هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
القوميون العرب تغنوا حسب الاختيار، بشعر الجاهلية قبل ظهور الإسلام أو بمآثر العرب في الحروب الصليبية أو بالامبراطوريات العربية، وارتأى عرب من اللائق أيضا ان يستحضروا لتوظيفات مناسبة الماضي ما قبل الإسلامي، وهو ماض لم يكن وإدراك فشل التجربة الاشتراكية الناصرية. وفي الجزائر جاءت بعد عقدين بصعود الجبهة الإسلامية للإنقاذ في معارضتها لجبهة التحرير الوطني، وفي إيران ارتبطت بالنهوض الثوري في 1978 – 1979 ونتائجه، وفي "إسرائيل" غرست بذور إعادة التعريف بعد عام 1967، ولكن عقداً آخر انقضى قبل أن تكتسب هذه الحركة الأكثر محافظة، ذات التوجه الديني، قوة سياسية كبيرة. فالبحث عن الجذور ذاته نمطي -يشدد على البدئي، الأصلي لكنه يمتثل للطراز الحديث.
إن الشرق الأوسط الذي نعرفه اليوم تكون قبل كل شيء بآليات عمل الرأسمالية الحديثة التي غزت المنطقة منذ بدايات القرن التاسع عشر، وشهدت منذ النصف الأول من القرن العشرين صراعًا بين حركات التحرر الوطني و القومي و القوى الإست8مارية الأوروبية . وكان الشكل الذي اكتسبته الدول والاقتصادات، بل الشكل الذي أخذته الإيديولوجيات الدينية والقومية أيضاً في الشرق الأوسط الحديث، يعكس هذا التفاعل والدور الذي اضطلعت به معاداة الامبريالية الغربية كان نفسه ذا وجهين، عاملاً على تحرير الشعوب من الاضطهاد الخارجي وعاملاً بدوره على شرعنة أشكال جديدة من الاضطهاد المحلي، تمثل في الدول التي حظيت بدعم من القوى الاستعمارية الأوروبية والإمبريالية الأمريكية.
ينطلق الكتاب من سؤال يبدو للوهلة الأولى بديهيًا إلا أنه في حقيقته جدير بالملاحظة والاهتمام بعمق، حيث يبحث الكاتبان وبعد مرور أكثر من سبعة عقود وبعد حروب استئصالية متواصلة ضد الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وفي كل أماكن تواجده وبدعم غربي لا محدود بالمال والسلاح، حيث ومع كل ما سبق ظل الفلسطيني محافظًا على وجوده وكينونته وهويته الثقافية وتميزه وتمسكه بحقه في أرضه والعودة إلى وطنه وإزالة المشروع الصهيوني، الذي بدا وكأنه تجذر في بلده ولن يزول، كيف استطاع الفلسطيني أن يحافظ على بقائه ووجوده على الرغم من كل عوامل المحو والإزالة والشطب التي مارسها الاحتلال ضده عبر هذه السنوات الطويلة؟ يجيب الكاتبان عبر أبواب الكتاب الثلاثة.
يخوض الكتاب الذي بين أيدينا" إنشاء الأحكام بين أصول الفقه وعلم الكلام: فلسفة الكم الشرعي في التراث الإسلامي" لمؤلفه عمر فرحات في جزئية جد دقيقة، تركز على سؤالين اثنين: ما السبب الذي يجعلنا نلتمس من الوحي من الإلهي الهداية لأفعالنا؟ وكيف يكون ذلك منا؟ ويجعل من التراث الإسلامي، وبخاصة التراث الكلامي والأصولي، مادته الأساسية للإجابة عنهما، بحيث لا يقتصر الكتاب على القرن الخامس الهجري وإنما يتعداه حتى لواقعنا المعاصر.
يسعى نتنياهو ليكون المؤسس الثالث لإسرائيل، ويعمل بقوة مع حلفائه من اليمين المتطرف على تحقيق حلم إسرائيل الكبرى وبناء شرق أوسط جديد تكون إسرائيل هي القوة المهيمنة على شئونه. لذلك، فإن قراءة تفكيره السياسي أمر ضروري لفهم ما حدث في المنطقة منذ توليه رئاسة الوزراء أول مرة عام 1996، ولفهم حروبه الحالية، وتوقع خطواته المستقبلية.
يمثّل العنف موضوعا محفّزا للتفكير الفلسفي والسياسي والاجتماعي لما فيه من المفارقات العديدة، كأن يخلّف أذى عميقا في حياة الأفراد والمجتمعات ويمثّل في الآن نفسه أداة لا بدّ منها لضمان حياة اجتماعية مستقرّة أو كأن يكون مولّدا المفاهيم المختلفة، فتكون ذات غطاء إيديولوجي يبرّر مشروعيته شأن المناداة بـ"العنف الثوري أو "الفوضى الخلاقة" أو تصحب بنيرة تهجين وإدانة كالحديث عن "الوضع العنيف" أو الإفراط في استعمال العنف.
في توقيت بالغ الحساسية، ومع تصاعد الدور السعودي في تشكيل معادلات الشرق الأوسط الجديد، يأتي كتاب "الرجل الذي يريد أن يصبح ملكاً" للصحفية الأمريكية كارين إليوت هاوس، ليسلط الضوء على شخصية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كزعيم يسعى لإعادة صياغة المملكة بقبضة حداثية حازمة لا مكان فيها للديمقراطية، بل لتحديث اقتصادي واجتماعي مركزي، في وقت تُطرح فيه تساؤلات كبرى حول مستقبل الحكم، الحريات، والتطبيع في ظل ما يسميه البعض "الملكية ما قبل تتويجها".
