رغم
انتهاء العدوان الاسرائيلي على إيران، لكن
الحوثيين يواصلون إطلاق الصواريخ
والمُسيّرات باتجاه
الاحتلال، مما يزيد من قلقه، والشعور بالتهديد الدائم، مع
العلم أن كل
هجماته على
اليمن، وبالتعاون مع الأمريكيين لم توقف استهدافه من هذه
الجبهة.
الجنرال
إليعازر تشيني ماروم، القائد الأسبق لسلاح البحرية، ذكر أنه "في أوائل يوليو،
هاجم الحوثيون سفينة شحن ضخمة تدعى "ماجيك سيز"، تحمل شحنة من الأسمدة
ترفع العلم الليبيري، وتنتمي لشركة يونانية، وكانت في طريقها لقناة السويس، ووقع
الهجوم غرب ميناء الحديدة، على بعد نحو 51 ميلا بحريا من الساحل، وتم تنفيذ الهجوم
غير المعتاد بواسطة زوارق سريعة طافت حول السفينة، وأطلقت عليها عدة أنواع من
الأسلحة، بما فيها صواريخ مضادة للدبابات".
وأضاف
في
مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن
"السفينة تعرضت أيضاً لهجوم من طائرات مسيرة أصابتها في عدة مناطق، ما أدى لدخول
النار والماء إليها، وطلب طاقمها المساعدة، فجاءت السفن الموجودة في المنطقة
لمساعدتهم، وبعد أن تأكد أن المياه دخلت للسفينة مما قد يؤدي لغرقها، تخلى الطاقم
عنها، وتم انتشالهم من قبل سفينة أخرى جاءت لمساعدتهم".
وكشف
أن "هذا الهجوم الأول ضد السفن التجارية منذ ديسمبر 2024، وهو الشهر الذي تعرضت
فيه عدة سفن للهجوم، وتم تنفيذ الهجمات باستخدام الصواريخ، حتى أن عدة سفن تعرضت
للقصف بها، والآن، وبعد نحو سبعة أشهر، عاد الحوثيون لمهاجمة السفن في البحر
الأحمر، وهذه المرة باستخدام زوارق صغيرة مزودة برشاشات وصواريخ مضادة للدبابات
وصواريخ مضادة للطائرات، مما قد يشير لنقص في الصواريخ".
وأوضح
أنه "بعد ساعات قليلة، وعلى غير صلة بالحادث البحري، هاجم سلاح الجو
الاسرائيلي موانئ الحوثي بمنطقة الحديدة، وألحق بها أضرارا بالغة، لكن السؤال: لماذا
الآن وبعد مرور نحو سبعة أشهر لم يهاجم فيها الحوثيون السفن، هاجموها مرة أخرى،
مدعين أن السفينة المهاجمة "ماجيك سيز" زارت ميناء إسرائيليا".
وزعم
أن "الجواب في طهران، وليس في صنعاء، فمع انتهاء الهجوم الاسرائيلي عليها، تحاول
إظهار قوتها قبل المفاوضات المقبلة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، حيث
تستعرض قدرتها على النجاة من الهجوم الإسرائيلي الأميركي، وتصف نتائج الهجوم بأنها
غير فعالة، وفي الوقت نفسه، تحاول إظهار أن محورها ما زال حيّاً، ولذلك شهدنا
إطلاق صواريخ من اليمن، وإطلاق غير عادي للصواريخ من غزة، والهجوم على السفينة،
وكل هذا مصحوب بتصريحات عدائية وكلمات طنانة من القادة الإيرانيين، دون أن يكون لها
غطاء".
وأشار إلى أن "الإيرانيين قد يسعون لإيجاد صعوبات كبيرة من أجل إفشال عملية توسيع اتفاقيات
التطبيع بشكل أكبر، لأنها قد تؤثر بشكل كبير على الشرق الأوسط بأكمله، وتعتبر
زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة ذات أهمية قصوى في هذا
الصدد".
وأضاف
أنه "في هذه المرحلة، ومع انتهاء الحملة العسكرية ضد إيران، فإن الاحتلال
مطالب بتحقيق إنجازات في المجال السياسي والدبلوماسي، ولعل السيناريو المتفائل والإنجاز
الأعظم هو نهاية الحرب في غزة، وعودة الرهائن، وهو الحدث الذي يشكل مفتاحا لتوسيع
اتفاقيات التطبيع، وعزل إيران، وتوجيه ضربة قاضية لمحورها الذي يعاني بالفعل".
ودعا
إلى "استغلال الزخم السياسي الذي نشأ الآن، وفي الوقت نفسه ضمان أن يؤدي
الاتفاق مع إيران للقضاء على برنامجها النووي العسكري، من خلال التنسيق مع
الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في غزة وتحقيق عودة الرهائن، وتحقيق توسيع اتفاقيات
التطبيع، وفي الوقت نفسه إجبار إيران على توقيع اتفاق يقضي على قدرتها على صنع
الأسلحة النووية".
وختم
بالقول إن "السيناريو المتشائم في حال فشل المحادثات هو العودة لدائرة الحرب
الشاملة ضد إيران، مما يعني أننا على مشارف أيام مصيرية للغاية، سيكون تأثيرها على
الأمن القومي لدولة الاحتلال هائلا، وبعد أيام قليلة، بعد عودة نتنياهو من زيارته
للولايات المتحدة، سنعرف أين تتجه الدولة برمّتها".