كتب

الاحتلال فشل في غزة.. ثم ماذا بعد؟ قراءة إسرائيلية لنتائج الحرب واليوم التالي

المنتصر الحقيقي في هذه الحرب هو شعب غزة بصموده الأسطوري ومقاومته الباسلة التي أدارات المعركة بكفاءة واقتدار.
المنتصر الحقيقي في هذه الحرب هو شعب غزة بصموده الأسطوري ومقاومته الباسلة التي أدارات المعركة بكفاءة واقتدار.
أصدر معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب INSS، دراسة مهمة في 20/2/2025، عنوانها "لم يتحقق النصر الذي طال انتظاره على حماس: ماذا الآن؟". وتكتسب الدراسة أهميتها من حيث موضوعها واللغط المثار حول من المنتصر؟ وما هي استراتيجية اليوم التالي؟ وهل ستُنفَذ خطة ترامب التي يؤيدها نتنياهو واليمين المتطرف في تهجير أهل غزة قسريا؟ 

التعريف بكاتب الدراسة

كاتب الدراسة هو العميد احتياط أودي ديكل الذي شغل عدة مناصب عليا بالاستخبارات والتعاون العسكري، وكان آخر منصب له هو رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي بهيئة الأركان العامة. انضم العميد (احتياط) أودي ديكل إلى معهد دراسات الأمن القومي (INSS) في عام 2012. وشغل منصب المدير الإداري لمعهد دراسات الأمن القومي لمدة عشر سنوات، ويشغل حاليًا منصب مدير برنامج الأبحاث "من الصراع إلى الاتفاقات". وكان أيضا رئيسًا لفريق التفاوض مع الفلسطينيين في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت خلال عملية أنابوليس 2007 ـ 2008.

عرض موجز للدراسة

يقول الكاتب: بعد خمسمائة يوم من القتال، لم تهزم إسرائيل منظمة حماس، ولم تحقق أهدافها الأساسية من الحرب، أي التفكيك الكامل لقدرات حماس العسكرية والحكومية رغم تكبدها خسائر كبيرة؛ إلا أنها تمكنت من البقاء على قيد الحياة. وبالنظر إلى ذلك، كيف ينبغي لها أن تمضي قدمًا الآن في ضوء إطار عودة الرهائن واقتراح ترامب بطرد سكان غزة؟

لذلك، ينبغي على إسرائيل في هذه المرحلة التركيز على جهدين رئيسيين:

ـ وضع اللمسات الأخيرة على إطار عودة الرهائن ـ وهو أمر حتمي متجذر في التقاليد اليهودية وله أهميته الأخلاقية في المجتمع الإسرائيلي.

ـ الاستفادة من فكرة طرد سكان غزة، التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتشجيع مشاركة الدول العربية في تحقيق الاستقرار وإعادة إعمار قطاع غزة مع ضمان عدم استعادة حماس السيطرة على القطاع.

تعريف النصر لدى الجيش الإسرائيلي

تُعرّف "استراتيجية الجيش الإسرائيلي" النصر بثلاثة أمور مهمة، جعلتها إسرائيل أهدافا لحربها على قطاع غزة، وحاولت تحقيقها من خلال استخدام كافة أنواع القوى المفرطة فيها:

1 ـ تحقيق أهداف الحرب التي حددتها القيادة السياسية.

2 ـ القدرة على فرض شروط إسرائيل لوقف إطلاق النار.

3 ـ الترتيبات الأمنية والسياسية لما بعد الحرب على العدو.

هل حققت إسرائيل متطلبات وشروط النصر؟

يقول الكاتب: لم تحقق إسرائيل أهداف وشروط النصر في حربها على غزة. نعم، تم تحرير بعض الرهائن؛ وقُتل أكثر من 17,000 مقاتل فلسطيني يشكلون حوالي نصف القوات المسلحة التابعة لحماس، وتم تفكيك القيادة العسكرية والمدنية لها؛ وتم تدمير معظم هياكلها العسكرية؛ وتم تدمير جزء كبير من غزة بالكامل. ومع ذلك، لم تحقق إسرائيل أهداف الحرب التي حددها المستوى السياسي، فهي:

ـ لم تدمر قدرات حماس العسكرية والحكومية بالكامل.

ـ إطلاق سراح الرهائن حتى الآن هو إطلاق جزئي فقط.

ـ الإطار الحالي لإطلاق سراح الرهائن يعكس تسوية تمليها حماس التي تسعى إلى ضمان بقائها بأي ثمن.

ـ لا يزال هدف القضاء على سيطرة حماس على غزة وإزالة تهديدها لإسرائيل بعيد المنال في ظل الظروف الحالية.

