أدانت منظمات حقوقية دولية وتونسية قرار
الحكومة
التونسية سحب إعلانها بموجب المادة 34 (6) من البروتوكول الملحق بالميثاق
الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب، الذي كان يتيح للأفراد والمنظمات غير الحكومية
رفع قضايا حقوقية مباشرة ضد تونس أمام
المحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب.
واعتبرت المنظمات في بيان مشترك، أن هذا
القرار يمثل انتكاسة خطيرة لجهود المساءلة في قضايا حقوق الإنسان، كما أنه يعكس
التدهور المستمر في أوضاع الحقوق والحريات منذ استحواذ الرئيس قيس سعيد على
السلطات في تموز/ يوليو 2021.
وأشار البيان إلى أن المحكمة الأفريقية سبق
أن أصدرت عدة أحكام ضد تونس، من بينها الحكم الصادر في أيلول/ سبتمبر 2022 الذي دعا إلى
إلغاء المراسيم الرئاسية التي تم تبنيها خلال حالة الاستثناء، معتبرة أنها تنتهك
حقوق المشاركة السياسية المكفولة في الميثاق الأفريقي.
كما أصدرت المحكمة في آب/ أغسطس 2023 حكما يقضي
باتخاذ تدابير عاجلة لضمان حقوق المعتقلين، وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2024 أمرت بتعليق العمل
بالمرسوم الذي يسمح بعزل القضاة بشكل تعسفي.
إظهار أخبار متعلقة
وأوضحت المنظمات، أن السلطات التونسية لم
تنفذ أيًا من هذه الأحكام، مؤكدة أن قرار الانسحاب من المحكمة يمنع الضحايا
المحتملين من اللجوء إلى آلية إقليمية أساسية للمساءلة، مما يضعف فرص الوصول إلى
العدالة.
ووفقا للبيان، فقد تم إخطار مفوضية الاتحاد
الأفريقي بالقرار في 7 آذار/ مارس 2025، ومن المقرر أن يصبح ساري المفعول بعد عام، أي في
7 آذار/ مارس 2026. وخلال هذه الفترة، يظل بإمكان الأفراد والمنظمات رفع قضايا مباشرة
أمام المحكمة، بينما ستظل القضايا المعلقة سارية حتى بعد تفعيل الانسحاب.
ودعت المنظمات الموقعة، ومن بينها منظمة
العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش وجمعية تقاطع للحقوق والحريات، الحكومة التونسية
إلى التراجع عن القرار واحترام التزاماتها الحقوقية الإقليمية، كما طالبت اللجنة
الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب بمواصلة مراقبة الأوضاع في تونس عن كثب.
إظهار أخبار متعلقة