنيسة اللاتينية في استملاكها. في الواقع، لم يُطلق مصطلح "الأرض المقدسة" على فلسطين إلا خلال الحملة الصليبية الأولى من قبل المسيحيين اللاتين المتعصبين، ليحل محل التسمية التوراتية "أرض الميعاد". كما رفض الصليبيون استخدام الاسم الحقيقي للمدينة، وهو "القدس"، الذي كان قد أصبح اسمها الرسمي منذ القرن التاسع، مفضلين بدلا من ذلك الاسم الآرامي "أورشليم"، الذي يعتقد البعض خطأ أنه اسم عبري.

شكّل شعب فلسطين هدفا رئيسا وعدوا مُعلنا للبابوية، التي رأت في تحويل أنظار المسيحيين اللاتين نحو الخارج وسيلة لوقف الحروب الداخلية التي مزقت "العالم المسيحي". فقد اعتبرت الكنيسة أن الاقتتال بين المسيحيين اللاتين أنفسهم يُشكل خطيئة كبرى تعيقهم عن خدمة إلههم وتحقيق وحدتهم. لذلك، سعت البابوية إلى توحيد المسيحيين اللاتين تحت راية واحدة، ليس فقط من خلال وقف النزاعات الداخلية، بل أيضا عن طريق توسيع حدود "العالم المسيحي" جغرافيا. وقد كانت إعادة توجيه كراهية اللاتين وعدائهم، التي كانت موجهة ضد بعضهم البعض، نحو المسلمين بمثابة خطوة استراتيجية لتحقيق هذه الأهداف، حيث تم تصوير الحملات الصليبية كحرب مقدسة لاستعادة "الأرض المقدسة" من أيدي "الكفار".

وبما أن المسيحيين اللاتين اعتبروا المسلمين غير قابلين للتبشير اللاتيني ورافضين اعتناق الهرطقة اللاتينية، فقد حظرت الكنيسة عقد أي سلام معهم، وعدّتهم من عبدة الأوثان، الذين يجب قتلهم وطرد الناجين منهم من "الأرض المقدسة". أما بالنسبة للمسيحيين العرب، فقد حاول الصليبيون إجبارهم على اعتناق الهرطقة الكاثوليكية إلا أن مساعيهم باءت بالفشل أيضا. ونتيجة لذلك، تم طرد الناجين من السكان العرب المسلمين والمسيحيين والعدد الصغير من اليهود العرب من القدس لإفساح المجال للمستوطنين الفرنجة.

عندما ذبح الصليبيون ما بين 40 و70 ألفا من هؤلاء "الشرقيين" أو الـ"ساراسن"، كما كان يُطلق على العرب المسلمين، في القدس وداخل المسجد الأقصى في مذبحة مروعة في 15 و16 تموز/ يوليو 1099، غضب الصليبيون المتشددون وشعروا باستفزاز لأن ضحاياهم تجرأوا وقاتلوا للدفاع عن أنفسهم.

وبهذه الطريقة، أسس الصليبيون بالسيف والكتاب المقدس أول مستعمرة استيطانية أوروبية في فلسطين بعد ارتكاب إبادة جماعية بحق سكانها. وقد أطلقوا على مستعمرتهم الاستيطانية اسم "المملكة اللاتينية". وبعد طرد سكان المدينة بالكامل، جلبوا 120 ألف مستعمر مسيحي لاتيني، شكّلوا ما بين 15 إلى 25 في المئة من سكان مستعمرة الفرنجة التي امتدت إلى جميع أنحاء فلسطين وما حولها. وفي داخل مستعمرتهم الاستيطانية، أسس الصليبيون نظاما قانونيا مبنيا على ما يصفه المؤرخ الإسرائيلي للحروب الصليبية جوشوا براور بنظام "الفصل العنصري".

وعلى النقيض من الصهيونية، التي كانت دوما أيديولوجيا تجمع بين الدين والقومية الاستعمارية، كانت المقاومة الفلسطينية تاريخيا قومية ومناهضة للاستعمار، ولم تكن دينية في جوهرها. ومع ذلك، وتبعا للتقليد اللاتيني، استخدم الصهاينة أوصافا صليبية لنعت الفلسطينيين منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر باعتبارهم عربا "قذرين" و"متوحشين"، و"معادين للسامية"، وحتى "نازيين". وبعد تأسيس حركة حماس في عام 1987، بدأت الحكومة الإسرائيلية تتحدث عنهم باعتبارهم مسلمين جهاديين معادين للسامية يجب سحقهم. وفي أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر مباشرة، انتشرت تكهنات مبكرة في وسائل الإعلام الغربية بأن حركة حماس قد تكون وراء الهجمات. ورغم أن حركة حماس لم ترتكب أي عمل من أعمال المقاومة في تاريخها خارج فلسطين التاريخية، فقد اعتُبرت المشتبه به الرئيس. ومنذ ذلك الحين، تعززت فكرة التوأمة بين معاداة الإسلام ومعاداة الفلسطينيين بشكل أكثر صراحة.

