صحافة إسرائيلية

7 تغيرات شهدتها المنطقة بعد الإبادة بغزة تشكل معضلة للاحتلال

مشكلات أمام الاحتلال طرأت نتيجة تغيرات في المنطقة- جيتي
مشكلات أمام الاحتلال طرأت نتيجة تغيرات في المنطقة- جيتي
رغم ما أحدثته حرب الإبادة الأخيرة من تغييرات جذرية في الشرق الأوسط، لكنها وفق ‏الاعتراف الإسرائيلي، لا يزال جزء كبير من المشاكل المزمنة التي ميّزت المنطقة في الماضي، ومثلت تحديا ‏للاحتلال، ما زالت قائمة حتى الآن، بل إن بعضها تفاقم. ‏

البروفيسور إيلي فوديه، أستاذ الدراسات الشرق أوسطية، وعضو اللجنة التنفيذية لمركز "ميتافيم" ‏للنزاعات الإقليمية، ذكر أن "الباحثين والإعلاميين الإسرائيليين يسارعون عادة إلى ربط مصطلح الشرق الأوسط ‏الجديد بأحداث الحروب والثورات وتغيير الأنظمة واتفاقيات السلام، وقد أحدثت عملية طوفان الأقصى، والإبادة التي تلتها تغييرات جذرية، لكنها في المجمل، لم تحلّ بعض مشاكل المنطقة، بل تفاقم بعضها ‏الآخر في وجه دولة الاحتلال". ‏

اظهار أخبار متعلقة



وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "دولة الاحتلال تعيش في منطقة متغيرة من ‏حيث تكرار الحروب أو التحالفات الإقليمية، وقد انعكست هذه الخصائص في الحرب الأخيرة خلال عامين، ورغم ‏أن المنظور التاريخي لديها منذ السابع من أكتوبر قصير، إلا أنه يمكن الإشارة إلى جملة تغييرات حدثت في ‏الشرق الأوسط من حيث مراكز الصراع القديمة الجديدة نتيجة لتلك الحرب، وساهمت جميعها باستنزاف اللاعبين ‏في المنطقة، وعلى رأسهم دولة الاحتلال، التي سعت لتعزيز مصالحها، وتلبية احتياجات موقعها في المنطقة".‏

محورا المقاومة والاعتدال

وأشار إلى أن "أول هذه التغييرات هي تقسيم معسكرات التحالف في المنطقة، فالانقسام الثنائي بين محور ‏المقاومة بقيادة إيران، ومحور الاعتدال، المكون من مصر والأردن والسعودية، وباقي الدول المطبعة، وتعتبر دولة ‏الاحتلال عضوا فيه، لم يعد يعكس الواقع كثيرا بعد الحرب، لأن الأضرار التي لحقت بإيران ووكلائها: حزب الله، ‏الحوثيين، حماس، أضعفت محورها، ورغم أنه لم يختفِ، لكن تركيا وقطر دخلتا الفضاء الجديد، ووجدتا فرصة ‏لتعزيز موقعهما في المنطقة، خاصة في سوريا وغزة". ‏

وأوضح أن "محور الاعتدال في المقابل لم ينكسر نتيجة الحرب، ورغم أن دولة الاحتلال عانت من ‏عقوبات من نوع أو آخر، لكن التعاون الأمني لم يتضرر، رغم أنه تم من وراء الكواليس، وبذلك عادت تعاني من ‏متلازمة "العشيقة" في علاقاتها مع الدول العربية التي ميزتها في العقود السابقة". ‏

وأضاف أن "التغيير الثاني يتمثل في أن سوريا عادت لمكانها الطبيعي، حيث أدت الحرب الأخيرة ‏لتسريع عملية انهيار نظام الأسد، وخروج الدولة من محور المقاومة، لكنه اليوم عادت لمكانها الطبيعي في النظام ‏الإقليمي، كما أن "مغازلتها" لدولة الاحتلال ليست جديدة تماما، فالأسد الأب والابن، أجريا محادثات معها لكنها ‏لم تؤتِ ثمارها".‏

