سياسة تركية

زيارة يونانية إلى قاعدة تركية.. هل تمهد لتخفيف التوتر العسكري بين أنقرة وأثينا؟

تركيا واليونان: زيارة عسكرية وتوتر مستمر بين المناورات والتعاون الدفاعي - الأناضول
تركيا واليونان: زيارة عسكرية وتوتر مستمر بين المناورات والتعاون الدفاعي - الأناضول
أعلنت وزارة الدفاع التركية، الأربعاء، أن وفدا يونانيا رفيع المستوى زار قاعدة جوية في ولاية أسكي شهير وسط تركيا، في إطار ما وصفته بـ"خطة تنفيذ إجراءات بناء الثقة لعام 2025" بين البلدين.

وقالت الوزارة في تدوينة عبر منصة "إن سوسيال"، إن الوفد اليوناني، برئاسة العقيد الطيار باناجيوتيس كاتسيكاريس من قيادة القاعدة الجوية الـ111 في اليونان، قام بزيارة القاعدة الجوية الرئيسية الأولى في أسكي شهير، مرفقة بالصور التي توثق الزيارة.

ولم تكشف الوزارة عن تفاصيل لقاء الوفد مع المسؤولين الأتراك، أو نتائج الحوار العسكري بين الطرفين.

توتر عسكري بين أنقرة وأثينا
رغم هذه الخطوة، لا تزال العلاقات العسكرية بين تركيا واليونان تشهد توترا ملحوظا، إذ تنفذ تركيا مناورات بحرية ضخمة تحت اسم (الوطن الأزرق) في بحر إيجة والبحر المتوسط والبحر الأسود، تشمل مئات السفن والطائرات والطائرات المسيرة.

وفي المقابل، رفعت اليونان ميزانية الدفاع بشكل كبير، معتبرة تركيا "تهديدا حقيقيا"، ما يعكس تصعيدا في خطابها العسكري تجاه أنقرة. من جانبها، اتهمت تركيا اليونان بأنها تعرقل أمن أوروبا عبر معارضتها مشاركة أنقرة في برنامج أوروبي للدفاع.

على الرغم من التوتر، أُجريت محادثات عبر وفود عسكرية فنية في مدينة ثِسالونيكي حول تدابير بناء الثقة في بحر إيجة، ضمن مسار بدأ عام 2023، في محاولة لتقليل مخاطر الاشتباكات.

اظهار أخبار متعلقة


كما دعا وزير الخارجية اليوناني إلى تعزيز التواصل مع أنقرة، مؤكدا أهمية "الحفاظ على القنوات المفتوحة"، حتى مع استمرار الخلافات البحرية بين الجانبين.

على الصعيد العسكري، أعلنت اليونان خطة تحديث شاملة كلفتها نحو 25 مليار يورو تشمل مقاتلات "أف35" و"مروحيات "يو إتش-60 بلاك هوك لتعزيز قدراتها الردعية أمام تركيا.

وفي المقابل، تعمل تركيا على تعزيز قواتها الجوية والدفاعية، وتسعى إلى شراء مقاتلات أوروبية جديدة في محاولة لاستعادة التفوق الإقليمي في شرق البحر المتوسط.

الأبعاد الإقليمية والتحالفات
تعزز اليونان تحالفاتها العسكرية مع دول مثل الاحتلال الإسرائيلي وقبرص في إطار ما يُعرف بـ"قوس شرق البحر المتوسط"، الذي تعتبره تركيا تهديدا مباشرا لأمنها الإقليمي.

بدورها، توسع تركيا علاقاتها الدفاعية مع دول البلقان، بما في ذلك ألبانيا وكوسوفو، وهو ما تراه أثينا جزءا من استراتيجية تهدف إلى استقرارها الإقليمي وتعزيز ردعها العسكري.

العلاقة العسكرية بين تركيا واليونان تتسم بمزيج من التصعيد والاحتكاكات من جهة، ومحاولات إدارة الخلاف ومنع الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة من جهة أخرى.

وتشير المؤشرات الحالية إلى أن كلا الطرفين يسعى لتعزيز موقعه العسكري والردعي، فيما تبرز أهمية القنوات الدبلوماسية وتقنيات بناء الثقة كعامل حاسم لتجنب أي صراع مفتوح.
التعليقات (0)