فنون منوعة

لوحة إيطالية مسروقة منذ 50 عاما تعود من بريطانيا إلى متحفها الأصلي (صورة)

اللوحة لم تسترد عبر مسار قانوني أو دبلوماسي- CC0
اللوحة لم تسترد عبر مسار قانوني أو دبلوماسي- CC0
استعادت إيطاليا لوحة فنية نادرة تعود للقرن السادس عشر الميلادي، بعد أكثر من 50 عاما على سرقتها من أحد متاحفها.

وأعيدت اللوحة، التي تحمل توقيع الرسام الإيطالي أنطونيو سولاريو، وتصور مشهدًا دينيًا للعذراء والمسيح الطفل، رسميًا إلى المتحف المدني بمدينة بيلونو شمالي البلاد، خلال مراسم تسليم بمشاركة مسؤولين من القطاع الثقافي وممثلي المجتمع المحلي.

والمفارقة أن اللوحة لم تسترد عبر مسار قانوني أو دبلوماسي، بل من خلال قرار طوعي من امرأة بريطانية تدعى باربارا دي دوزا، ورثت العمل الفني عن زوجها الراحل.

ورغم أن "قانون التقادم البريطاني لعام 1980" كان يمنحها الحق القانوني في الاحتفاظ بها إذ لا يلزم المشتري بإعادة عمل مسروق إذا مر أكثر من ست سنوات على اقتنائه بحسن نية إلا أن دي دوزا قررت إعادتها مدفوعةً بموقف أخلاقي وإنساني.

اظهار أخبار متعلقة


وجاء التحول في موقف دي دوزا بفضل جهود كريستوفر مارينييلو، الخبير المعروف في استرداد الأعمال الفنية المنهوبة مارينييلو، وبدأ التواصل مع السيدة البريطانية قبل عام، وعمل على إقناعها بضرورة إعادة اللوحة إلى موطنها الأصلي، مستندًا إلى اعتبارات أخلاقية وتاريخية.

Image1_720252512260897985588.jpg

ورغم أن مارينييلو لم يتقاضَ أي مقابل عن جهوده، إلا أن ارتباطه الشخصي بالمنطقة التي تنتمي إليها اللوحة—بحكم جذوره العائلية القادمة من منطقة فينيتو الإيطالية—دفعه إلى إتمام المهمة حتى النهاية.

وقال إن دي دوزا كانت "مترددة في البداية"، لكن النقاشات المتكررة نجحت في تغيير موقفها بعد توعيتها بتعقيدات حيازة عمل فني مسروق.

وتعود وقائع السرقة إلى عام 1973، حين اختفت اللوحة من المتحف المدني في بيلونو دون أي أثر، ومنذ ذلك الحين، اختفت من السجلات، حتى ظهرت في ملكية السيدة دي دوزا، ولم توضح التقارير كيف حصل زوجها الراحل على اللوحة، لكن الأمر يُسلط الضوء مجددًا على حركة التجارة غير المشروعة في الأعمال الفنية، لا سيما تلك التي نُهبت خلال فترات الاضطراب أو ضعف الحماية القانونية في العقود الماضية.

اظهار أخبار متعلقة


وعودة اللوحة لا تمثل فقط استعادة عمل فني ذي قيمة تاريخية، بل تحمل دلالة أعمق على أهمية التعاون العابر للحدود في محاربة تهريب التراث الثقافي، وتأتي هذه الخطوة في وقت تتزايد فيه الأصوات المطالِبة بعودة آلاف القطع الأثرية والفنية المنهوبة إلى بلدانها الأصلية، من ضمنها آثار مصرية ويونانية وأفريقية، ما يعيد النقاش حول مسؤولية المتاحف والمقتنين حول العالم.
التعليقات (0)

خبر عاجل