سياسة عربية

بشارة بحبح.. ما بين تبني دور الوسيط والترويج للدعاية الأمريكية

بحبح يؤكد تواصله مع "حماس" بشأن التوسط لوقف إطلاق النار - إكس
يواصل رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي، بشارة بحبح، وسيط الرئيس دونالد ترامب غير الرسمي بين حماس والإدارة الأمريكية، إطلاق تصريحات قال سياسيون إنها محاولة للترويج لنفسه بأنه "أحد أبرز وأهم وسطاء وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل"، رغم خلو كلامه من أي دلالة على لعب هذا الدور، وخلال 3 شهور، ظهر بحبح على عدة قنوات تلفزيونية، ولطالما كانت مواقفه مناهضة لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية بشكل عام.

بحبح وخلال لقاء مع الإعلامي طوني خليفة من على شاشة قناة المشهد، زعم إن سهى عرفات أرملة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هي من كلفته للتواصل مع حركة حماس والتوسط لهم مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثانية.



وأضاف أن حماس قدمت له مُقترحات لنقلها إلى الأمريكان، لكنه لم يفعل، بزعم حرصه على مصلحة حركة المقاومة الإسلامية، فيما ادعى بأن عرفات لو كان في غزة لغادر وحافظ على حياة 2 مليون إنسان، كما فعل بخروجه من بيروت، وهو ما وصف بأنه "لا يمت بالواقع بصلة لاختلاف ظروف المكان والزمان".

ويقول بحبح إن نتنياهو وفريقه لا يريدون إنهاء الحرب واستعادة الأسرى، إلا أنه يطالب حماس بتسليم الأسرى وترك غزة، كما وطرح اسم محمد دحلان كشخص يمكن أن يستلم إدارة غزة لفترة ما بعد الحرب بذريعة الحفاظ على سكان القطاع ووقف معاناتهم، متجنبا الحديث عن تسارع عملية الضمّ والتهجير في الضفة الغربية المحتلة، رغم أنها ضمن مسؤولية السلطة الفلسطينية.

وقبل أيام، كشف بشارة بحبح، عما وصفها كواليس اجتماع واشنطن بشأن إنهاء الحرب في غزة، وقال في تصريحات تلفزيونية، إنّ "الاجتماع استمر 6 ساعات، وتقرر فيه أن يوضع على الطاولة عرض واحد ونهائي لإطلاق سراح جميع الأسرى مقابل إنهاء الحرب"، مشيرا إلى أنه "تواصل مع حماس بشأن هذه المسألة، وهم أبدوا نوعا من التردد، لأنهم لا يعلمون إذا كان الكلام رسميا أم غير رسمي".

وبحسب ادعاء بحبح، فإن حماس اقتنعت أن الكلام رسمي بعد تدوينة ترامب، مبينا أن "ردة فعل حماس كانت فورية بالموافقة على إبرام صفقة شاملة بتسليم كل الأسرى وإطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، وفي نفس الوقت إنهاء الحرب".

وتابع قائلا: "لا أحد يعلم إذا ما كان سيتم الإفراج عن الأسرى وإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين قبل إعلان نهاية الحرب، أم قبل انسحاب إسرائيل من القطاع، أم بالتزامن مع عملية وقف إطلاق النار والانسحاب في فترة زمنية تقدر بأسابيع".

وكانت حركة حماس قد جددت تأكيدها أنها لا تزال تنتظر رد الاحتلال الإسرائيلي على المقترح الذي قدمه الوسطاء للحركة في 18 آب/ أغسطس الماضي، والذي وافقت عليه الحركة والمقاومة الفلسطينية.

يعتبر بشارة بحبح أن بوصلته في حياته هي خدمة القضية الفلسطينية من موقع كونه مواطنا فلسطينيا وأمريكيا، وكانت أولى تحركاته من خلال العضوية في الوفد الفلسطيني إلى محادثات السلام متعددة الأطراف، وذلك في أعقاب التوقيع على اتفاقية أوسلو عام 1993.

ويبرر بحبح دعمه لترامب بعاملين أساسيين، وهما الوعود بتحقيق وقف الحرب في غزة وتحقيق سلام دائم في المنطقة، ويرى أنه حقق الوعد الأول عندما ضغط بقوة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في كانون الثاني/ يناير 2025.

لكن موقف بحبح تغير نسبيا من الرئيس ترامب عندما أعلن الأخير في شباط/فبراير عن خطط أمريكية للاستيلاء على قطاع غزة بعد ترحيل سكانه إلى دول الجوار وتحويله إلى وجهة سياحية دولية سماها "ريفييرا الشرق الأوسط".