في حزيران/ يونيو 2009، ألقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطابا في جامعة القاهرة موجها ليس فقط لجمهور محلي مصري، بل إلى "العالم الإسلامي" بأكمله، تحدث فيه عن أهمية التسامح الديني مع المسيحيين المصريين واللبنانيين من قبل مواطنيهم المسلمين، في حين وعد بإنهاء التمييز المؤسسي ضد المسلمين الأمريكيين الذي أعقب أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر. وقد برر أوباما الحملات العسكرية الأمريكية القاتلة المستمرة آنذاك في أفغانستان وباكستان (كان بوسعه أن يضيف اليمن ولكنه لم يفعل)، باعتبارها ضرورية. ولم تستهدف حملات حكومته على هذه البلدان المسلمين غير الأمريكيين فيها فحسب، بل استهدفت أيضا المواطنين الأمريكيين المسلمين غير البيض بالاغتيال.

وعلى نفس المنوال، سعى أوباما إلى تقديم تبرير لاهوتي للسياسة التي كانت ترعاها الولايات المتحدة، وهي فرض "السلام" بين الفلسطينيين والإسرائيليين، "سلام" يحافظ على الاستعمار الاستيطاني اليهودي والاحتلال على حساب الحقوق الفلسطينية. ولتحقيق ذلك، تحدث أوباما عن كيف أن "الأرض المقدسة للأديان الثلاثة العظيمة هي مكان السلام الذي أراده الله لها أن تكون؛ عندما تكون القدس وطنا آمنا ودائما لليهود والمسيحيين والمسلمين، ومكانا لجميع أبناء إبراهيم للاختلاط بسلام كما في قصة الإسراء، عندما انضم موسى وعيسى ومحمد (عليه السلام) في الصلاة".
من قبيل المصادفة أن الحملة الصليبية الحالية التي يشنها دونالد ترامب على غزة، ودعوته إلى طرد سكانها الفلسطينيين الناجين من حملة الإبادة الجماعية الإسرائيلية، تشبه إلى حد كبير الحملة الصليبية الأولى والإبادة الجماعية لفلسطينيي القدس التي ارتكبها الصليبيون وتهجيرهم للناجين. ومن غير الخفي أن كلا المشروعين مستوحى من مشروع الاستعمار الاستيطاني الأبيض على أرض الفلسطينيين

وبذلك، كان أوباما يعيد إنتاج الخطاب الصهيوني الذي يصور المستوطنين اليهود كضحايا يحتاجون إلى التسامح، بينما يتم تصوير الفلسطينيين كمقاومين عنيفين لليهود ليس لأنهم يحتلون الأرض، بل بسبب يهوديتهم. وهكذا، كانت دعوته إلى "التسامح الإسلامي" و"السلام بين الطوائف" أداة لإضفاء الشرعية على الاستعمار الاستيطاني اليهودي بدلا من الدعوة إلى إنهائه.

لقد غدت معاداة الإسلام، منذ الثورة الإيرانية، ظاهرة عالمية تستهدف المسلمين في كل مكان من العالم. ولكن كما كانت معاداة الإسلام خلال الحروب الصليبية تستهدف الأتراك والعرب على حد سواء، مع توجيه قدر أكبر من الكراهية للفلسطينيين، فإن معاداة الإسلام اليوم لا تختلف كثيرا. فالفلسطينيون، باعتبارهم "أسوأ المسلمين"، يحتلون المكانة الأبرز فيها. ومنذ هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تصاعدت موجة معاداة الإسلام في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، مستهدفة كل المسلمين أو أي شخص يشبههم. فإذا كانت معاداة الإسلام قد ولّدت معاداة الفلسطينيين كقناعين للغزو في زمن الحروب الصليبية، فإن معاداة الفلسطينيين اليوم هي التي تغذي معاداة الإسلام في أوروبا والولايات المتحدة.

ليس من المستغرب إذن أن مقاومة الفلسطينيين اليوم للمستعمرين المسيحيين واليهود البيض الأوروبيين، تشكل تهديدا للبنية الأيديولوجية الغربية بأكملها والتي بنيت على أساس اللحظة الافتتاحية للحروب الصليبية. ولهذا السبب، يتم توجيه كل الأسلحة المتاحة في ذلك العالم، بما في ذلك معاداة الإسلام، إلى الفلسطينيين لهزيمتهم. لكن رغم ذلك، يواصل الفلسطينيون المقاومة بعد ألف عام على غزوهم، بينما يصر الصليبيون الجدد على محاولة هزيمتهم.

ليس من قبيل المصادفة أن الحملة الصليبية الحالية التي يشنها دونالد ترامب على غزة، ودعوته إلى طرد سكانها الفلسطينيين الناجين من حملة الإبادة الجماعية الإسرائيلية، تشبه إلى حد كبير الحملة الصليبية الأولى والإبادة الجماعية لفلسطينيي القدس التي ارتكبها الصليبيون وتهجيرهم للناجين. ومن غير الخفي أن كلا المشروعين مستوحى من مشروع الاستعمار الاستيطاني الأبيض على أرض الفلسطينيين. وكما أدت هزيمة الصليبيين في القرنين الثاني عشر والثالث عشر إلى تفكيك مستعمرتهم الاستيطانية في فلسطين، فإن فرص نجاح الحملة الصليبية الحالية تبدو ضئيلة في أحسن الأحوال في ظل استمرار مقاومة الشعب الفلسطيني التي ما فتئت تتحدى هذه الأيديولوجيا منذ قرون.