صحافة إسرائيلية

محلل إسرائيلي: التفاؤل في محادثات النووي لا يكفي للتوصل إلى اتفاق

قال المحلل الإسرائيلي إنّ "المحادثات النووية مع إيران تقترب من اللحظة المعقدة"- جيتي
قال المحلل الإسرائيلي إنّ "المحادثات النووية مع إيران تقترب من اللحظة المعقدة"- جيتي
أكد محلل إسرائيلي، أنّ التفاؤل في المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، لا يكفي للتوصل إلى اتفاق، لأنّ "الشيطان يوجد في التفاصيل"، على حد وصفه.

وقال المحلل الإسرائيلي تسفي برئيل في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، إنّ "المحادثات النووية تقترب من اللحظة المعقدة التي تركز على التفاصيل التقنية للاتفاق، والتي يعتمد عليها تطبيق الطموحات السياسية لترامب وخامنئي".

ولفت برئيل إلى أن "جولة المحادثات الثانية حول الاتفاق النووي، التي جرت في روما بين الوفد الإيراني والوفد الأمريكي، زادت التوقعات، ورفعت نسبة الإنجازات المطلوبة منهما. التفاؤل، "الأجواء الجيدة"، و"المحادثات الناجعة"، التي تم تسويقها بعد الجولة الأولى في يوم السبت الماضي، استمرت أيضا أمس، على الأقل حسب التقارير من إيران".

واستدرك بقوله: "لكن الآن تقترب المرحلة المعقدة والأكثر صعوبة. وهي المرحلة التي ستنقل المفاوضات إلى المستوى التالي: من النقاش حول الإطار إلى الفحص المفصل التقني، التي كما هو معروف يوجد فيها الشيطان. هذا الجزء من المخطط إجراؤه في يوم الأربعاء القادم في سلطنة عمال قبيل جولة المحادثات القادمة في يوم السبت، التي سيفحص فيها الطرفان نتائج المحادثات المهنية، وتقرير مستقبل العملية الدبلوماسية".

وتابع: "هذه تقريبا مفاوضات ثنائية، خاصة، بين الإدارة الأمريكية والنظام الإيراني. الشركاء الأوروبيون الذين وقعوا على الاتفاق النووي الأصلي، لم تتم دعوتهم إليها. الصين وروسيا لا توجد على طاولة المفاوضات، وإسرائيل حتى ليست مراقبة. فقد اضطرت إلى الاكتفاء بإرسال رئيس الموساد دافيد برنياع والوزير رون ديرمر إلى روما؛ من أجل الالتقاء بالسر تقريبا مع رئيس الوفد الأمريكي، ستيف ويتكوف، في محاولة لطرح طلباتها".

اظهار أخبار متعلقة



وأكد أن "واشنطن وطهران اتخذتا قرارا استراتيجيا، البدء بعملية دبلوماسية رغم عدم الثقة بينهما، على أساس قاسم مشترك واحد هو التطلع إلى منع الحرب. للوهلة الأولى هذه الحرب تعتبر تهديدا أحادي الجانب من ناحية أمريكا وإسرائيل لإيران، لكن حسب تصريحات الرئيس ترامب يمكن الاستنتاج بأن هذا تهديد بوجهين".

وأوضح أن "ترامب الذي يعمل على فصل بلاده عن مناطق الحروب في العالم بدأ في سحب القوات الأمريكية من سوريا، وأوضح في السابق أنه في الطريق إلى رفع يده في جهود الوساطة في أوكرانيا. وحسب تقرير "نيويورك تايمز" أيضا، هو أوقف خطة هجوم لإسرائيل ضد إيران".

وشدد على أن "ترامب غير متحمس على الأقل في هذه المرحلة لحرب جديدة ضد إيران؛ لأنه خلافا للحرب بين روسيا وأوكرانيا، الحرب ضد إيران يمكن أن تكون فيها الولايات المتحدة طرفا نشطا ومشاركا، وحتى يمكن أن تتعرض لخسائر. هذه هي نقطة الانطلاق التي ستملي أيضا هامش الاتفاق بين الطرفين، وتحدد مستوى مرونة "الخطوط الحمراء" بعد طرح كل طرف لموقفه الافتتاحي".

ونوه إلى أن "إيران عرضت تسعة شروط رئيسية من أجل إجراء المفاوضات. وقد تم تلخيصها في المنشور الذي نشره في شبكة "إكس" علي شمخاني، المستشار المقرب من المرشح الأعلى علي خامنئي. هذه الشروط تضمنت "الجدية، الضمانات، التوازن، رفع العقوبات، ليس حسب النموذج الليبي، تجنب التهديد، السرعة، منع الغزاة الأجانب (مثل إسرائيل) وإعطاء إمكانية للاستثمارات".

وأفاد بأن "أساس الخلاف هو حول قضية تخصيب اليورانيوم ومستقبل المشروع النووي. إيران، التي في السنتين الأخيرتين قررت أن الاتفاق النووي لم يعد ذا صلة، عادت مؤخرا إلى الصيغة القديمة التي وضعتها في 2019، التي بحسبها فإنه مقابل رفع العقوبات ستوافق على العودة إلى إطار القيود التي فرضت عليها في الاتفاق النووي الأصلي الذي سمح لها بالتخصيب تحت رقابة متشددة أكثر من السابق، كمية محدودة من اليورانيوم بمستوى 3.67 في المئة".

وتابع: "في المقابل، الولايات المتحدة نشرت عدة تصريحات متناقضة، وحتى الآن غير واضح أين سيمر "الخط الأحمر". ترامب أعلن أن الولايات المتحدة تريد شيئا واحدا، وهو ألا يكون لدى إيران سلاح نووي. مستشار الأمن القومي، مايك وولتس، تحدث عن تفكيك كامل للمشروع النووي والصواريخ البالستية، في حين أن ويتكوف نشر في غضون يومين تصريحين مختلفين. حسب التصريح الأول الولايات المتحدة ستكتفي بتقييد تخصيب اليورانيوم بمستوى 3.67 في المئة، وعدم طلب تفكيك المشروع النووي. في التصريح الثاني اتفق مع خط وولتس، وقال إن إيران يجب عليها تفكيك المشروع النووي، بعد أن أوضح في شهر آذار أن ترامب يريد "فقط" تأسيس آلية رقابة ناجعة على المشروع النووي".

وذكر أن "قضية أخرى معقدة تتعلق باستمرار دور الوكالة الدولية للطاقة النووية، المسؤولة حسب الاتفاق الأصلي عن الرقابة على تنفيذ بنوده. منذ 2021 إيران تمنع مراقبي الوكالة من زيارة المنشآت العسكرية غير المسجلة كمواقع نووية. بعد ذلك جمدت نقل أفلام الكاميرات للوكالة الدولية للطاقة النووية. في النهاية، أمرت الوكالة بسحب عدد كبير من المراقبين الخبراء، وبالفعل قلصت بشكل عميق قدرة الوكالة على القيام بعملها. في يوم الأربعاء، زار إيران الأمين العام للوكالة رفائيل غروسي. وفي يوم السبت، وصل إلى روما لمواصلة المناقشات مع عراقجي حول قضية الرقابة، لكن من غير الواضح إذا توصل الاثنان إلى أي تفاهمات".

التعليقات (0)

خبر عاجل