حظي تعيين
تركيا للدبلوماسي "البارز"
نوح يلماز سفيرا
لها في
سوريا، باهتمام إعلامي وسياسي واضح، وذلك للخبرة "المتراكمة" في المجالات
الاستخباراتية والإعلامية والدبلوماسية للسفير الجديد.
وأكد مراقبون أن أنقرة اختارت "بعناية" يلماز لهذه المهمة
التي توليها تركيا أهمية كبيرة في ظل العلاقة "الوطيدة" التي تجمعها بالدولة
السورية بقيادتها الجديدة.
أنقرة ترمي بثقلها الاستخباراتي
وعن الإشارات التي أرسلها تعيين يلماز سفيرا لدى دمشق، أشار الكاتب
والمحلل السياسي التركي طه عودة أوغلو إلى "حساسية" المرحلة التي تعيشها
سوريا وخاصة لجهة العلاقات التركية السورية، وقال: "أنقرة ترمي بثقلها الاستخباراتي
والدبلوماسي من خلال تعيين يلماز، وباعتقادي فإن هذا التعيين يتجاوز الحدود الدبلوماسية
التقليدية، خاصة أن أنقرة تعتبر أن أمن سوريا ضمن استراتيجياتها".
وأضاف لـ"عربي21" أن أنقرة تستعد لتطورات أمنية ودبلوماسية
في سوريا، وخاصة في ظل عدم تجاوز ملف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها أكراد
سوريا، والتوغلات الإسرائيلية (الاحتلال)، التي تتواصل في الجنوب السوري.
اظهار أخبار متعلقة
ولفت عودة أوغلو إلى تولي يلماز منصب نائب وزير الخارجية التركي
هاكان فيدان، قبل تسميته سفيراً في سوريا، وقال: إن "تعيين شخصية "وازنة"
في منصب السفير يمهد لدخول تركي أعمق وأكبر في المشهد السوري، عبر أدوات أكثر حضورا
وفاعلية".
سفير فوق العادة
في الاتجاه ذاته، الكاتب والمحلل والسياسي التركي، عبد الله سليمان
أوغلو، في تعيين شخصية مثل نوح يلماظ الذي كان يشغل منصب نائب وزير الخارجية في منصب
السفير في سوريا، يؤشر لأهمية المنصب الذي سيشغله والدور الهام الذي يمكن أن يؤديه
في تطوير العلاقات بين البلدين.
وأكد لـ"عربي21" أن تركيا تولي أهمية كبيرة للعلاقة
مع سوريا لأهميتها بالنسبة لها، لوجود حدود مشتركة طويلة، والتي كانت على الدوام مصدر
قلق وتوتر وتهديد أمني.
وأشار سليمان أوغلو إلى وجود أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين
في تركيا، وقال: "فضلاً عن الحدود المشتركة والعلاقة القوية فإن أنقرة تعتقد أن
الاستقرار في سوريا سينعكس إيجابا عليها من كل النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية،
ولذلك تدفع وتوجه تركيا كل امكانياتها لدعم سوريا لتحقيق الأمن الاستقرار والرفاه،
وتعيين يلماز يخدم كل ذلك".
وتوقع الكاتب التركي أن يضطلع يلماز بمهام وأدوار تتجاوز مهمته
كسفير عادي، وقال: "سيكون سفيرا فوق العادة ويتمتع بصلاحيات واسعة ليقوم بمهام
فوق العادة".
الحرص على استقرار سوريا
بدوره، يقول الكاتب السياسي المقرب من دمشق، باسل المعراوي، إن
انتقاء يلماز يعبر عن حرص تركيا الشديد على انجاح العهد السوري الجديد وعدم عودة النفوذ
الايراني مجددا.
وفي حديثه لـ"عربي21" اعتبر أن سوريا تشكل بالنسبة لتركيا
فضاءا استراتيجيا ومجالا حيويا هاما، يمتزج فيه الأمن بالاقتصاد بالسياسة.
اظهار أخبار متعلقة
ومن وجهة نظر المعراوي، فإن تركيا تريد بناء علاقة مميزة مع سوريا،
والمشرف الميداني على بناء العلاقة الجديدة هو شخص استثنائي، يجمع الخبرة السياسية
مع الخبرة الأمنية، التي توليها تركيا الأهمية الكبرى في علاقاتها مع سوريا.
نوح يلماز
وقبل تعيينه سفيراً لتركيا في سوريا، كان يلماز يشغل منصب نائب
وزير الخارجية التركي 2024، حيث تولى هذا المنصب بعد أن رئيسا لمركز البحوث الاستراتيجية
في وزارة الخارجية التركية ومستشارا أول للوزير.
وقبل ذلك، عمل يلماز في جهاز الاستخبارات الوطني التركي، وكان
قبل ذلك يدير مكتب مؤسسة الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية في واشنطن العاصمة
بين عامي 2008 و2011، وهي واحدة من أبرز مؤسسات الفكر المقربة من الحكومة التركية،
بجانب عمله ممثلاُ لقنوات تركية في الولايات المتحدة.