كشف وزير الخارجية السوري أسعد
الشيباني عن تشكيل حكومة جديدة في مطلع آذار /مارس القادم ستكون "مفاجِئة" للسوريين، مشيرا إلى عزم الإدارة في دمشق عزل بعثات دبلوماسية خارجية في إطار توجهها إلى إقالة المسؤولين المحسوبين على النظام المخلوع، وفقا لما حصلت عليه "عربي21".
جاء ذلك خلال لقاء جمع الشيباني مع عدد من أفراد الجالية السورية بالعاصمة الفرنسية باريس بما في ذلك الناشط السوري ثائر حجازي الذي تحدث لـ"عربي21" عن محاور النقاشات.
وبحسب حجازي، فإن اللقاء الذي جاء عقب المؤتمر الدولي الذي استضافته
فرنسا بشأن
سوريا "اتسم بالإيجابية"، موضحا أن وزير الخارجية السوري تطرق في حديثه خلال الاجتماع إلى ضرورة رفع العقوبات الغربية عن سوريا.
وأشار الشيباني إلى أن العقوبات تحولت من عقوبة على النظام إلى أداة ضغط على الشعب السوري عقب سقوط الأسد، كما تحدث الوزير السوري عن تداعي مفاصل وزارات حكومة النظام المخلوع لحظة استلامها في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي، لافتا إلى أن الإدارة الجديدة بدأت مهامها "من الصفر".
وكشف الشيباني، وفقا لثائر، عن تشكيل حكومة جديدة في سوريا مطلع آذار /مارس المقبل وأنها ستكون "مفاجِئة" للسوريين، لافتا إلى أن ما يقرب من 70 بالمئة من وزراء حكومة تصريف الأعمال الحالية سيتم استبدالهم ضمن إطار التشكيل الحكومي الجديد.
ولفت الوزير السوري إلى عزم الإدارة الجديدة في دمشق عزل بعض البعثات الدبلوماسية الخارجية بما في ذلك سفير سوريا لدى روسيا بشار الجعفري، المعروف بدعمه للنظام المخلوع على مدى سنين الثورة.
ووفقا لحديث ثائر مع "عربي21"، فإن الشيباني تطرق إلى ملف الطاقة في سوريا مؤكدا ارتفاع مدة تشغيل الكهرباء خلال عام واحد إلى مدة تصل لـ8 ساعات يوميا.
وحول العلاقات السورية مع روسيا التي دعمت الأسد خلال الثورة على حكمه، أشار الشيباني إلى وجود مراجعة للاتفاقيات التي وقعها النظام السابق مع موسكو.
يأتي ذلك في أعقاب تلقي الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد
الشرع اتصالا هاتفيا من نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد زيارة قام بها وفد روسي رفيع المستوى إلى العاصمة السورية دمشق، الشهر الماضي.
والخميس، وصل وزير الخارجية السورية إلى فرنسا للمشاركة في مؤتمر دولي بشأن سوريا، وذلك في أول زيارة سورية إلى الاتحاد الأوروبي منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وقال الشيباني في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس"، الجمعة، "شاركت بمؤتمر باريس بناء على دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير خارجيته جيان نويل بارو، كان يومًا مليئًا بالنقاشات المثمرة والقيمة من كافة الدول المشاركة".
وأضاف أن "مؤتمر باريس شهد إرادة قوية من المشاركين لدعم المرحلة الانتقالية والعملية السياسية الجارية حاليًّا، كما تم التعبير بوضوح عن ضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وختم المؤتمر ببيان مشترك يدعم الشعب السوري في تقرير مستقبله".
وبحسب تعبير الشيباني، فإن "أجمل ما كان في باريس أني بدأت يومي بلقاء مع المجتمع المدني السوري وأنهيته بلقاء مثمر مع الجالية السورية، كل حديث مع السوريين يعزز الأمل والطموح لبناء سوريا يفتخر بها الجميع".
وكان الرئيس السوري تلقى قبل أيام اتصالا هاتفيا من نظيره الفرنسي، الذي وجه إليه دعوة لزيارة فرنسا خلال الأسابيع المقبلة، بحسب بيان صادر عن الرئاسة السورية.