"التحريات التي أجريت داخل منزل الناشط الحقوقي سيون أسيدون، وفي محيطه، لم تكشف عن أي آثار لاقتحام أو بعثرة" هكذا أوضح الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، نافيا وجود أي شبهة اعتداء على الناشط المغربي اليهودي سيون أسيدون، المعروف بمواقفه المناهضة للصهيونية والتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف الوكيل العام للملك، وفقا لبلاغ، اطّلعت "عربي21" على نسخة منه: "عثر على مجموعة من أغراضه الشخصية، من بينها هاتفه وزوج نعل عليه آثار عشب، إضافة إلى مفاتيح وحاسوبين محمولين، ومجموعة من الأغراض والكتب الموضوعة بشكل مرتب".
أي تفاصيل؟
دخل سيون أسيدون، إلى منزله يوم 9 آب/ غشت الجاري، على الساعة العاشرة و36 دقيقة صباحا، بعد أن ركن سيارته بالجهة المقابلة لباب منزله، وتوجّه مباشرة إلى الباب، بمُفرده، وهو يرتدي نفس الملابس التي كان يرتديها خلال واقعة العثور عليه مغمى عليه داخل مسكنه؛ وذلك وفقا لما كشفت عنه كاميرا مراقبة مثبّتة بمنزل يبعد بحوالي 300 متر عن منزل الناشط الحقوقي.
وأبرز بلاغ الوكيل العام للملك، أنّه: "بتتبع تسجيلات الكاميرا زمنيا إلى غاية حضور المبلغين وعناصر الشرطة في 11 غشت الجاري، تبين أن السيارة ظلت مركونة بمكانها ولم يتم رصد أي استعمال لها منذ ساعة ركنها".
وفي السياق نفسه، أردف: "أظهرت نتائج تحليل العينات والآثار البيولوجية التي تم رفعها من مختلف الأدوات المذكورة ومن مرافق وتجهيزات المنزل، بغية استغلال البصمات والعينات البيولوجية العالقة غير المرئية بالعين المجردة، (أظهرت) وجود بصمات المعني بالأمر فقط".
"كما تم الاستماع إلى شخص يشتغل بناء بالمنزل المجاور، حيث أفاد أنه شاهد المعني بالأمر يوم السبت حوالي الساعة الثانية بعد الزوال وهو فوق سلم بصدد تشذيب وتقليم أغصان الأشجار، وأنه غادر حوالي الساعة الخامسة مساء وتركه منهمكا في العملية" استرسل بلاغ الوكيل العام للملك.
ووفقا للمصدر ذاته، فإنّه: "تم الاستماع إلى مالك المنزل المجاور لمسكن المعني بالأمر، حيث أفاد بأنه سبق أن طلب منه تشذيب نبات حديقته، فتم الاتفاق على إنجاز ذلك يوم السبت. وأكد أنه فعلا شاهده يقوم بذلك العمل في اليوم المذكور".
تجدر الإشارة إلى أنّ أسيدون، هو أحد مؤسسي حركة "بي دي إس" BDS، التي أطلقت منذ 2005 نداء عبر العالم من أجل المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض عقوبات على دولة الاحتلال الإسرائيلي؛ وهو معروف بكوفيته الفلسطينية وطربوشه المغربي الأحمر والعلم الفلسطيني، حاضر بقوة في مجمل المسيرات للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني.
ماذا جرى؟
في 11 آب/ غشت الجاري، تقدّم شخصان، أمام مصالح الشرطة وأفادا بأن مشغّلهما سيون أسيدون قد تغيّب عن العمل وانقطع الاتصال به هاتفيا. ولمّا توجها إلى منزله، تعذر عليهما ربط الاتصال به، ولاحظا أن سيارته مركونة أمام باب المنزل. وذلك بحسب البلاغ نفسه الذي اطّلعت "عربي21" على نسخة منه.
وأضاف: "انتقلت عناصر الشرطة القضائية إلى منزل المعني بالأمر، فتبين أن بابه مقفل. وبعد فتحه بالاستعانة بمختص، تمت معاينة مجموعة من الأدوات بحديقة مسكنه عبارة عن: سلم، ومنشار، ومعول، ومقص، مع وجود بقايا أعشاب مقصوصة وآثار تشذيب على الأشجار".
وأورد: "وداخل الطابق الأرضي وجد المعني بالأمر فوق أريكة مغمى عليه، وتبين أنه لا يزال على قيد الحياة من خلال حركات تنفسه، حيث تم نقله على الفور إلى المستشفى".
أسيدون، وهو اليهودي المغربي البالغ من العمر خمسة وسبعين عاما. ولد عام 1948 في مدينة أكادير المغربية، ودرس في فرنسا قبل أن يعود إلى المغرب، مجدّدا، خلال عام 1967.
نضاله في الحركة اليسارية المغربية، كان قد كلّفه السجن، غير أنه على الرغم من ذلك ظل مناضلا حقوقيا ومدافعا عن حقوق الشعب الفلسطيني في وجه دولة الاحتلال الإسرائيلي.
مطالب متسارعة..
هيئات سياسية وحقوقية مغربية، مُختلفة، طالبت السلطات المختصة بفتح تحقيق فيما وُصف بـ"الحادث الغامض" الذي تعرّض له الناشط الذي وهب نفسه للقضية الفلسطينية، رغم ديانته اليهودية، حيث وُجد في حالة غيبوبة وقد أصيب بكدمات في جسده، يُجهل مصدرها لحدود اللحظة؛ ما استدعى نقله إلى إحدى المصحات للعلاج وهو في حالة صحية حرجة.
البداية من حركة "بي دي إس المغرب" (حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات) الذي طالبت السلطات المغربية بـ"التحريات حول الحادث، والإسراع في الكشف عن حيثيات ما حصل وتنوير الرأي العام".
وأكّدت حركة المقاطعة أنّ أسيدون كان أحد مؤسسيها "وأمضى سنين كجزء لا يتجزأ منها، وأصبح مرجعا لها". كما أوضحت أيضا "مجموعة العمل الوطنية" أنّها تتابع الوضع الصحي للمناضل سيون أسيدون وتتضامن مع عائلته.
من جهته، دعا الحزب الاشتراكي الموحد (معارضة)، النيابة العامة المغربية، إلى "فتح تحقيق دقيق وشامل حول الحادث"؛ معربا في الوقت نفسه عن بالغ قلقه بخصوص ما وصفه بـ"الحالة الصحية الحرجة لأسيدون" الذي يُلقب بـ"شيخ مناهضي التطبيع".
ارتفاع ضحايا التجويع في غزة.. ونيران الاحتلال تحصد المزيد من الشهداء (حصيلة)
مشاهد صادمة لقصف الاحتلال فلسطينيين حاولوا انتشال شهيد في الشجاعية (شاهد)
100 منظمة دولية: المساعدات مكدسة خارج غزة وحكومة الاحتلال تعرقل إدخالها