حقوق وحريات

اكتشاف مقبرة جماعية في دمشق يعيد ملف المفقودين إلى الواجهة

مقبرة جماعية جديدة في دمشق تكشف فصولا دامية من مأساة المفقودين - سانا
أعلن فريق الدفاع المدني السوري، صباح الاثنين، عن العثور على مقبرة جماعية في منطقة بوابة الميدان بالعاصمة دمشق، عقب ورود بلاغ حول وجود جثث وهياكل عظمية وروائح كريهة داخل أحد أنظمة الصرف الصحي. وأثار الاكتشاف حالة من الصدمة والقلق بين الأهالي الذين توافدوا إلى الموقع أملاً في معرفة مصير أبنائهم المفقودين.

وقال عضو مجلس إدارة الدفاع المدني، عمار السلمو: "وصلنا بلاغ عن وجود جثث وهياكل عظمية وروائح كريهة في هذا المكان. الأعداد غير معروفة حتى الآن، لكن العظام منشورة في كل مكان. نعمل على تجميعها وتقدير عدد الضحايا بدقة. ما زال فريقنا يواصل استخراج الرفات بعناية، وهذا الاكتشاف يفتح من جديد ملف آلاف المفقودين في سورية، ويؤكد الحاجة لتحقيق دولي مستقل وشفاف يكشف هوية الضحايا وظروف وفاتهم".


 مضيفا أن "كل مقبرة تكتشف هي شاهد إضافي على حجم الانتهاكات بحق المدنيين، ومن حق العائلات معرفة مصير أحبائها ودفنهم بما يليق بكرامتهم الإنسانية".

وعبر الأهالي عن صدمتهم وهم يتجمعون قرب المكان، حيث قالت سيدة خمسينية: "كل مرة نسمع عن مقبرة جديدة، نركض إليها باحثين عن أبنائنا المفقودين. ليس لدينا إلا الأمل بمعرفة أين هم". 

فيما أشار أحد الرجال إلى الروائح المنبعثة قائلاً: "الرائحة جعلت قلوبنا تتوقف، لكن الأمل في كشف الحقيقة دفعنا للبقاء هنا".

وطالبت منظمات حقوقية محلية ودولية بفتح تحقيق مستقل وشفاف في الحادثة، وتوثيق جميع الأدلة، وحماية الموقع من أي تلاعب، تمهيداً لتحديد هوية الضحايا. 

وتشدد هذه الدعوات على أن ملف المفقودين، الذي يشمل عشرات الآلاف من السوريين منذ اندلاع النزاع، ما زال عالقاً دون حلول واضحة.


ولا يزال الموقع تحت رقابة أمنية مشددة، بينما يواصل فريق الدفاع المدني عمله في استخراج الرفات. 

ومع ترقب الأهالي للنتائج، يبقى السؤال مطروحاً: متى ستنكشف الحقيقة الكاملة حول هؤلاء الضحايا، ومن هي الجهات المسؤولة عن هذه الانتهاكات؟

ويأتي اكتشاف مقبرة بوابة الميدان في دمشق ضمن سلسلة اكتشافات مشابهة، إذ جرى العثور حتى أيلول/سبتمبر الجاري٬ على أكثر من 12 مقبرة جماعية في مناطق مختلفة من البلاد، أبرزها في منطقة القطيفة شمال العاصمة، التي يقدر أن تضم رفات ما لا يقل عن 100 ألف شخص قضوا خارج نطاق القضاء. 

كما وثقت مقابر أخرى في حلب ودير الزور، تحتوي على آلاف الجثث لضحايا التعذيب والقتل.
تعكس هذه الاكتشافات وفق حقوقيين، أن مأساة المفقودين في سورية لم تنته بعد، وأن الحاجة ما زالت ملحة لتحقيقات دولية مستقلة تفضي إلى كشف هوية الضحايا ومحاسبة المتورطين.