شنّ الطيران الحربي الأمريكي، فجر أمس، سلسلة من الغارات، استهدفت منازل تابعة لقادة عسكريين تابعين لحزب "الإصلاح" في محافظة
مأرب، وذلك عقب يومين فقط من غارات جوية، أخرى، على محافظتي شبوة وحضرموت الواقعتين خارج سيطرة حكومة
صنعاء.
وجاء الهجوم الأخير الذي استهدف مناطق في مديريتي العبدية ورغوان شرق مدينة مأرب بنحو 16 غارة، أيضا، بعد أيام من استهداف مماثل للطيران الأمريكي مواقع عسكرية تابعة للحزب في جبهات التماس الواقعة في محيط مدينة مأرب، ما أدّى لاستشهاد نجل قائد "مقاومة صنعاء"، منصور الحنق، وهو قيادي بحزب "الإصلاح"، وعدد من عناصر الحزب.
وأبرزت مصادر محلية في محافظة مأرب، أنّ: "سلسلة الغارات التي شنّها الطيران الأمريكي استهدفت منازل تابعة لبيت الشدادي في مديرية العبدية في مأرب. والأخير كان قائد المنطقة العسكرية الثالثة التابعة للإصلاح، في مأرب".
إلى ذلك، كشفت عدد من التقارير الإعلامية، المتفرقة، أنّ: "الغارات تزامنت مع محاولة تصدير
الإمارات لقائد قواتها في مأرب، عبد الهادي نمران، وهو قائد محور سبأ العسكري، الذي أبرز خلال الساعات الماضية، أنّ: مسألة إشعال جبهات مأرب ضد حركة أنصار الله مسألة وقت فقط".
وأضاف نمران، أن قواته "على أتمّ الجاهزية وهدفها التصعيد باتجاه صنعاء"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ: "تلك القوات حدّدت الهدف وأعدّت العدة".
وأكّد أنّ: "الإمارات تحاول الانفراد من دون منح "الإصلاح" أي هامش، وهي محاولة لانتزاع الملف العسكري من الحزب في مأرب لأول مرة منذ سنوات". فيما قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إنّ: "الإمارات طرحت فكرة اجتياح مناطق سيطرة الحوثيين براً على الأمريكيين في الأسابيع الأخيرة".
ونقلت الصحيفة، عبر تقرير لها، عن مسؤولين أمريكيين ويمنيين قولهم إنّ: "أمريكا منفتحة على دعم حملة برية ضد الحوثيين في
اليمن، وإن قراراً نهائياً بهذا الشأن لم يُتخذ بعد".
وأكدت أنّ: "السعوديين قد أبلغوا اليمنيين والأمريكيين أنهم لن ينضموا أو يساهموا في أي عمل بري في اليمن، خشية الأضرار التي قد تسبّبها الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيّرة نتيجة ذلك"، مبرزة أن "المناقشات حول عملية برية تأتي في الوقت الذي تدرس فيه أمريكا خيارات لتقليص هجومها الجوي في اليمن في مسعى منها لتجنب الدخول في حرب استنزاف لا نهاية لها".