هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تشهد سورية في المرحلة الحالية مرحلة انتقالية دقيقة بعد سنوات طويلة من الحرب، والصراع، والتهجير، والنكبات الاجتماعية والسياسية. إعادة بناء الدولة بعد هذه المرحلة ليست مجرد مسألة هيكلية، بل تتطلب فهمًا دقيقًا لدور المجتمع المدني، والقطاعات المؤسسية، والتوازنات المجتمعية التي تحافظ على وحدة البلاد واستقرارها.
حارب الدروز بقيادة زهر الدولة كرامة التنوخي إلى جانب نور الدين الزنكي ضد الصليبيين، وكانوا أيضا قوة مهمة في معركة حطين عام 1187 إلى جانب صلاح الدين الأيوبي.
يقتصر هذا المقال على مناقشة مسألة "الحلّ" في السياق السوري الحالي تحديداً، باعتباره خياراً سياسياً يُنظر إليه من زاوية المصلحة الوطنية العليا في ظل المشهد الدولي المعقّد وعلاقات الدولة الناشئة مع محيطها الخارجي الإقليمي والدولي، ولا يتناول جماعة الإخوان من حيث هي منهج فكري أو مدرسة إصلاحية تربوية لها عُمق تاريخي طويل، فهذا مبحث آخر، إنما السؤال هنا: هل يُمكن أن يشكّل "الحلّ" مخرجاً سياسياً يفتح الباب أمام الاستقرار ويُحصّن الداخل من عدوٍّ متربص، أم أنه سيكون عثرة إضافية في طريق الديمقراطية وبناء الدولة الحديثة؟
توقفت المفاوضات بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) بعد رفض دمشق عقد الجولة الجديدة من الحوار المقررة في باريس، وسط خلاف جوهري حول مستقبل مؤسسات الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا. ويأتي هذا التعثر في سياق تباين في تفسير اتفاقية 10 آذار، إذ ترى دمشق أن البند الخاص بـ"دمج المؤسسات" يقتضي حل كامل للمؤسسات وربطها بالدولة المركزية، بينما تتمسك الإدارة الذاتية بالحفاظ على استقلالية مؤسساتها المحلية ضمن إطار الربط الإداري والفني، ما يجعل أي تقدم في المفاوضات مرهوناً بتجاوز هذه العقدة الأساسية.
لم تكن الهدن والمعاهدات في تاريخنا الإسلامي خضوعًا أو تفريطًا، بل كانت وسيلة لإدارة الصراع وحفظ الدماء، كما في صلح الحديبية، تفاهمات صلاح الدين الأيوبي مع الصليبيين، أو الهدن التي عُقدت في أواخر حكم المسلمين في الأندلس.
لم تكن الأرقام التي نشرتها مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية في تقريرها الأخير تحت عنوان "الحصاد الموجع" مجرد جداول باردة أو إحصاءات صماء ، بل كانت وجهاً آخر لوجع جماعي ممتد منذ عام 2011، يقطر دماً من مخيمات درعا جنوباً حتى حلب شمالاً، جعل من الفلسطيني هناك أسير نكبتين: نكبة أولى هجّرته من وطنه، وأخرى جعلت وطنه المؤقت مقبرة جماعية ومسرحاً للتعذيب والاختفاء القسري.
كشف مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في ورقة سياسات جديدة أعدّها الخبير السياسي عاطف الجولاني، عن ملامح خيارات سورية معقدة في إدارة العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، في ظل ضغوط دولية وإغراءات اقتصادية متزايدة.
يواجه اللاجئون الفلسطينيون مرحلة انتقالية دقيقة، تتسم بالآمال والتحديات على حد سواء. تتناول ورقة مركز الزيتونة العلمية الجديدة، التي أعدتها الباحثة حنين مراد، واقع الفلسطينيين في المخيمات السورية بعد التغير السياسي الأخير، موثقة أوضاعهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ومسجلة تأثير الحرب والانتقال الإداري على حياتهم اليومية، إلى جانب آمالهم في تحسين ظروفهم ومخاوفهم من التهديدات المحتملة لهويتهم وحقوقهم الوطنية.
استطاعت المعارضة الأموية من تحريك الموالي ضد السلطة في أحيان كثيرة، وذلك من خلال رفع بعض الشعارات التي تتعلق بالمساواة والعدالة الاجتماعية، حيث أثارت الموالي الذين وقعوا تحت حتميات الازدراء العربي لهم، وأثارت العبيد والرقيق بدعوى اعطائهم حريتهم عندما ينضمون لطرف على حساب طرف اخر، لذا بات الموالي وقوداً لغالبية الحركات ضد السلطة في العصر الأموي، على أن ذلك لا يعني خضوع جميع الموالي لذلك المنطق، لأن موالي القبائل المتحالفة مع السلطة حاربت مع اسيادها ضد الحركات والثورات بحكم الولاء.
