أخذت معاداة الإسلام والمسلمين في
فرنسا
بعدا "تراجيكوميديا" آخر، عندما تم اتهام المسلمين ورمضان بالتسبب في
أزمة نقص البيض في البلاد!
ففي نقاش على قناة BFMTV زعمت نائبة
رئيس منظمة أسواق فرنسا، ماريا دا سيلفا، أنه بسبب رمضان فإن المسلمين يستهلكون
كميات هائلة من البيض لإعداد "الكعك"!.
وقد أثار هذا الاتهام السخيف جدلا وتساؤلات
عن ترويج مثل هذه الأكاذيب المفضوحة فقط لاستهداف المسلمين الذين يشكلون في أقصاه
10% بالمئة من سكان فرنسا.
واستغرب كثير من غير المسلمين حتى قبل
المسلمين من السماح لهذه المسؤولة بترويج مثل هذه الخزعبلات لتبرير أزمة البيض في
فرنسا، وتحميلها للمسلمين دون أية مسائلة منطقية من مديري النقاش التلفزيوني في
هذه القناة الملوكة للملياردير الفرنسي ـ اللبناني رودولف سعادة، والتي اشتراها،
العام الماضي، ضمن مجموعة وسائل إعلام أخرى من باتريك دراهي الملياردير الفرنسي ـ الإسرائيلي (المولود في المغرب)، المتابع في قضايا فساد، لقاء 1.55 مليار يورو.
أخذت معاداة الإسلام والمسلمين في فرنسا بعدا "تراجيكوميديا" آخر، عندما تم اتهام المسلمين ورمضان بالتسبب في أزمة نقص البيض في البلاد!
وقد لقي مقطع كلام هذه المسؤولة الفرنسية
التي تمت مشاهدتها أكثر من مليوني مرة في ظرف قصير، وتم تداوله على نطاق واسع على
وسائل التواصل الاجتماعي تفاعلا وتعليقات كثرة خلص أغلبها إلى أن فرنسا النخب
المهيمنة (في السياسة والإعلام بشكل أكثر وضوحا) تعاني من حالة مرضية في هوسها
بالإسلام والمسلمين.
للتذكير، في عام 2022، وخلال أزمة نقص الزيت
والدقيق، في خضم تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، أثار ميشيل ـ إدوارد لوكليرك، مالك
متاجر "لوكليرك"، جدلاً واسعاً عندما زعم أن استهلاك الزيت قد زاد بشكل
كبير بسبب شهر رمضان التي يقوم فيها
المسلمون بـ"قلي الأغنام".
وبعد ردود فعل منددة بهذا التصريح ودعوات
لمقاطعة سلسلة المتاجر الشهيرة في فرنسا، اضطر لوكليرك لتقديم اعتذاراته.
واللافت أنه تمت إعادة تدوير هذا الزعم
السخيف في أذرع إعلامية فرنسية معروفة بسجلها الموثق في معاداة الإسلام والمسلمين،
ودعم حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، وأبرزها قناة "سي نيوز" المملوكة
لإمبراطور الإعلام، رجل الإعلام الأصولي الكاثوليكي فانسون بولوري.
وفيما حبر قضية أزمة "نقص البيض
والمسلمين ورمضان" لم يجف، حتى هاجم باسكال برو، المذيع الشهير في "سي
نيوز"، وباستفزاز إسلاموفوبي تحريضي، مفضوح اللاعب الفرنسي ـ الجزائري حيماد
عبدلي، متهما الأخير بادعاء الإصابة خلال مباراة فريقه نادي أنجيه الفرنسي أمام
موناكو، في الدوري الفرنسي لكرة القدم، يوم السبت الماضي، من أجل أن يسمح له
ولزملائه المسلمين بكسر صيامهم في رمضان.
ويرفض الاتحاد الفرنسي، إيقاف المباريات بأي
شكل من الأشكال ولو لبضع دقائق، في حالة تزامنها مع أذان المغرب، لتمكين اللاعبين
المسلمين من تناول الإفطار، فيما تسمح دوريات أخرى في أوروبا بذلك وبدون أي إشكال.
