سياسة عربية

إسلاميو المغرب يطالبون بحل "لجنة الصداقة البرلمانية" مع إسرائيل.. "ملعونة"

عبد الله بوانو: "نحن لا نزايد، بل نطالب بخطوة أخلاقية تعبّر عن تفاعلنا مع معاناة إخوتنا في فلسطين، الذين يتعرضون للقتل والتهجير والتجويع".
جدد النائب البرلماني عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، دعوته القوية إلى حل لجنة الصداقة البرلمانية المغربية الإسرائيلية، واصفًا إياها بـ"اللجنة الملعونة"، في تعبير حمّل بعدًا سياسيًا وأخلاقيًا، في ظل تصاعد الغضب الشعبي والرسمي تجاه الجرائم الإسرائيلية المرتكبة في قطاع غزة، والتي دخلت منذ أشهر مرحلة تجويع جماعي، بحسب تقارير أممية.

وفي مداخلة حادة خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب، أمس الإثنين 2025، قال بووانو: "نختم هذه الدورة البرلمانية، وكان أملنا أن يتخذ المجلس خطوة رمزية تعبر عن موقفه من العدوان المتواصل على غزة، ومنها حل تلك اللجنة الملعونة التي تسمى بلجنة الصداقة مع الكيان".

وشدد بووانو على أن البرلمان المغربي كمؤسسة تمثيلية للشعب، مطالب باتخاذ موقف يعكس نبض الشارع المغربي المتضامن بشكل واسع مع الفلسطينيين، قائلاً: "نحن لا نزايد، بل نطالب بخطوة أخلاقية تعبّر عن تفاعلنا مع معاناة إخوتنا في فلسطين، الذين يتعرضون للقتل والتهجير والتجويع".

وأضاف: "هناك مبادرات رسمية تقوم بها الدولة، ولكن البرلمان يجب أن لا يظل صامتًا".



وتأتي هذه الدعوة في ظل تصاعد الأصوات السياسية والشعبية في المغرب المطالبة بإنهاء مظاهر التطبيع مع إسرائيل، خاصة بعد المجازر المتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال في غزة منذ أكتوبر 2023، وقيام إسرائيل منذ مارس الماضي بإغلاق كافة المعابر ومنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، مما تسبب في تفشي المجاعة وارتفاع أعداد الضحايا، معظمهم من النساء والأطفال.

وتزامن هذا المطلب البرلماني مع المسيرة الوطنية الحاشدة التي شهدتها العاصمة الرباط أول أمس الأحد، والتي شارك فيها عشرات الآلاف من المغاربة، تنديدًا بالجرائم الإسرائيلية المرتكبة في قطاع غزة، ورفضًا للتطبيع مع الاحتلال.

ورفع المشاركون شعارات تطالب بـ"وقف الحرب فورًا"، و"محاكمة مجرمي الحرب الصهاينة"، إضافة إلى الدعوة الصريحة لقطع العلاقات المغربية الإسرائيلية، في تعبير واضح عن الإجماع الشعبي المناهض لأي تقارب مع الاحتلال في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر وتدمير ممنهج.

والأحد، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفاع عدد الضحايا من الفلسطينيين الذين يحاولون الوصول للغذاء بمراكز "المساعدات الأمريكية الإسرائيلية" إلى "995 شهيدا و6 آلاف و11 مصابا و45 مفقودا" منذ 27 مايو/ أيار الماضي.

كما أعلنت وزارة الصحة بغزة، الأحد، أن سياسة التجويع التي ترتكبها إسرائيل قتلت 86 فلسطينيا منهم 76 طفلا جراء سوء التغذية.

وحذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في اليوم نفسه، من أن القطاع أصبح على أعتاب "الموت الجماعي"، بعد أكثر من 140 يوما من إغلاق المعابر.

ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تهربت إسرائيل من الاستمرار في تنفيذ اتفاق مع حركة حماس لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وأغلقت معابر غزة أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود.

وتشن إسرائيل بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.