بدأ رئيس وزراء
الاحتلال الإسرائيلي بالتفكير خارج
الصندوق قليلا، بعد أن فتح ترامب شهيته لتهجير
الفلسطينيين باقتراح إخراج سكان
غزة
إلى مصر والأردن، لتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
واقترح نتنياهو في مقابلة إعلامية، إنشاء دولة فلسطينية
على الأراضي
السعودية، في طرح هو الأول من نوعه، إذ كانت الطروحات السابقة تستهدف
الأردن ومصر بالأساس، ما أثار تساؤلات عن جدية طرح نتنياهو، أم إنه تصريح عابر.
إظهار أخبار متعلقة
جاءت تصريحات نتنياهو ردا على المطالبة السعودية المتكررة
بقيام دولة فلسطينية قبل
تطبيع علاقات المملكة بدولة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما
يعده نتنياهو خطّا أحمر.
وتعهد نتنياهو مرارا بعدم قيام دولة فلسطينية، معتبرا
إياها خطرا على الاحتلال الإسرائيلي، في حين يطالب المجتمع الدولي، والمحيط
العربي، بحل الدولتين سبيلا لإنهاء "الصراع" في الشرق الأوسط.
لماذا السعودية؟
كان تبرير نتنياهو عندما اقترح دولة فلسطينية في
السعودية، هو أنها تملك مساحات شاسعة من الأراضي، ولن تضيق بدولة فلسطينية ضمن حدودها.
كما تملك السعودية، على خلاف مصر والأردن، اقتصادا قويا
لن يضيق بالفلسطينيين، وهو أمر يتفق عليه ترامب ونتنياهو سويا.
وخسر الفلسطينيون حتى الآن من أرضهم التاريخية قبل عام
1948 قرابة 96% لصالح الاحتلال، ويحتفظون الآن على أرض الواقع بـ 4% فقط، بحسب خبير الخرائط والاستيطان خليل التفكجي.
وتوافق القيادة السياسية الممثلة بالسلطة الفلسطينية
التي يرأسها محمود عباس على دولة فلسطينية في غزة (360 كم مربع)، والضفة الغربية (5660 كم مربع) التي يسيطر الاحتلال على أكثر من نصفها بالقوة، لكن نتنياهو يرفض الدولة
الفلسطينية من الأساس بغض النظر عن حجمها.
كما أن السعودية بالنسبة لنتنياهو، أبعد حدودا عن
فلسطين المحتلة، ودولة فلسطينية هناك لن تكون خطرا على "إسرائيل" كما هو
الحال بالنسبة للأردن ومصر الملاصقة لها.
هونغ كونغ فلسطينية
وعلى خلاف طروحات إعادة توطين الفلسطينية في غزة ومصر، سواء
بالاحتفاظ بجنسياتهم الفلسطينية، أو منحهم جنسيات الدول التي سيلجؤون إليها، اقترح
نتنياهو "دولة فلسطينية" في السعودية، وليس هجرة، أو توطينا.
ولم يوضح نتنياهو إن كان يقصد أن الدولة الفلسطينية الخليجية
الجديدة ستكون مستقلة، أم على شاكلة هونغ كونغ في الصين.
إظهار أخبار متعلقة
أما وزير
الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، فذهب إلى أبعد من ذلك، وقال؛ إن تل أبيب لن تعارض
إقامة دولة فلسطينية، "لكن على أراض يتم تخصيصها في إحدى الدول العربية"،
دون تخصيص دولة بعينها، وهذا يعني خيارات مفتوحا من الخليج شرقا إلى المغرب العربي
غربا.
وقال كوهين؛ إن
إسرائيل "لن توافق على إقامة دولة فلسطينية، لكن إن خصصت إحدى الدول العربية
أرضا للفلسطينيين، فعندها لن تعارض ذلك".
ورغم الصمت السعودي
على مقترح نتنياهو الأخير، إلا أن المملكة أكدت غير مرة موقفها من قيام الدولة
الفلسطينية قبل تطبيع أي علاقات، وقال مصدر دبلوماسي غربي طلب عدم الكشف عن هويته
لـ"عربي21"؛ إن الحديث عن وجود اختراق في مفاوضات التطبيع بين السعودية
والاحتلال غير دقيق، وأضاف المصدر بأن بعض الأنباء التي تنشر في وسائل الإعلام
الإسرائيلية تكون موجهة لأهداف سياسية، مشيرا إلى أن السعودية لا تزال متمسكة بشرط
التعهد بإقامة دولة فلسطينية مستقلة قبل التطبيع مع إسرائيل.