وللاتحاد الفرنسي قرارات إسلاموفوبية أخرى مثل حظر اللاعبات من ارتداء الحجاب،
وهذا يقول ما يقول عن الحالة المرضية لفرنسا تجاه المسلمين!
وخلال مباراة أنجيه وموناكو استغل اللاعبون
توقف المباراة مع الدقيقة الـ14 لعلاج حيماد عبدلي ليقوم اللاعبون المسلمون
بالفريقين بكسر صيامهم.
وادعى المذيع باسكال برو، أن "عبدلي
سقط في الملعب دون أن يحتك به أحد، من الواضح أن كل هذا تم ترتيبه خلف ظهر رابطة
الدوري الفرنسي، اللاعب الذي يدّعي الإصابة، ونادي أنجيه، يجب أن يُعاقبا، الأمر
جدي ولن يكون هناك تساهل. سنرى ما سيحدث".
ولكن عبدلي دافع عن نفسه عبر حسابه على منصة
"إنستغرام"، قائلًا إنه تعرض بالفعل لإصابة في فخذه ستحرمه من الانضمام
إلى معسكر منتخب الجزائر استعدادًا لمباراتي بوتسوانا وموزمبيق ضمن الجولتين
الخامسة والسادسة لتصفيات كأس العالم 2026.
هاجم باسكال برو، المذيع الشهير في "سي نيوز"، وباستفزاز إسلاموفوبي تحريضي، مفضوح اللاعب الفرنسي ـ الجزائري حيماد عبدلي، متهما الأخير بادعاء الإصابة خلال مباراة فريقه نادي أنجيه الفرنسي أمام موناكو، في الدوري الفرنسي لكرة القدم، يوم السبت الماضي، من أجل أن يسمح له ولزملائه المسلمين بكسر صيامهم في رمضان.
وقام نادي أنجيه بإصدار بيان عبر موقعه
الرسمي، يتضامن فيه مع لاعبه و"يستنكر الاتهامات غير الصحيحة التي تناقلتها
بعض وسائل الإعلام، والتي تلمح إلى أن هذه الإصابة كانت مفتعلة للسماح بكسر الصيام".
وأضاف النادي: "الواقع مختلف تمامًا،
وكدليل على ذلك، أكدت الفحوصات الطبية التي أجراها الجهاز الطبي لمنتخبه الوطني
الجزائري عدم قدرة اللاعب على تلبية دعوته".
وتابع: "نحن نقدم دعمنا الكامل لحيماد
عبدلي، الذي لا يمكن التشكيك في نزاهته واحترافيته، ويدين النادي بشدة أي محاولة
لنشر معلومات مضللة من شأنها الإضرار بصورة أحد لاعبيه".
ويأتي هذا التحريض المرضي الإسلاموفوبي من
المذيع برو وقناته سيئة السجل وسط أعراض أخرى من هذا "السعار" الذي يضرب
فرنسا و "نخبتها المهيمنة" في الطبقة السياسية وحتى المالية وامتداداتها
الإعلامية تجاه الإسلام والمسلمين، والذي يأخذ أشكال "نباح"
و"عض" و"نهش" عنصري مفضوح.. وحالة "هيجان" استعراضي
بأجندة سياسية عنصرية وحسابات انتخابية، كما هو الحال مع مزايدات الوزراء
والسياسيين على من يعادي الإسلام والمسلمين ومهاجمة "الحجاب" مثلا، أكثر
لمغازلة ناخبي اليمين الفرنسي المتطرف، وبمزاعم مثل حماية "القيم
الفرنسية" و"اللائكية" (العلمانية الفرنسية). والمفارقة هنا أن
قناة مثل "سي نيوز"، التي لا تتوقف منذ سنوات عن بث سمومها العنصرية
والإسلاموفوبية، تزعم الدفاع عن "اللائكية" (العلمانية الفرنسية) من
التهديد الإسلامي، تبث على المباشر الصلوات المسيحية الكاثوليكية، وبرامج دينية
مسيحية على هوى مالكها الكاثوليكي المتدين بولوري!
*كاتب جزائري مقيم في لندن