وأوضح أن "التغيير الثالث يتمثل في الصراع المتجدد من أجل الهيمنة الإقليمية، حيث سعى العديد من ‏القادة السابقين لقيادة العالم العربي، وربما حتى الشرق الأوسط بأكمله، وفشل سعي إيران لفرض هيمنتها الإقليمية، ‏لكن أحداث السابع من أكتوبر، والحرب التالية، أوجدت الظروف المواتية لتركيا وقطر ومصر لتحسين وضعها ‏الإقليمي، خاصة أن قطر استغلت الهجوم الإسرائيلي لترسيخ الالتزام الأمريكي بالدفاع عنها رسميا".‏

دخول تركيا على خط التنافس

وأشار إلى أنه "رغم حجم مصر، وقوة جيشها، ودورها القيادي في غزة، لكن مشاكلها الاقتصادية ‏والديموغرافية تُصعّب عليها القيام بأدوار قيادية، وفي هذه الحالة تحاول تركيا أردوغان دخول هذا الفضاء لتحقيق ‏فكرة قديمة تعرف بالعثمانية الجديدة، وفي هذا السياق، ينبغي النظر للتدخل التركي المتزايد في سوريا وغزة ‏وليبيا، لكن ذاكرة الماضي، والمصالح المتضاربة لمعظم الدول العربية ستجعل من الصعب تحقيق طموحاته، في ‏حين أن حجم السعودية، وقدراتها الاقتصادية، يسمحان لها بالسعي للقيادة الإقليمية". ‏

ورصد الكاتب "التغيير الرابع المتمثل في عودة القضية الفلسطينية لمكانها الطبيعي، رغم أنها لم تختفِ ‏أبدا، لكن اتفاقيات التطبيع حاولت الالتفاف عليها، إلا أن هجوم حماس في السابع من أكتوبر، أعادها لواجهة ‏الساحة الإقليمية والعالمية، ويشكّل الاعتراف المتزايد بالدولة الفلسطينية، حتى اليوم 157 دولة، صعوبة أمام دولة ‏الاحتلال لإعادة القضية الفلسطينية إلى القمقم".‏

وأضاف أن "التغيير الخامس يتعلق بتزايد تورط الولايات المتحدة في مشاكل المنطقة، بما يتعارض مع ‏وعود الرئيس دونالد ترامب الانتخابية، ويتناقض مع انسحابها من أفغانستان وسوريا والعراق، ولذلك يمكن أن يتم ‏تجديد هذه العملية، وتكثيفها على المدى الطويل، لكن يبدو الآن أن ترامب وقع في حب الدور الجديد لـ "صانع ‏السلام" العالمي، مما يعني تعزيز حلفائه في المنطقة، مثل السعودية وقطر وتركيا، وقد يكون لهذا النمط نتائج غير ‏متوقعة ومتضاربة". ‏

وأكد أن "التغيير السادس يرتبط بموقف دولة الاحتلال المتغير في العلاقات الخارجية أو الداخلية، ‏ويمكن التقدير في هذه الحالة أن الإنجازات العسكرية الإسرائيلية عززت قوة ردعها، لكنها من ناحية أخرى، زادت ‏من قلق دول المنطقة من هيمنتها المفرطة عليها، مما سيؤدي لتعزيز علاقتها مع الولايات المتحدة، أو تعزيز ‏العلاقات داخل الشرق الأوسط، مع العلم أن التعاون الإسرائيلي السري مع الدول العربية المعتدلة لم يتأثر، ويجب ‏الافتراض أن البحث العربي والإسلامي عن التكنولوجيا والمعدات العسكرية الإسرائيلية المتقدمة سيتعزز".‏

اظهار أخبار متعلقة



وأكد أن "التطور المؤسف من وجهة نظر دولة الاحتلال أن حاجة هذه الدول العربية إليها كجسر إلى ‏الولايات المتحدة، بمساعدة اللوبي اليهودي، قد تضعف، نتيجة تعزيز العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة ودول ‏المنطقة، ومع ذلك، فإن التقييم بأن تركيا وقطر أصبحتا شريكتين مفضلتين على ترامب يبدو مُتسرّعا".‏

وأشار إلى أن "التغيير السابع يتعلق بالناحية الداخلية في دولة الاحتلال، فيبدو أن الانقسامات السياسية ‏والاجتماعية تعمقت خلال الحرب وبعدها، وقد تندلع على خلفية قانون التجنيد، والدعوة لتشكيل لجنة تحقيق ‏رسمية بإخفاق أكتوبر، ومحاكمة نتنياهو، والانتخابات المقبلة". ‏
التعليقات (0)

خبر عاجل