ـ تستخدم حماس الرهائن كوسيلة ضغط على إسرائيل لإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين الملطخة أيديهم بدماء الإسرائيليين.

هل استطاعت إسرائيل القضاء على حماس؟

على هذا السؤال المهم يجب الكاتب، فيقول: على الرغم من إنجازات التي حققها الجيش الإسرائيلي. فقد عانت حماس من ضربة عسكرية كبيرة، وفشلت في إشعال حرب إقليمية ضد إسرائيل، وتم القضاء على قيادتها، وتم سحق البنية التحتية لإنتاج الأسلحة. وتفيد التقارير الرسمية بسقوط أكثر من 46,000 ضحية، بما في ذلك حوالي 17,000 مقاتل. كما أن ثمانين في المئة من غزة مدمرة وغير صالحة للسكن، ومن المتوقع أن تستمر الظروف المعيشية المتردية لسنوات، فإعادة إعمار غزة سيستغرق الأمر سنوات عديدة. ومع ذلك، فإن حماس:

بعد خمسمائة يوم من القتال، لم تهزم إسرائيل منظمة حماس، ولم تحقق أهدافها الأساسية من الحرب، أي التفكيك الكامل لقدرات حماس العسكرية والحكومية رغم تكبدها خسائر كبيرة؛ إلا أنها تمكنت من البقاء على قيد الحياة. وبالنظر إلى ذلك، كيف ينبغي لها أن تمضي قدمًا الآن في ضوء إطار عودة الرهائن واقتراح ترامب بطرد سكان غزة؟
ـ تواصل تهريب الأسلحة.

ـ تعيد استخدام بقايا قنابل الجيش الإسرائيلي في تصنيع العبوات الناسفة.

ـ تعيد بناء صفوفها العسكرية تدريجيًا من خلال تجنيد الشباب.

 ـ لا يزال حوالي نصف بنيتها التحتية العسكرية والتصنيعية والقيادية تحت الأرض سليماً.

ـ أعادت حماس، منذ وقف إطلاق النار،  تنشيط السلطات البلدية المحلية، وأعادت نشر عناصرها في جميع أنحاء غزة.

ـ أستأنفت الشرطة المدنية التابعة لحماس عملياتها الأمنية الداخلية، بما في ذلك ملاحقة واستجواب المتعاونين مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

دعاية حماس تبلغ ذروتها

يقول الكاتب: في الوقت نفسه، بلغت دعاية حماس ذروتها. إذ تؤكد رسائلها الرئيسية على أن الجهاد أثبت فعاليته، وأنها أذلّت إسرائيل وألحقت بها أسوأ فشل عسكري منذ تأسيسها، وأنها لا تزال تحتفظ بالسيطرة العسكرية والإدارية على غزة. وقد أفشلت حماس حتى الآن عملية التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية؛ وتقايض الرهائن بالإفراج الجماعي عن الأسرى، وأجبرت إسرائيل على توقيع صفقة معها، وهو ما فشلت السلطة الفلسطينية وحركة فتح في تحقيقه. وخلال حفل تسليم الرهائن الذي نظمته حماس في دير البلح، رفعت حماس شعار "نحن اليوم التالي"، مما يعزز رسالتها بأن حكمها لا يزال ساريًا ومستمرًا.

اتفاق إطلاق سراح الرهائن وآثاره السلبية على إسرائيل

في حين أن إطار إطلاق سراح الرهائن مقابل وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ينطوي على مخاطر كبيرة بالنسبة لإسرائيل:

ـ اعتراف واضح بأن إسرائيل لم تحقق انتصاراً كاملاً.

ـ يوفر لحماس شريان الحياة الأساسي للحفاظ على حكمها وإعادة البناء.

ـ يؤدي إلى إطلاق سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني من القيادات وكبار المقاومين وأصحاب المؤبدات والأحكام العالية، الذين من المرجح أن يعود الكثير منهم إلى أعمال المقاومة وقتل الإسرائيليين.

ـ يسمح لحماس بالاحتفاظ بالعديد من الرهائن كوسيلة ضغط لاستمرار بقائها.

ـ ليس أمام إسرائيل في هذه المرحلة أي بديل قابل للتطبيق سوى الاستمرار في تنفيذ إطار العمل: إما بتوسيع المرحلة الأولى، أو التقدم إلى المرحلة الثانية، وهو ما ستصر عليه حماس لأنه ينطوي على إنهاء الحرب وضمان بقائها.

