استهدفت عدّة ضربات جوية، اليوم الأربعاء، ما وصف بكونه "معقلا لجماعة الحوثي" في العاصمة
اليمنية،
صنعاء، وذلك بحسب جُملة شهادات من السكّان، نشرتها وكالة "رويترز".
وأوضح السكان أنّ: "الضربات قد استهدفت حيا يتواجد بالقرب من مطار العاصمة"، مشيرين في الوقت نفسه، إلى أنّ هذه الضربات تأتي عقب شنّ الولايات المتحدة لموجة من الضربات الجوية على مناطق في اليمن، يسيطر عليها الحوثيون المتحالفون مع إيران، والذين أعلنوا الأسبوع الماضي، عن استئناف هجماتهم على سفن الشحن بالبحر الأحمر لدعم الفلسطينيين بغزة.
وكشفت وسائل إعلام، متفرّقة، تابعة لأنصار الله "
الحوثيين"، ما وصفته بـ"عدوان أمريكي استهدف العاصمة اليمنية صنعاء"، مبرزة أن العدوان قد استهدف كذلك محيط مدينة صعدة شمالي اليمن.
وفي السياق نفسه، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنّ: "هناك تقارير تشير إلى أن إيران لا تزال ترسل كميات كبيرة من الأسلحة للحوثيين رغم تخفيض دعمها لهم".
وتابع ترامب، اليوم الأربعاء، عبر منشورات على موقع التواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، أنّ: "إيران يجب أن تتوقف فورا عن إرسال الإمدادات العسكرية إلى الحوثيين وتترك الجماعة اليمنية تقاتل بنفسها"، مردفا: "الضربات الأمريكية على الحوثيين ستصبح أسوأ تدريجيا، وإنه سيتم القضاء عليهم تماما!".
تجدر الإشارة إلى أنّ الضربات الأمريكية التي أمر بها ترامب، في يومها الخامس، قد ركّزت على مخابئ الحوثيين وتحصيناتهم فيما يوصف بـ"معقلهم الرئيسي" المتواجد في صعدة، شمال اليمن، وذلك مع امتداد الضربات إلى مواقع في محافظة حجة المجاورة، فيما فتح استئناف الجماعة هجماتها باتجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي المجال لضربات انتقامية متوقعة من قبل الأخيرة على غرار الضربات السابقة.
وفي أحدث خطبه، الثلاثاء، كان زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، قد هدّد بالتصعيد إلى أعلى مستوياته ضد أمريكا ودولة الاحتلال الإسرائيلي، بغرض مساندة الفلسطينيين في
غزة؛ فيما تبنى المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، مهاجمة حاملة الطائرات "هاري ترومان" للمرة الرابعة خلال 72 ساعة.
في المقابل، بثّت القيادة المركزية الأمريكية، مشاهد لطائراتها، خلال تدمير المسيّرات الحوثية؛ حيث أكّدت واشنطن أن حملتها ضد الجماعة سوف تستمر لمدّة أيام، وحتى أسابيع، بهدف إرغام الجماعة على وقف هجماتها ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي.
إلى ذلك، توعّد المتحدث العسكري باسم الجماعة، بأنه: "سيتم تصعيد العمليات العسكرية ضد إسرائيل، ما لم يتوقف الهجوم على غزة ويرفع الحصار عنها"، وذلك بعد ساعات من إعلان زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، بأنّ: "جماعته ستستأنف التصعيد في أعلى مستوياته، ضد إسرائيل وأمريكا".
وتبنّى المتحدث العسكري باسم الحوثيين، مساء الثلاثاء، إطلاق جماعته صاروخا باليستياً من طراز "فلسطين 2" باتجاه قاعدة نيفاتيم في صحراء النقب بجنوب دولة الاحتلال الإسرائيلي، في أول هجوم منذ عودة غارات الاحتلال على غزة.
ووفق وكالة "رويترز"، فإنّه قد أُطلقت صفارات الإنذار، في عدد من المناطق بجنوب دولة الاحتلال الإسرائيلي، منذ مساء الثلاثاء، فيما أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنها فُعّلت إثر إطلاق مقذوف من اليمن.
وخلال السبت الماضي، كان ترامب قد أمر بإطلاق حملة ضد الحوثيين، وتوعدهم بما وصفه بـ"القوة المميتة" لإرغامهم على وقف تهديد الملاحة؛ فيما حمّل الرئيس الأمريكي، إيران، المسؤولية عن هجمات الحوثيين البحرية ضد السفن والأصول الأمريكية في البحر الأحمر.
ومنذ دخول الهدنة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، حيز التنفيذ، في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، كانت الجماعة قد أعلنت التوقف عن هجماتها البحرية وباتجاه الاحتلال الإسرائيلي، قبل أن تقفز مجدداً للانخراط في الصراع مع تعثر المرحلة الثانية من الهدنة.