سياسة عربية

تركي الفيصل: إسرائيل تهدد أمن الخليج وواشنطن تخلت عن دور الوسيط النزيه

تركي الفيصل: هجوم "إسرائيل" على حماس في الدوحة "ناقوس خطر" لدول الخليج- جيتي
حذر رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، تركي الفيصل، من تداعيات الهجوم الإسرائيلي على وفد حركة حماس المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة، واصفا إياه بأنه "ناقوس خطر لجميع دول الخليج"، وداعيا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى "تصحيح الأخطاء التاريخية للولايات المتحدة تجاه أمن وسلام أصدقائها وحلفائها".

تصريحات الفيصل جاءت مساء الأحد الماضي في احتفال أقيم بالرياض بمناسبة مرور 50 عامًا على إطلاق صحيفة "عرب نيوز" السعودية الناطقة بالإنجليزية.



تهديد للأمن الخليجي
قال تركي الفيصل إن الهجوم على قطر "بمنزلة جرس إنذار لدول الخليج كافة، بأن أمنها المشترك بات مهددا من جانب دولة منبوذة لا تعبأ بأي قانون أو قاعدة تحكم العلاقات الدولية". 

وأضاف أن "هذا الاعتداء يثير تساؤلات جدية حول مصداقية التحالفات وموثوقيتها، وهو أمر مؤسف أن يحدث في ظل وجود أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في العالم داخل قطر".

وشدد الفيصل على أن التهديدات الإسرائيلية "تفرض على دول المنطقة إعادة النظر في طبيعتها، وإعادة صياغة استراتيجيات وسياسات تحقق التوازن بشتى الوسائل، بدل ترك إسرائيل تعبث على هواها".

مسؤولية واشنطن
حمل الفيصل الولايات المتحدة "القسط الأكبر من المسؤولية" عن تراجع الثقة في النظام الدولي، مشيرا إلى أن "أمريكا انحدرت من موقع الوسيط النزيه إلى دور الحليف القوي لإسرائيل". وأضاف: "بعد غزو العراق، الذي يعد دولة عربية كبرى، سلمته واشنطن إلى إيران وجماعات طائفية وقوى إيديولوجية فاسدة".

وأوضح أن هذا المسار جعل من الطبيعي أن "يعيد أصدقاء وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة التفكير في مستقبلهم"، رغم أن دول مجلس التعاون الخليجي "ما زالت ملتزمة بإقامة أفضل الشراكات الاستراتيجية مع واشنطن، على أمل أن تستعيد دور الوسيط النزيه".

وخاطب الفيصل الرئيس ترامب قائلا إن "رغبته في أن يكون صانع سلام لن تتحقق إلا عبر تصحيح الأخطاء السابقة، وضمان سلام وأمن حلفاء الولايات المتحدة"، محذرا في الوقت ذاته من أن "جميع الإنجازات ستظل مهددة ما لم يُرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني".

القضية الفلسطينية أولوية
أكد الأمير السعودي أن "القضية الفلسطينية تظل الأكثر إلحاحا"، لافتا إلى أن "الشرق الأوسط يتنقل منذ ثمانية عقود من حرب إلى أخرى ومن كارثة إلى أخرى، دون أن تتحقق العدالة". 

وأضاف: "هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 كان دليلا واضحا على فشل المجتمع الدولي في حل هذه القضية العادلة".

وشدد على أن "الاحتلال هو السبب في المقاومة"، مطالبا المسؤولين الأمريكيين بـ"الكف عن ترديد مغالطات تزعم أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية مكافأة لحماس، وهو ادعاء كاذب وخبيث".

ذكر الفيصل بمبادرات السعودية في هذا المجال، قائلا إن "المملكة صاحبة الفضل في إطلاق مبادرتين إقليميتين رئيسيتين للسلام: خطة الملك فهد ذات النقاط الثماني عام 1981، ومبادرة الملك عبدالله العربية للسلام عام 2002"، مشددا على أن استقرار الخليج ونجاح خططه الاقتصادية لن يتحقق إلا في ظل "بيئة دولية وإقليمية مستقرة وآمنة".