اقتراح ترامب للتهجير القسري لسكان القطاع

إن اقتراح الرئيس ترامب بإعادة توطين سكان غزة في مكان آخر قد أعاد تشكيل الخطاب السياسي الإسرائيلي، ويمكن أن يؤثر على شروط إنهاء الحرب: أي استمرار تنفيذ المخطط الذي يقضي بإطلاق سراح الرهائن مقابل وقف إطلاق النار؛ أو إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة لتهيئة الظروف لمبادرة ترامب.

وبالنسبة للفلسطينيين، فإن اقتراح ترامب تستحضر لديهم فكرة الطرد وذكرى النكبة عام 1948 ونكسة عام 1967، مما يثير صدمة واسعة النطاق وخوفًا من التهجير مع إضفاء الشرعية على الترحيل الجماعي.

الخطة العربية البديلة لاقتراح ترامب

بالنسبة للدول العربية: فقد حرك اقتراح ترامب مخاوف شديدة لدى مصر والأردن ودول عربية أخرى من تدفق أعداد كبيرة من سكان غزة إلى أراضيها، وتسبب الاقتراح في حثها على التحرك بنشاط وفعالية لتحقيق الاستقرار وإعادة إعمار غزة - بشرط ألا تحكم حماس القطاع بعد الآن، كخطة بديلة لخطة الرئيس ترامب.

ما هي خطة إسرائيل لليوم التالي؟

يقول الكاتب: في ضوء ما تم طرحه سابقا، يجب على إسرائيل أن تحدد مواقف واضحة فيما يتعلق بالتقدم في المرحلة الثانية من إطار العمل لإطلاق سراح الرهائن وربطها بالحالة النهائية للحرب المعروفة باسم "اليوم التالي"، وهو تعريف تجنبته إسرائيل حتى الآن. ومع ذلك، يجب عليها أن تطرح الشروط الأساسية التالية:

1 ـ لا إعادة للإعمار إلا بنزع سلاح حماس: يجب ألا تسمح إسرائيل بإعادة إعمار غزة طالما بقيت حماس مسيطرة على القطاع، واحتفظت بجناحها العسكري. وينبغي أن تكون الصيغة هي إعادة الإعمار مقابل نزع السلاح، مع احتفاظ إسرائيل بالمسؤولية الأمنية المهيمنة والحق في فرض نزع السلاح من خلال العمل العسكري.

إن اقتراح الرئيس ترامب بإعادة توطين سكان غزة في مكان آخر قد أعاد تشكيل الخطاب السياسي الإسرائيلي، ويمكن أن يؤثر على شروط إنهاء الحرب: أي استمرار تنفيذ المخطط الذي يقضي بإطلاق سراح الرهائن مقابل وقف إطلاق النار؛ أو إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة لتهيئة الظروف لمبادرة ترامب.
2 ـ تشكيل حكومة بديلة في غزة: تعمل مصر، بمساعدة عربية، على تشكيل لجنة إدارة مدنية من التكنوقراط مؤلفة من السكان المحليين من غير أعضاء حماس. ويجب على إسرائيل أن تصرّ على أن تحكم هذه الإدارة غزة بشكل مدني، وتوزع المساعدات الإنسانية، وتدير السلطات البلدية المحلية، وتنشئ بدعم عربي قوة شرطة للحفاظ على النظام العام.

3 ـ لا ينبغي النظر في عودة السلطة الفلسطينية كبديل للسيطرة على غزة إلا إذا نفذت الإصلاحات الضرورية وأثبتت فعاليتها، بما يتماشى مع رؤية الرئيس عباس "سلطة واحدة، قانون واحد، سلاح واحد".

4 ـ الضمانات الدولية: يجب أن تحتكر إدارة تكنوقراطية خالية من حماس السلطة، وأن تشرف عليها لجنة دولية، وأن تتلقى المساعدات الخارجية اللازمة.

5 ـ منع عودة حماس: يجب على المجتمع الدولي أن يعترف بحق إسرائيل في منع عودة حماس إلى الظهور، وفرض نزع السلاح وتحييد التهديدات. هناك اعتراف متزايد، سواء على الصعيد الدولي أو في أوساط الدول العربية المعتدلة، بأن إسرائيل هي القوة الوحيدة القادرة والراغبة في منع عودة حماس بالوسائل العسكرية. ولذلك، يجب أن تحظى حرية العمل العسكري الإسرائيلي باعتراف دولي رسمي.

6 ـ تغيير نظام ومحتوى التعليم الفلسطيني: يجب إنشاء نظام تعليمي جديد في غزة ليحل محل نظام الأونروا. ويمكن لأوروبا، التي مولت التعليم الفلسطيني لسنوات، أن تلعب دورًا مركزيًا في تطويره، إلى جانب الإمارات العربية المتحدة التي لديها تجربة ناجحة في مجال التعليم من أجل القضاء على التطرف.

