حمزة زوبع يكتب: تنتظر المجهول، وهي على حد تعبير أحد الأصدقاء زارني قادما من مصر قبل أسابيع قليلة، أشبه بمجموعة تنتظر الموت ولا تعرف من أين يأتيها ولا حيلة لها، الكل يعرف أن الجدار سينهار من فوق رؤوس الجميع، والكل يعلم بحقيقة الأمر وحتمية السقوط لكن كيف ومتى؟
حمزة زوبع يكتب: لقد كان المطلوب دوما هو إسقاط عمامة الأزهر لترتفع بيادة الجنرالات، وهي إحدى سمات الانقلاب خلال العشرية السوداء، ولا أحد يتوقع أن تتوقف تلك المعارك كما لا أظن أن الأزهر بعراقته سيستسلم لرغبات الجنرالات المحمومة في إسكات الأزهر أو إسقاط العمامة
حمزة زوبع يكتب: كيف يمكن أن يتورط الجيش في الحياة المدنية اقتصاديا وسياسيا بهذه الصورة بينما ليبيا تشتعل، والسودان يحترق، واليمن قد تم تدميره، والعراق للتو يكاد يخرج من محنته، وسوريا تصارع بين البقاء على قيد الحياة أو الموت تحت أقدام آل الأسد، وفلسطين لا يكاد يمر عام دون اشتعال وقصف وعدوان صهيوني على غزة والقطاع؟
حمزة زوبع يكتب: بدأ السيسي عشريته السوداء بتصور مختلف عن الدولة في تعريفها وتطبيقاتها السياسية إذ أنه قال ذات مرة وبوضوح إنه لا فرق بين السلطة والدولة وأن الدولة هي السلطة والسلطة هي الدولة
حمزة زوبع يكتب: القضاء المصري يعاني وسوف يظل يعاني من تأثير العشرية السوداء على مسيرته؛ التي تلوثت بممارسات غير قانونية وغير أخلاقية من داخل المنظومة قبل خارجها
حمزة زوبع يكتب: لم تعد السجون في عصر الانقلاب مكانا لقضاء عقوبة بعد إدانة ثبتت قطعيا وبعد استنفاد درجات التقاضي التي تم اختصارها في بعض المحاكم التي أنشئت خصيصا لمحاكمة المعارضين، فالسيسي يقول إننا نحمي هؤلاء المساجين من أنفسهم ونحتجزهم حتى نعيد تربيتهم وتأهيلهم من أجل إعادتهم إلى المجتمع. وهنا مكمن الخطورة، إذ أن النظام لم يتجاوز فكرة القضاء والأحكام قبل إيداع الناس السجون
حمزة زوبع يكتب: في التجربة المصرية وبعد المجازر التي ارتكبت بفعل فاعل وعن سوء نية وقصد، يعتبر الاختفاء القسري أحد أبرز سمات العشرية السوداء التي بدأت مع الانقلاب ويحاولون تغيير اسمها بهتانا وزورا إلى الجمهورية الجديدة، بينما هي في الحقيقة "جمهورية الإخفاء"
حمزة زوبع يكتب: الخطة لم تكن أبدا فض رابعة وصرف الناس إلى بيوتهم آمنين كما زعم النظام، بل كانت تحويل ما جرى إلى درس وعبرة بغض النظر عن الفضيحة التي لحقت بالنظام وبصورة مصر، فمصر لا تهم الجنرال في شيء لا من قريب ولا من بعيد، والموضوع كله مرتبط بمدى سيطرته على الوضع في مصر حتى لا تتحول ثورة الشعب المصري إلى مرض معد ينتشر في ربوع العالم العربي
حمزة زوبع يكتب: فترة شهر وعشرة أيام غير كافية بالمرة لما شاهدنا من خطة حرب حقيقية شُنت في مكان وعلى مساحة ضيقة في حي سكني مزدحم بالسكان وبالحركة المرورية، وهذا دليل آخر على ما ذكرته في بداية هذه السلسلة أن الأمور دبرت بليل منذ 2012 وأن الاستعدادات لمثل هذه العمليات الإجرامية لم تكن وليدة الأسابيع التالية للانقلاب
حمزة زوبع: لم يساورني الشك في أن المجزرة كانت ستقع، لذا فقد رأيت بنفسي حرص الجميع في رابعة، قادة ومعتصمين، من أجل الوصول إلى حلول تحول دون إراقة الدماء، ولكن كانت إرادة الشر طاغية وكانت رغبة السيسي الدموية غالبة
حمزة زوبع يكتب: السيسي خشي من أن يحدث الانقلاب بدون سند أو مستند سياسي، مثل توقيع من بعض الرموز السياسية على قلتها، ولم تكن مظاهرات 30 يونيو كافية بالنسبة له ولا حركة تمرد ولا جبهة الإنقاذ؛ لأنه كان على يقين بأن كل هذه الأوراق ليست كافية للانقلاب، فأراد مسوغا من هؤلاء الذين لا يمكن بأي حال أن يكونوا عوضا عن الشعب الذي خرج بالملايين لانتخاب الرئيس مرسي
حمزة زوبع يكتب: انتهت مرحلة المجلس العسكري ولو ظاهريا بعد انتخابات الرئاسة المصرية في حزيران/ يونيو 2012 وبدأت مرحلة الحكم العسكري الباطنية، أو الحكومة الخفية التي سيّرت برنامج الرئيس الجديد محمد مرسي وفق خطتها لإفشاله على مدار عام
حمزة زوبع يكتب: نجح السيسي في تقديم نفسه على أنه صديق الثورة وصدّقه الجميع، ولكن بالطبع ما علق في الذهن هو اختيار الرئيس مرسي للسيسي لكي يكون وزيرا للدفاع "بنكهة الثورة"
حمزة زوبع يكتب: كانت نتيجة إدارة البلاد اقتصاديا واجتماعيا كارثية بدرجة كبيرة، ما ساهم في زيادة منسوب الغضب الشعبي الذي وصل ذروته بمحاولة توريث جمال مبارك
حمزة زوبع يكتب: ربما كان السبب في استبعاد سليمان من الترشح لانتخابات الرئاسة هو وجود خطة لتفكيك المشهد ببطء حتى يتم إحكام القبضة على الإخوان المسلمين على النحو الذي جرى لاحقا، وقد زعم سليمان أنه حذر الإخوان من خطورة ترشحهم للرئاسة لأن ذلك يعني حدوث انقلاب عسكري