صحافة دولية

فايننشال تايمز: الاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة متأخرة لكنها كشفت عن خطوط الصدع في أوروبا

نازحو غزة: الاعتراف بالدولة الفلسطينية لا يغيّر واقع الجوع والموت في القطاع - جيتي

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز"  افتتاحية قالت فيها إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية متأخر ولن  يوقف دوامة العنف إلا حل يقوم على دولتين متجاورتين، فيما عدت الخطوة بأنها ساهمت في كشف خطوط  الصدع داخل الاتحاد الأوروبي بما يتعلق بالحرب في الشرق الأوسط.

وقالت الصحيفة، إن اعتراف أقرب حلفاء إسرائيل وأقدمهم بالدولة الفلسطينية، أبرز مدى الغضب واليأس العالميين إزاء حرب إسرائيل المستمرة منذ قرابة عامين في غزة وضمها التدريجي للضفة الغربية المحتلة. مشيرة للخطوة التاريخية التي اتخذتها بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال إلى جانب فرنسا.

مشيرة إلى أن ثلاث دول أعضاء في مجموعة السبع تنضم إلى أكثر من 140 دولة أخرى في الاعتراف رسميا بدولة فلسطينية، في حين تصر حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة على تدمير أي تطلعات باقية لحل الدولتين لإنهاء الصراع المستعصي.

ورأت الصحيفة أن الاعتراف في مجمله رمزي ولن يغير من الواقع الحالي في الضفة الغربية ولن ينهي الحرب في غزة. والأهم من ذلك، أن الولايات المتحدة، القوة الوحيدة التي تملك نفوذا على إسرائيل، تعارض هذه الخطوات، وعلقت الصحيفة أن الجنوب العالمي عندما يعتقد أن الغرب المنافق يغض الطرف عن المعاناة المروعة في القطاع المحاصر وإجراءات إسرائيل في الضفة الغربية، فإن ذلك يعزز الدعم الدولي لحق الفلسطينيين المشروع في إقامة دولة.

وحذرت الصحيفة من أن الاعتراف قد يستفز نتنياهو الذي قضى سنوات، على حد تعبيره، يعمل ضد قيام دولة فلسطينية. ويرى أن هذه الخطوة بأنها مكافأة لحماس على هجومها في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وتعلق الصحيفة أن نظرة نتنياهو ضيقة الأفق وقصيرة النظر: فالاعتراف بدولة فلسطينية هو دعم لبديل قابل للتطبيق من شأنه أن يضعف التشدد، ويقدم أملا بإنهاء دورات العنف التي لا تحصى، وذكرت الصحيفة في هذا السياق أن أصدقاء إسرائيل الذين يعترفون بالدولة الفلسطينية، كانوا واضحين جدا في إدانتهم لحماس، وفي مطالبهم بالإفراج عن الرهائن، لكن رفض نتنياهو إنهاء الهجوم الإسرائيلي، أو الانخراط في خطة ما بعد الحرب أو كبح جماح المستوطنين الغاضبين في الضفة الغربية، لم يترك لحلفائه أي خيار.

ومنذ هجوم حماس في  7 تشرين الأول/أكتوبر، حولت القنابل والجرافات الإسرائيلية غزة إلى منطقة غير صالحة للسكن مدمرة بذلك النسيج الاجتماعي في القطاع. كما وانتهك نتنياهو اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير والذي كان يهدف إلى تحرير الأسرى وإنهاء الصراع. ومنذ ذلك الحين، خلص عدد متزايد من الخبراء إلى أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، بينما تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 65,000 شخصا، وفقا لمسؤولي الصحة في غزة.

وبالتزامن مع حربها ضد غزة، زادت إسرائيل من جهود ضم الضفة الغربية بحكم الأمر الواقع إن لم تعلنه رسميا، معلنة عن بناء عشرات المستوطنات الجديدة التي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي، في حين تقوض ما تبقى من سلطة فلسطينية محدودة. ولا يخفي حلفاء نتنياهو من اليمين المتطرف نواياهم في تدمير مفهوم الوطن الفلسطيني.

قد يمضي رئيس الوزراء الإسرائيلي قدما الآن في الضم الرسمي لأجزاء من الضفة الغربية. إذا فعل ذلك، فعلى الدول الغربية أن تكون مستعدة للرد بإجراءات عقابية صارمة ضد إسرائيل، فيما تعترف الصحيفة أن حل الدولتين لم يكن بعيدا كما هو الآن، فبعيدا عن إسرائيل لم يخدم القادة الفلسطينيون قضيتهم، فالسلطة الوطنية الفلسطينية المدعومة من الغرب ضعيفة وتفتقد المصداقية.