قالت صحيفة
الغارديان إن مؤيدي
فلسطين في
إيرلندا، حولوا عبارة أطلقها عليهم مؤيدو
الاحتلال، من أجل ازدرائهم، إلى شعار باتوا
بتفاخرون به، وربطوه باسم فلسطين.
وأوضحت الصحيفة، أن مؤيدي فلسطين في أيرلندا تبنوا مصطلح
"
باديستنيان" كوسام شرف، وأصبح علامة شرف تزين الآن القمصان والسترات
ذات القلنسوة والدبابيس والسير الذاتية على مواقع التواصل الاجتماعي: أهلا بكم في
باديستنيان، موطن الباديستينيين.
وقد تبنى الناشطون
الأيرلنديون هذا المصطلح الجديد كمصطلح محفز للحملات ضد حرب إسرائيل على غزة،
وللضغط على الحكومة الأيرلندية لبذل المزيد من الجهود لإنهاء الصراع.
ونقلت الصحيفة عن روس
ماكغان، الذي لديه ما يقرب من 40,000 متابعا على تيك توك، قوله هذا الأسبوع:
"كان يستخدم كإشارة سلبية. بمجرد أن سمعت ذلك، فكرت: لا، يمكننا عكس الأمر.
إنه عادة أيرلندية معروفة - تتلقى الإهانة وتعيدها إليك".
وقام صانع المحتوى،
البالغ من العمر 35 عاما ويعيش في مزرعة بمقاطعة أوفالي، بدمج كلمة "باديستينيان"
في سيرته الذاتية على تيك توك وفي مقاطع الفيديو التي لاقت رواجا واسعا.
وقال:"لطالما
استخدمت كلمة "بادي" تصغير لاسم باتريك لازدراء الشعب الأيرلندي، ولكن
في عائلتي لدينا الكثير من الأشخاص الذين يحملون اسم باتريك، لذا تعتبر كلمة
"بادي" بالنسبة لنا إيجابية. وبالنظر إلى ما يحدث في غزة، ارتأيت أنه من
العدل أن نمتلكها".
وقد أضاف انتشار
المصطلح بعدا جديدا إلى النشاط الأيرلندي بشأن غزة وسط جدل حول التصريحات الصريحة
لفرقة الراب "نيكاب". ومع مواجهة أحد أعضائها تهمة الإرهاب، تثار
تساؤلات حول دعوة الفرقة للغناء في مهرجان غلاستونبري الشهر المقبل.
وتشير الصحيفة إلى أن
أصل المصطلح "باديستنيان" غير واضح، لكن الكثيرين سمعوا به في كانون
الأول/ديسمبر عندما أغلقت دولة الاحتلال سفارتها في دبلن احتجاجا على معاداة
الحكومة الأيرلندية للاحتلال.
وقام مؤيدو الاحتلال
على الإنترنت بتركيب المصطلح من "بادي" و"فلسطيني" للتأكيد
على أن اعتراف أيرلندا بالدولة الفلسطينية وحثها الإتحاد الأوروبي على اتخاذ موقف
متشدد من الاحتلال يكافئ الفلسطينيين.
وكتب بن كوهين، كاتب
عمود في صحيفة "جويش نيوز سينديكيت"، أنه ندم في البداية على نكتة
عن باديستينيا، لأن "بادي" كان يستخدم ككلمة احتقار لإفراط
الأيرلنديين بشربب الخمر وغيره من الصور النمطية الأيرلندية.
وكتب: "اتضح لي
لاحقا أنه لم يكن هناك داعٍ للقلق. اكتشفت أن هاشتاغ #باديستينيانز يتم تداوله
بشغف على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل مؤيدي حماس الأيرلنديين. وقد تراوحت
المنشورات المصاحبة بين البغيضة والسخيفة، حيث سخر الكثيرون من الادعاء بأن بلادهم
معادية للسامية".
ورحبت زوي لولور،
رئيسة حملة التضامن مع فلسطين في أيرلندا بتبني المصطلح". وقالت: " كان
يستخدم كإهانة، ورأى الناس هنا أن ذلك مضحك، لذا تقبّلناه وغيرناه تماما، بدأنا
نستمتع به في الهتافات. وغير الكثيرون أسماءهم على تويتر وحساباتهم على مواقع
التواصل الاجتماعي لإظهار هذا". وأصبحت الملابس والشارات والدبابيس وغيرها من
الإكسسوارات التي تحمل شعار باديستينيان سلعا رائجة، فيما يتبرع بعض المنتجين، مثل
مجموعة أبليفت التقدمية، بعائدات مبيعاتهم لإغاثة غزة".
ونقلت الصحيفة عن عز
الدين كراجة وهو فلسطيني يقدم مأكولات فلسطينية في مقهى عز بمدينة كورك ويبيع
دبابيس باديستينية، في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "سرعان ما أصبحت من أكثر
منتجاتنا مبيعا. إنه مثال رائع على كيفية إعادة استخدام مصطلح يقصد به السخرية
وإعادة تعريفه من قبل المجتمع".
وأضاف كراجة أن هذا
المصطلح يعزز الوعي بفلسطين بين الشباب الأيرلندي، كما تفعل فرقة الثلاثي نيكاب،
التي زارت المقهى في شباط/ فبراير. "لطالما أظهرت أيرلندا تضامنها مع
المضطهدين، ويتجلى هذا بشكل خاص الآن في مواجهة الأزمة المستمرة في غزة".