الروح المساندة للمقاومة في أرض الرباط والتشنيع على الصهاينة وعلى مشروعهم الخائب في المنطقة، لا ريب أنه جهاد باللسان يستدعي وقفة رجل واحد من أحرار الشمال الإفريقي كله ضد التطبيع والخنوع، ودعوة كل الجهات الرسمية والشعبية إلى تقديم ما بيدها من إمكانات لإسناد أهلنا في غزة. فليس من الإنسانية والرجولة أن نظل نتغنى بالحقيقة ولا نتبناها فعليا. في المملكة المغربية تطبيع مرفوض شعبيا لا بد أن يسقط، وفي الجزائر دعم بالأقوال يحتاج إلى تجسيد في الميدان، وفي تونس وليبيا وموريتانيا وجع لا بد أن يستحيل إلى طوفان.
بين الجنوب السوري، حيث الأصالة مرادف للمقاومة، وحيث تتجذر الهوية في الحكايات والأهازيج لا في الشعارات، وبين إنتاج الفكر بوصفه فعلًا تحرريًا، تنبثق سيرة صادق جلال العظم كمثال على مفكرٍ خرج من رحم هذه الأرض ليشتبك معها من موقع السؤال لا التسليم، ومن موقع النقد لا الامتثال. وإذا كان هشام جعيّط قد دشّن مسارًا نقديًا بطرح أسئلته حول العلاقة بين النبوة والسلطة، فإن العظم، دون أن يفارق الانتماء، ذهب أعمق، ليفكّك البنية اللاهوتية الكامنة في العقل العربي، تلك التي تشرعن الخضوع باسم المقدّس، وتُغلّف الاستبداد بلغة الطاعة. هكذا يتحول مشروع العظم إلى لحظة فارقة في التيار النقدي الجذري، لا بوصفه عداءً للتراث، بل باعتباره تحريرًا للعقل من وصايته، وفتحًا لأفق عربي جديد، يبدأ من نقد المقدس نفسه كشرط لكل تحررٍ فكريٍّ حقيقي.
تكثفت التسريبات والتصريحات الإسرائيلية والأمريكية عن مفاوضات تجري بين الجانبين السوري والإسرائيلي بشأن انضمام سورية للاتفاقات "الإبراهيمية" مقابل إيجاد حل لقضية الجولان المحتل، والأراضي التي سيطرت عليها إسرائيل في جنوبي سورية بعيد سقوط نظام الأسد.
في رسالة مؤثرة ونارية، جدد الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي دعمه للثورة السورية، كاشفاً تفاصيل مواقفه من نظام بشار الأسد الذي وصفه بـ"المجرم والعميل"، ومحذراً من أن "الذئاب تتربص بسوريا" في مشهد دموي تتسارع فيه خطوات التفتيت الطائفي برعاية إقليمية ودولية، داعياً الشعب السوري إلى التمسك بوحدته والقيادة إلى وقف الانتهاكات قبل فوات الأوان.
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية رفع تصنيف "جبهة النصرة" أو "هيئة تحرير الشام" من قائمة المنظمات الإرهابية، في خطوة أثارت تساؤلات واسعة حول الدوافع والتداعيات المحتملة، بالتزامن مع قرار الحكومة السورية بحل جميع الفصائل المسلحة، بما فيها هيئة تحرير الشام، ضمن جهودها الحثيثة لاستعادة السيطرة وضمان استقرار البلاد.
مع الضغط الأوروبي والعربي على الولايات المتحدة لرفع العقوبات الاقتصادية عن سورية، نشأ رأي أمريكي أن الوقت قد حان لضم سورية إلى الخارطة الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة تحت العباءة الخليجية، وبذلك أقدم ترمب على رفع العقوبات بعيد لقائه الشرع في الرياض، وهو لقاء جرى فيه تأكيد سورية وموافقتها على إقامة سلام دائم مع إسرائيل.
النموذج الحديث للقومية العربية ـ وبخاصة بعد عصر النهضة ـ تأثر بنماذج كانت موجودة في أوروبا بوجه خاص؛ من حيث تطور الفكر القومي والوطني في القرن التاسع عشر، وهو نشوء لغات قومية محددة، كانت قد بدأت بالنشوء أو النمو بالقرن الثامن عشر وقبله في السابع عشر، ولكن تطورت في الثامن عشر والتاسع عشر وأصبحت مركز فكر قومي معين.