سياسة عربية

من "الروبوت التوجيهي" إلى "بوابة قاصد".. حزمة ذكية لخدمة الحجيج

يمثل الجمع بين "الروبوت التوجيهي" و"بوابة قاصد" تصورًا متقدّمًا لمستقبل الخدمات الدينية في الحرمين.. (إكس)
يمثل الجمع بين "الروبوت التوجيهي" و"بوابة قاصد" تصورًا متقدّمًا لمستقبل الخدمات الدينية في الحرمين.. (إكس)
كشفت المملكة العربية السعودية عن تحول نوعي في الخدمات الدينية المقدمة للحجاج والمعتمرين لهذا العام، من خلال إطلاق منظومة ذكية تشمل "الروبوت التوجيهي" داخل الحرم المكي و"بوابة قاصد" الرقمية، في إطار رؤية تستند إلى الابتكار التقني وتعزيز التجربة الإيمانية لضيوف الرحمن.

الروبوت التوجيهي الذكي.. فتوى متعددة اللغات في الحرم المكي

خصصت رئاسة الشؤون الدينية في المسجد الحرام "الروبوت التوجيهي الذكي" لخدمة الحجاج والمعتمرين، ليقدم الفتاوى والإرشادات الشرعية بـ11 لغة عبر شاشة لمس وكاميرات دقيقة، ما يتيح تفاعلاً سلسًا مع الزوار من مختلف الجنسيات والثقافات. ويعمل الروبوت بعجلات ذكية تُمكّنه من التنقل في أروقة الحرم بكفاءة، مدعومًا باتصال واي فاي فائق السرعة بتردد 5 غيغاهرتز، ليضمن استجابة لحظية واستقرارًا في الخدمة.



هذه الخطوة تأتي كجزء من استراتيجية رئاسة الحرمين لتعزيز التحول الرقمي، وتمكين الزوار من الوصول السريع والدقيق إلى الإرشاد الشرعي الموثوق، بما يقلل الحاجة إلى الانتظار أو مواجهة صعوبات لغوية.

بوابة "قاصد".. نقلة نوعية في إثراء المحتوى الشرعي

وفي السياق ذاته، أعلنت الرئاسة إطلاق "بوابة قاصد" الذكية، التي تُعد الأضخم في تاريخها، بهدف إثراء تجربة الحجاج رقمياً عبر منصة رقمية شاملة، تقدم محتوى شرعيًا مبسّطًا، محكومًا، ومتعدد الوسائط. وتهدف البوابة إلى تلبية الاحتياجات التعبدية والمعرفية لضيوف الرحمن، من خلال خدمات استشارية وعلمية تغطي جميع مراحل رحلة الحج والعمرة.



وتُعد هذه المبادرة جزءًا من الخطة التشغيلية لموسم حج هذا العام، كما تنسجم مع رؤية السعودية 2030 التي تضع تحسين جودة الخدمات الدينية ضمن أولوياتها، مع التركيز على التنوع الثقافي واللغوي للزوار.

نحو تجربة دينية رقمية متكاملة

يمثل الجمع بين "الروبوت التوجيهي" و"بوابة قاصد" تصورًا متقدّمًا لمستقبل الخدمات الدينية في الحرمين، حيث الانتقال من نماذج الخدمة التقليدية إلى بيئة رقمية تفاعلية متكاملة. وتتيح هذه المبادرات للمستخدمين الاستفادة من أدوات التعليم، والاستفسار، والتفاعل المباشر مع العلماء، دون أن يتعارض ذلك مع الخصوصية الروحية للمكان.

ويعكس هذا التوجه سعي السلطات السعودية إلى تعزيز الهوية الدينية للحج، مع تطويع أدوات التقنية لتقديم خدمات أكثر شمولاً ومرونة. ويُنتظر أن يسهم ذلك في تقليل التحديات التنظيمية المرتبطة بتزايد أعداد الحجاج وتعدد جنسياتهم، وتيسير أداء المناسك في بيئة أكثر أمانًا ووضوحًا.

من خلال دمج "الروبوت التوجيهي" و"بوابة قاصد" ضمن منظومة ذكية موحدة، تفتح السعودية فصلًا جديدًا في تجربة الحج، يوازن بين الأصالة الدينية والابتكار الرقمي. وبينما تمضي المملكة في تطوير بنيتها التحتية الذكية، فإن التحدي الأكبر يبقى في ضمان وصول هذه الخدمات لجميع الحجاج، بغض النظر عن قدراتهم التقنية أو خلفياتهم الثقافية، لجعل الرحلة الإيمانية أكثر يسرًا وغنى من أي وقت مضى.

اظهار أخبار متعلقة



وتستعد المملكة العربية السعودية لاستقبال موسم حج 1446هـ، الذي يُتوقع أن يكون من أكبر المواسم من حيث أعداد الحجاج. وفقًا لوزارة الحج والعمرة، فقد وصل أكثر من 600 ألف حاج من خارج السعودية حتى الآن، عبر مختلف المنافذ البرية والجوية والبحرية، ما يمثل نحو 42% من إجمالي الحجاج المتوقعين لهذا العام. تتضمن الاستعدادات تجهيز المطارات والمشاعر المقدسة والحرم المكي لاستقبال الأعداد المليونية من الحجيج، مع اتخاذ إجراءات صارمة لضمان سلامة الحجاج وتنظيمهم.

ويأتي موسم حج 1446هـ في ظل تحديات سياسية ودينية تواجه العالم الإسلامي. تشهد بعض الدول الإسلامية صراعات داخلية وأزمات اقتصادية تؤثر على قدرة المسلمين على أداء فريضة الحج. في هذا السياق، تسعى المملكة العربية السعودية إلى توفير بيئة آمنة وميسرة للحجاج، مع التركيز على تقديم خدمات ذات جودة عالية، تعكس التزامها بخدمة ضيوف الرحمن وتعزيز مكانتها كقبلة للمسلمين.

اظهار أخبار متعلقة


التعليقات (0)