قضايا وآراء

غزو العراق والمراجعة المطلوبة

معن بشّور
نجد اليوم أن معظم من يساند المقاومة في فلسطين ولبنان من شرفاء الأمّة وأحرار العالم كان يومها مسانداً للعراق في مواجهته للحصار والاحتلال.. الأناضول
نجد اليوم أن معظم من يساند المقاومة في فلسطين ولبنان من شرفاء الأمّة وأحرار العالم كان يومها مسانداً للعراق في مواجهته للحصار والاحتلال.. الأناضول
في 20 آذار 2003، شنت "الإمبراطورية" الأمريكية وحلفاؤها وأدواتها حربا عالمية على العراق تحت أكذوبة امتلاكه لأسلحة دمار شامل.. وتتويجاً لحصار خانق دام حوالي 13 سنة، ويومها أطلق العراقيون مقاومتهم التي يرى كثيرون أنها ساهمت في إرباك المشروع الأمريكي برمته.

هبّ العديد من شرفاء الأمّة وفي مقدمهم المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي والمؤتمر العام للاحزاب العربية انتصاراً للعراق وشعبه ووحدته وعروبته وسيادته واستقلاله وساندهم أحرار من كل أرجاء العالم مدركين أن ذلك الحصار ،وتلك الحرب ،كانا يستهدفان تدمير بلد عربي مهم في حياة الأمّة والإقليم والعالم كما كانا  مقدمة لإشعال حروب وفتن في المنطقة كلها تتعاون على إشعالها قوى صهيونية واستعمارية وعصبيات محلية مريضة .

وجاءت الأيام لتثبت صحة رؤية هؤلاء الشرفاء والأحرار وأخذت تلك الحروب والفتن تنتقل من بلد عربي وإسلامي إلى آخر.. حتى باتت الأمّة كلها ساحة لحروب التقسيم وفتن التفتيت ولتسهيل مخطط العدو الصهيوني وداعميه، ولتصفية القضية الفلسطينية التي ما استهدف بلد عربي وإسلامي إلاّ حين كان ينتصر لها..

إن كافة القوي الحية في أمّتنا مدعوة اليوم، وبعد 22 عاما، لمراجعة دروس تلك الحرب التي أدّت إلى احتلاال العراق والتي لم يكن هدفها إسقاط نظام بقدر ما كان تدمير بلد وتمزيق مجتمع وصولاً إلى تفتيت أمّة بكاملها..
صحيح أن بعض من انتصر للعراق يومها من نخب وقوى وتيارات قد تعرض لسوء فهم كبير من البعض، وجرت محاولات حصارهم, بل وشيطنتهم، تماما كما يجري اليوم مع داعمي المقاومة ضد الاحتلال وداعميه ومشاريعه.

لذلك فإن كافة القوي الحية في أمّتنا مدعوة اليوم، وبعد 22 عاما، لمراجعة دروس تلك الحرب التي أدّت إلى احتلاال العراق والتي لم يكن هدفها إسقاط نظام بقدر ما كان تدمير بلد وتمزيق مجتمع وصولاً إلى تفتيت أمّة بكاملها..

ولعل في دعوة شهيد الأمّة سماحة السيد حسن نصر الله قبل أسابيع من تلك الحرب الملعونة إلى طائف عراقي ـ عراقي بين العراقيين لمواجهة الغزو قبل وقوعه، ولمقاومة الاحتلال بعد حصوله، هو نموذج للعقل الاستراتيجي المبدئي الذي يغلب مواجهة الاخطار الكبرى على الحسابات الصغيرة والعصبيات المدمرة.

وما زال هذا النموذج صالحاً للاقتداء به في مواجهة كافة التحديات الراهنة.

لذلك نجد اليوم أن معظم من يساند المقاومة في فلسطين ولبنان من شرفاء الأمّة وأحرار العالم كان يومها مسانداً للعراق في مواجهته للحصار والاحتلال، وأن كل الداعين اليوم للوحدة الوطنية والإسلامية بوجه الحروب والفتن الاستعمارية، هو الذي كان يومها ضد غزو العراق ومشروع تقسيمه وإشعال الفتنة بين أبنائه. 
التعليقات (0)

خبر عاجل