شهدت مدينة
دورا جنوب محافظة
الخليل، إضرابًا شاملًا شمل مختلف مناحي الحياة، بما في ذلك
المؤسسات الرسمية والخاصة، والمحلات التجارية، والمدارس، وذلك حدادًا على الشاب
عبد الفتاح عاهد حريبات (20 عامًا)، الذي استُشهد برصاص قوات
الاحتلال مساء
الأربعاء، بعد تنفيذه عملية دهس وطعن عند مفرق الفحص جنوب المدينة.
ووفقًا لما
أعلنته وسائل إعلام عبرية، فقد أسفرت العملية عن إصابة جنديين من قوات الاحتلال
بجروح، ووصفت إحداها بالمتوسطة، قبل أن يُطلق الجنود النار على حريبات، ما أدى إلى
استشهاده في المكان.
وفي أعقاب
الحادث، شنت قوات الاحتلال حملة دهم واعتقال واسعة في مدينة دورا، حيث اقتحمت منزل
عائلة الشهيد في حي الظهر، واعتقلت والده وشقيقيه، بعد أن قامت بتفتيش المنزل
بطريقة عنيفة أدت إلى تحطيم محتوياته، وأن أكثر من 50 مواطنًا كانوا داخل المنزل
أثناء الاقتحام، جرى احتجازهم والتحقيق معهم ميدانيًا، وتعرض عدد منهم للضرب
المبرح.
وأوضح مسؤولو
مستشفى دورا الحكومي أن 6 مواطنين على الأقل نقلوا للعلاج جراء تعرضهم لإصابات
متفاوتة نتيجة اعتداء جنود الاحتلال عليهم خلال عملية الاقتحام.
وقد أفرجت
سلطات الاحتلال في وقت لاحق عن والد الشهيد وشقيقيه بعد ساعات من التحقيق، فيما
عمّت أجواء الحزن والغضب أرجاء المدينة، حيث شارك المئات في مسيرة جماهيرية طالبت
بالرد على جرائم الاحتلال المتصاعدة في
الضفة الغربية، لا سيما في محافظة الخليل.
ويذكر أن
الشهيد
عبد الفتاح حريبات هو طالب جامعي في إحدى كليات الجنوب، وينتمي إلى عائلة
فلسطينية معروفة في المنطقة، وتأتي هذه العملية في سياق تصاعد حالة التوتر
والمواجهات اليومية بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال في مناطق متفرقة من
الضفة الغربية، وسط دعوات متكررة من الفصائل الفلسطينية لتوسيع دائرة المقاومة
ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.
وتشهد الضفة
الغربية، وخصوصًا جنوب الخليل، منذ أسابيع تصعيدًا ميدانيًا حادًا في ظل
الاقتحامات المتكررة، وارتفاع وتيرة الاعتقالات، ما ينذر بمزيد من التوتر
والانفجار في المنطقة.