ملفات وتقارير

عاصمة اليمن المؤقتة بلا كهرباء واحتجاجات غاضبة منددة بهذا الانهيار

القدرة التوليدية في عدن للكهرباء بلغت صفر "ميغاواط"- إكس
تشهد شوارع العاصمة اليمنية المؤقتة، عدن جنوبي اليمن، احتجاجات واسعة جراء انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة بسبب نفاذ الوقود لتشغيل محطة توليد الطاقة الرئيسية.

ويوم الاثنين، أعلنت المؤسسة العامة للكهرباء في عدن انقطاع التيار الكهربائي بصورة كاملة في المحافظة الساحلية، حيث مقر الحكومة اليمنية المعترف بها بسبب نفاد الوقود لتشغيل محطات التوليد.

وذكرت المؤسسة في بيان أن "القدرة التوليدية في عدن بلغت "صفر ميجاوات" ما أدى إلى انقطاع كلي للتيار الكهربائي، الأمر الذي دفع المواطنين للاحتجاج إلى الشوارع تنديدا بهذا الانهيار للطاقة.

وخرج المواطنون في احتجاجات غاضبة لليوم الثالث على التوالي، حيث أحرقوا الإطارات في الطرقات الرئيسية، في ظل استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي على العاصمة المؤقتة للبلاد.

والثلاثاء، عادت خدمة التيار الكهربائي إلى عدن بشكل محدود، إلا أن ساعات الانقطاع بلغت قرابة الـ 20 ساعة، مقابل 4 ساعات عادت فيها الخدمة.

وللمرة الثالثة، تشهد عاصمة اليمن المؤقتة، انقطاعا كاملا للكهرباء هذا العام، بعد أن انقطعت مرتين في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير.

يأتي ذلك وسط تحذيرات من تأثير أزمة الطاقة الكهربائية على كافة القطاعات الحيوية بعدن حيث ستتعطل المستشفيات والمرافق الصحية وتتوقف حقول المياه و تتعطل الأنشطة التجارية ما سيضاعف من معاناة المواطنين، الذين يتحملون أعباء هذه الأزمة وسط ظروف معيشية صعبة.

خلل سلطوي وفساد
وفي السياق، قال الكاتب والناشط المجتمعي، أحمد حميدان إن انقطاع التيار الكهربائي في عدن وصل إلى 20 ساعة مقابل 4 ساعات لعودة الخدمة، وذلك بعد انقطاع كامل للتيار خلال يوم الاثنين.

وأضاف حميدان في تصريح لـ"عربي21" أن عدن تعيش فقدان الدولة وخلل سلطوي، بسبب فقدان حقيقي للشرعية الدستورية، والنظام والقانون.. فالشرعية التي تم تشكيلها من المكونات السياسية المسيطرة عسكريا على أجزاء من البلد، وتعيش تناقضات سياسية عميقة، جعلت من المجلس الرئاسي وسيلة للضغط السياسي، لتحقيق ما يمكن تحقيقيه من سيطرة على حساب الأخرين.

وتابع بأن هذا الخلل قدم فرص لتوغل الفساد، فأصبح الفساد مستشري وبدعم نفوذ سياسي وعسكري وقبلي، كل هذا عطل دور السلطة في تحقيق تنمية حقيقية.


وبحسب الكاتب والناشط المجتمعي فإن عدن صارت مرتعا للفساد والنفوذ العسكري والقبلي، لم تسمح لترسيخ لو شكل من شكال الدولة القادرة على ضبط إيقاع حركة المال والاقتصاد، وتنمية الموارد واستغلال الإيرادات للخدمة العامة، مما تسبب بضعف حقيقي في دعم الخدمات.

 وقال أيضا، أن عدن تعيش اليوم أسوء مراحلها غير المسبوقة منذ الاستقلال، حيث الفقر مدقع والجوع والمجاعة نظرا لتوقف صرف الرواتب بانتظام، في ظل تراجع قيمة العملة المحلية أمام العملات الأجنبية إلى المستوى الذي لم يعد يلبي احتياجات الناس الذين فقدوا القدرة أيضا على دفع ما عليهم من ضرائب وفواتير الكهرباء والماء والاتصالات.

وأوضح أن عدن تعيش ظلام دامس ووضع إنساني كارثي، والدولة غائبة، والشعب يتضور جوعا، ويصطلي حرا بدون راتب وكهرباء وأزمة مياه شرب وكذلك اتصالات.

ومنذ سنوات تشهد العاصمة اليمنية المؤقتة، عدن، أزمة في توليد الطاقة الكهربائية، إلا أنها تضاعفت منذ مطلع العام الجاري.

ووصلت مدة انقطاع التيار الكهربائي في عدن، ، إلى ساعات عدة، وسط عجز رسمي لمعالجة هذه الأزمة التي أرقت سكان العاصمة المؤقتة.

وكانت المؤسسة العامة للكهرباء في عدن، قد ناشدت مساء الأحد، مجلس القيادة ورئاسة الحكومة بالتدخل العاجل لتوفير الوقود قبيل الانقطاع الكلي للمنظومة.

كما طالبت بالتدخل العاجل لتوفير وقود محطات الكهرباء، وذلك لتفادي التوقف الكلي لمحطات التوليد ودخول العاصمة عدن في ظلام دامس.

وتنفق الحكومة اليمنية ما يعادل 1.200 مليار دولار سنويا بواقع 100 مليون دولار شهريا من أجل توفير الوقود واستئجار محطات توليد الكهرباء، فيما لا تصل الإيرادات إلى 50 مليون دولار سنويا، وفق ما ذكرته وكالة "رويترز" الأمريكية.