تقارير

تقوع "بلدة الخيام".. هوية أكبر تجمع ريفي في فلسطين

حول تسمية القرية بهذا الاسم، تقوع، توجد عدة روايات وأكثر من تفسير، ربما يكون التفسير الصحيح هو اسم كنعاني قديم معناه نصب الخيام كما سماها الإفرنج..
بلدة تحيط بها السهول من كل جانب وتقع في بقعة تتيح لمن يسكن البلدة أو لزوارها مشاهدة قرى وجبال وتضاريس طبيعية خلابة في فلسطين.

تقع إلى الجنوب من مدينة بيت لحم وعلى قمة تنتهي في جزئها الغربي والشمالي بسهل تغطي غالبيته أشجار الزيتون والذي يكسبه خضرة دائمة، ما يشكل لوحة طبيعية للزائرين والمهتمي.

ويستطيع الناظر من الجهة الشمالية الشرقية أن يرى البحر الميت شرقا، وجبال الخليل جنوبا، وبيت فجار وقرى أم سلمونة وجورة الشمعة ومراح رباح وخلة الحداد والمنشية إلى الشمال الغربي، ومن الشمال أن يرى مدينة القدس وبيت لحم.


                                        مشهد نادر للقرية يعود إلى عام ١٩٣١

يحد بلدة تقوع من الشمال بلدة جناتا، ومن الغرب مجمع قرى جورة الشمعة وأم سلمونة ومراح رباح وخلة الحداد، ومن الشرق أراض مفتوحة على حوض البحر الميت، ومن الجنوب أراضي سعير وبلدة المنية والرشايدة.

وتبلغ مساحتها حوالي 9 كم مربع، ومساحة الأراضي الإجمالية تقدر بحوالي 80 كم مربع إذا ما أخذنا بعين الاعتبار حدودها حتى البحر الميت، وتكون بذلك أكبر تجمع سكاني ريفي في فلسطين مشكلة ما نسبته سدس مساحة فلسطين.

بلغ عدد سكان قرية تقوع عام 1961 وفق الإحصاء الأردني 555 نسمة، ارتفع إلى حوالي 9000 نسمة عام 2007. ويصل عدد السكان الآن بعد ضم قرية المنيا حوالي 14 ألف نسمة.

ولعل من أكثر ما يميز تقوع عن غيرها من المناطق المجاورة وجود سهل البقعة، أو سهل تقوع، والذي يعتبر أحد السهول المهمة في فلسطين، ويقع السهل في الطرف الغربي للبلدة ويمتاز بتربته الحمراء الخصبة ومناخه المعتدل، مغطى بأشجار الزيتون الكثيفة ويحتوي على العديد من المشاتل وبيوت البلاستك، ويزرع فيه الفقوس والخيار والزهرة (قرنبيط) والملفوف والكوسا إضافة إلى القمح وغيرها من المحاصيل الزراعية، وتعتبر منتجاته من أفضل المنتجات الزراعية في المنطقة.

وحول تسمية القرية بهذا الاسم، تقوع، توجد عدة روايات وأكثر من تفسير، ربما يكون التفسير الصحيح هو اسم كنعاني قديم معناه نصب الخيام كما سماها الإفرنج "Thecua" وكانت من حصونهم، ودعوا أقنية المياه القديمة التي سحبت من مياه العروب نهر تقوع. وذكرت تقوع من قبل صاحب كتاب "معجم البلدان" بأنها من قرى بيت المقدس ويضرب المثل بجودة عسلها.

ولعل من أهم مناطق الجذب السياحي بها والذي أصبح مغلقا الآن بسبب المستوطنات المحيطة به وادي اخرطون نسبة للدير الشهير الذي ما زالت أجزاء من طابقيه الأول والثاني ماثلة للعيان ليطل على الوادي بتشكيلاته الطبيعية الخلابة، وعمق الانحدارات الغريبة للتجاويف الطبيعية التي حاول سكان المنطقة في عصور مختلفة تحويلها إلى مساكن.

وبحسب الاكتشافات الأثرية لوزارة السياحة الفلسطينية فإنه يوجد في البلدة أقدم موقد للنار في التاريخ. أما المعلم الثاني في الوادي فهو البئر الأثرية القديمة ومساحة سطحها 300 متر مربع بنيت جدرانه الخارجية بحجارة تم قطعها بعناية.

وثالث المشاهد الخلابة العيون الصخرية التي يقطر منها الماء شتاء وصيفا نتيجة تجمعها على التجاويف الصخرية حيث تبقى كذلك طوال فترة الصيف، والكهف العجيب الذي يعرف باسم  مغارة خريطون .

وتتميز بلدة تقوع بوقوعها على جزء من انخفاض المدن التاريخية التي تعاقبت خلال قرون خلت، ابتداء من العصر الروماني حتى العصور البيزنطية واليونانية والمملوكية حيث ما زالت آثار تلك المدن شاهدة على الأهمية التاريخية لهذه المنطقة من خلال الآثار الواضحة للكنائس والأسواق والمساجد التي تعود إلى مختلف العصور.


                                                  مبنى مجلس بلدية تقوع

وكانت تقوع بعد حرب عام 1948 تتبع الأردن، ووقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي في حرب حزيران/ يونيو عام 1967 وغالبية أراضي البلدة مناطق عسكرية أو مقام عليها مستوطنات منها: مستوطنة تقوع، ومستوطنة نوكديم، ومستوطنة معالي عاموس، ومستوطنة ديفيد .

وبعد اتفاقيات أوسلو أصبحت تتبع  السلطة الوطنية الفلسطينية الآن ولها مجلس قروي أسس في عام 1997.

ومثل أي بقعة على أرض فلسطين تواجه تقوع اقتحامات إسرائيلية متكررة، وإغلاقا لمدخلها، ويتبع ذلك عمليات اعتقال وتنكيل وتدمير للبنية التحتية، وقد قدمت القرية العديد من أبنائها وبناتها شهداء أو مصابين أو معتقلين، وقد ارتفعت هذه الأعمال الانتقامية بعد العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023.

المصادر:

ـ معلومات عامة عن تقوع - قضاء بيت لحم، موسوعة القرى الفلسطينية.
ـ  دليل بلدية تقوع، معهد الأبحاث التطبيقية- القدس (أَريج).
ـ  قوات الاحتلال والمستوطنين يغلقون مدخل بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم بالضفة، شبكة لسطين للأنباء، 3/10/2022.
ـ موقع مركز المعمار الشعبي الفلسطيني (رواق)، البيرة.
ـ وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).