7 ـ مراقبة الحدود: يجب وضع آليات أمنية فعالة ومتطورة على طول ممر فيلادلفيا وعلى معبر رفح لمنع تهريب الأسلحة مع الحفاظ على حق إسرائيل في اعتراض تهريب الأسلحة.

8 ـ المحيط الأمني: يجب الحفاظ على المنطقة العازلة بين غزة وإسرائيل لتعزيز الأمن وتوفير شعور أكبر بالأمان لسكان النقب الغربي في إسرائيل.

9 ـ استئناف إسرائيل للعمل العسكري: إذا بقيت حماس في السلطة وأعادت بناء قوتها العسكرية بعد عودة الرهائن يجب على إسرائيل استئناف العمليات العسكرية ضد حماس من خلال ضربات محددة الأهداف والتوغل في عمق غزة.

خلاصة الدراسة

يوجز الكاتب دراسته، فيقول: يجب على إسرائيل أن تتخذ قرارًا يربط التقدم في إطار إطلاق سراح الرهائن بتشكيل النتيجة النهائية في غزة – أي: القضاء على حكم حماس، وإقامة إدارة تكنوقراطية مدعومة من قوة عربية مشتركة. ولتحقيق ذلك، على إسرائيل أن تستفيد من إعلان الرئيس ترامب الذي كان بمثابة "جرس إنذار" للدول العربية - ولا سيما مصر والأردن - بسبب مخاوفها من احتمال هجرة الفلسطينيين من غزة على نطاق واسع إلى أراضيها، وتأثير ذلك على استقرارها الداخلي. وقد دفع هذا التحول في الديناميكيات الإقليمية هذه الدول إلى البدء في توحيد موقف عربي موحد بشأن مستقبل غزة، كما ظهر في اجتماع لممثلين من المملكة العربية السعودية ومصر والأردن والإمارات العربية المتحدة وقطر تحضيراً للقمة العربية في القاهرة في بداية شهر آذار/مارس.

هذه الدراسة هي إقرار واضح وصريح من شخصية عسكرية ذات تاريخ كبير في العمل البحثي والاستراتيجي والاستخباراتي، بأن إسرائيل رغم ما شنته من حرب إبادة وما ارتكبته على مدار خمسمائة يوم من مجازر قد فشلت تماما في تحقيق النصر أو إنجاز أي هدف معلن من أهداف الحرب
وتتيح المشاركة المتزايدة للدول العربية فرصة لإسرائيل لحشدها من أجل اتخاذ إجراءات حاسمة - على عكس ما كان يحدث في الماضي - لحل أزمة الرهائن مع حماس، وإنهاء حكمها في غزة، وإنشاء قوة عربية-عربية مشتركة لتحقيق الاستقرار وإعادة إعمار القطاع. ونظراً لمقاومة حماس المتوقعة، فإن مثل هذه القوة يمكن أن توفر الضغط اللازم لتسهيل إزالتها، إذ أن خطر قيام حماس بمهاجمة قوة عربية مشتركة منخفض. وعلاوة على ذلك، تدرك الحركة أنه طالما أنها تسيطر على قطاع غزة، لن يتم بذل أي جهد دولي لإعادة الإعمار، مع دعم تشكيل إدارة تكنوقراطية فلسطينية في غزة كبديل للتحدي الذي تشكله الهجرة الجماعية المحتملة لسكان غزة.

التعليق

هذه الدراسة هي إقرار واضح وصريح من شخصية عسكرية ذات تاريخ كبير في العمل البحثي والاستراتيجي والاستخباراتي، بأن إسرائيل رغم ما شنته من حرب إبادة وما ارتكبته على مدار خمسمائة يوم من مجازر قد فشلت تماما في تحقيق النصر أو إنجاز أي هدف معلن من أهداف الحرب، وأن المنتصر الحقيقي في هذه الحرب هو شعب غزة بصموده الأسطوري ومقاومته الباسلة التي أدارات المعركة بكفاءة واقتدار. وهنا تلجأ إسرائيل وحلفاؤها إلى حل بديل وهي خطة التهجير غير القابلة للتنفيذ، ولكنها تطرح كوسيلة لدفع الدول العربية إلى تحقيق ما عجزت إسرائيل وقوى الغرب عن تحقيقه طيلة هذه المدة. فهل يعي الزعماء العرب المستنقع الذي يجره ترامب إليه، خصوصا وقد أعلنها أسامة حمدان وسامي أبو زهري أن اليوم الثاني هو يوم فلسطيني خالص، ليس فيه مجال لتدجين القطاع، وأن أي قوة ولو عربية تنفذ أجندة الاحتلال ستعتبر قوة معادية للشعب الفلسطيني.
التعليقات (0)

خبر عاجل