ليست المقاصد ترفًا فقهيًا ولا اجتهادًا فكريًا مستحدثًا، بل هي في الأصل تجلٍّ لعقل الوحي حين يتحوّل إلى نظام حياة، وتعبير عن روح الشريعة حين تتنزّل في سياق العمران البشري وتدبير الاجتماع. من هذا المنطلق، يقدّم الدكتور مصطفى العرفاوي في كتابه "الاستراتيجية المقاصدية الشاملة في العهدين النبوي والراشدي" رؤية تجديدية تحفر في أعماق التجربة الإسلامية التأسيسية لاستخراج عقلها التدبيري، لا من باب الاستذكار التاريخي، بل من زاوية استئناف الوظيفة الحضارية للمقاصد.
يعد كتاب "ثقافة التصلب" محاولة مهمة وجادة لإعادة قراءة المجتمع العراقي، وترتيب المفاهيم التي تعلقت به من جديد وفق آلية رقمية دقيقة. ونحاول هنا في هذه المساحة الموجزة أن نقدم مراجعة مركزة لأبرز ما تضمنه الكتاب، مع تقديم ملاحظات تقييمية شكلية ومنهجية وموضوعية.
يتناول هذا الكتاب موضوعاً مهماً ظل لسنوات طويلة بعيداً عن دائرة الضوء: دور الإسلام والمسلمين في تاريخ العبودية والتمرد في الأمريكيتين. من خلال بحث دقيق وسرد مدعوم بالأدلة، يستعرض الباحث داود عبد الله كيف أسهم العبيد المسلمون القادمون من غرب إفريقيا في إشعال حركات تمرد وثورات ضد نظام العبودية القاسي، مستلهمين في ذلك تراث الجهاد والمقاومة الذي حملوه معهم عبر الأطلسي. ويكشف الكتاب أن الإسلام لم يكن مجرد معتقد شخصي، بل كان قوة ثقافية وسياسية فعالة حافظت على الهوية، وأشعلت جذوة التمرد، وأسهمت في صياغة معالم النضال من أجل الحرية في العالم الجديد.
في مقالة له نشرت في مجلة "فورين بوليسي" حذر أرباتوف الأميركيين من عواقب الإصلاحات الاقتصادية "الكارثية" التي أملتها الولايات المتحدة على روسيا، مع حلفائها في مجموعة السبع وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وسياسة واشنطن تجاه روسيا بشأن "جوارها القريب" أي بلدان أوروبا الشرقية، وما عرف سابقا بالجمهوريات السوفييتية.
النموذج الحديث للقومية العربية ـ وبخاصة بعد عصر النهضة ـ تأثر بنماذج كانت موجودة في أوروبا بوجه خاص؛ من حيث تطور الفكر القومي والوطني في القرن التاسع عشر، وهو نشوء لغات قومية محددة، كانت قد بدأت بالنشوء أو النمو بالقرن الثامن عشر وقبله في السابع عشر، ولكن تطورت في الثامن عشر والتاسع عشر وأصبحت مركز فكر قومي معين.
في تعريف الأمة: كل جماعة يجمعهم أمرًا ما-إمَّا دينٌ واحدُ، أو مكانٌ واحدٌ، أو زمانٌ واحدٌ.وليس يلزم في الأمة أن تكون الجماعة جماعة بشريةٌ، فقد تكون من الطير، ومن الحيوان. جاء في القرآن الكريم: "وما من دابةٍ في الأرض، ولا طائر يطير بجناحيه، إلاَّ أمم أمثالكم..".
يأتي هذا الإصدار في وقت تشتد فيه الحاجة إلى محتوى معرفي موثوق يواجه سيل الروايات المضللة ويغذي وعي الأجيال بالقضية الفلسطينية من منظور موضوعي، عميق، ومبني على أساس تاريخي وميداني موثّق. وقد تم إعداد هذا الكتاب استجابة لطلب من الشيخ الدكتور همّام سعيد، ليكون بمثابة مادة تعليمية مكثفة تصلح للتدريس والتثقيف العام في المؤسسات الأكاديمية والحركية.
يقدم الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن في كتابه "السيرة النبوية والتأسيس الأخلاقي"، قراءة متعمقة للسيرة النبوية من منظور فلسفي وأخلاقي، جامعًا بين دراسة حياة النبي محمد ﷺ وأثرها في بناء منظومة قيمية وأخلاقية راسخة.
في حقبة مفصلية من تاريخ فلسطين، لم تكن المرأة الفلسطينية مجرد شاهدة على ما جرى من تحولات سياسية واجتماعية تحت وطأة الانتداب البريطاني، بل كانت فاعلة أساسية، تخوض معركتين متوازيتين: معركة ضد الاحتلال الاستعماري ومعركة ضد القيود الاجتماعية التي كبلت دورها لعقود. في كتابها "المرأة الفلسطينية في عهد الانتداب البريطاني"، تكشف حنان عسلي شهابي الغطاء عن سجل مهمل طويلاً من النضال النسوي، موثقة أدواراً ريادية للنساء الفلسطينيات في المقاومة والتعليم والعمل الخيري والثقافي، لتعيد للمرأة موقعها الحقيقي في الرواية الوطنية. يقدم الكتاب شهادة حية على أن نهوض المرأة الفلسطينية لم يكن ترفاً اجتماعياً بل ضرورة وطنية، صنعت من خلالها وعياً جديداً ومكانة لا يمكن طمسها.