سياسة دولية

فوز ساحق للحزب المؤيد للاتحاد الأوروبي في مولدوفا.. تحذيرات من تدخل موسكو

مولدوفا تقرر مستقبلها الأوروبي.. انتخابات تصب في صالح الانفصال عن موسكو - الأناضول
أظهرت النتائج شبه النهائية للانتخابات البرلمانية التي جرت أمس الأحد في مولدوفا أن الحزب الحاكم المؤيد للاتحاد الأوروبي، حزب العمل والتضامن بقيادة الرئيسة مايا ساندو، حقق فوزا ساحقا على منافسه الموالي لموسكو، ما يمثل دعما واضحا لمسعى الجمهورية السابقة للانفصال عن النفوذ الروسي والانضمام إلى التكتل الأوروبي بحلول عام 2030.

وبحسب النتائج، حصل حزب العمل والتضامن على 50.1% من الأصوات، مقابل 24.2% للكتلة الوطنية المؤيدة لموسكو، وهو ما يُتيح للحكومة المضي قدما في برامج الإصلاح والانخراط في مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى تأمين مساعدات مالية غربية لدعم الاستقرار الاقتصادي والسياسي في البلاد.

ردود الفعل الأوروبية
رحب الاتحاد الأوروبي بنتائج الانتخابات، واعتبرها مؤشرا على تقدم مولدوفا نحو أوروبا والديمقراطية. وقال رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، في منشور على موقع إكس: "شعب مولدوفا قال كلمته وجاءت رسالته واضحة وصريحة. لقد اختاروا الديمقراطية والإصلاح والمستقبل الأوروبي في مواجهة الضغوط والتدخلات الروسية".

وأوضحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن التصويت يعكس رغبة مولدوفا في الانتماء إلى أوروبا والدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية.



تحذيرات مايا ساندو من تدخل روسي
من جانبها، حذرت مايا ساندو من التدخل الروسي في الانتخابات، مؤكدة أن بلادها "في خطر" إذا نجح النفوذ الروسي في التأثير على النتائج. وقالت للصحفيين في العاصمة كيشيناو: "إذا لم يحشد المولدوفيون بشكل كافٍ، وإذا كان لتدخل روسيا تأثير كبير على انتخاباتنا، فإن مولدوفا قد تخسر كل شيء".

واتهمت ساندو روسيا بمحاولة شراء الأصوات عبر "مئات ملايين اليوروهات"، وتنظيم حملات تضليلية على الإنترنت، إضافة إلى التخطيط لأعمال عنف، مشددة على أن مواجهة هذا النفوذ تمثل أولوية للحفاظ على سيادة البلاد واستقلالها السياسي.


الطريق نحو الاتحاد الأوروبي
يأتي هذا الفوز في وقت بدأت فيه مولدوفا مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتعمل على تأمين دعم غربي واسع يشمل المساعدات المالية والمشاريع الاقتصادية، في خطوة اعتبرها المراقبون رسالة واضحة إلى موسكو بأن الشعب المولدوفي يفضل الانحياز نحو أوروبا والديمقراطية على العودة إلى نفوذ روسي متزايد في البلاد.

ومولدوفا هي دولة صغيرة في شرق أوروبا، تحدها رومانيا من الغرب وأوكرانيا من الشمال والشرق والجنوب. تأسست كمستقلة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991، ويبلغ عدد سكانها نحو 2.6 مليون نسمة، مع تواجد كبير للناطقين بالروسية في بعض المناطق، خصوصًا ترانسنيستريا.

وتعاني  من تحديات اقتصادية وسياسية، وتسعى منذ سنوات نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لتعزيز استقرارها وتعزيز التنمية، في مقابل تأثير مستمر لموسكو على بعض القوى السياسية المحلية.