سياسة دولية

ما قصة الكهف الذي أحرق مقاتلو "العمال الكردستاني" أسلحتهم على مدخله؟

مقاتلو الحزب يخرجون من الكهف لحظة تسليم السلاح- جيتي
اختار حزب العمال الكردستاني، كهفا، للإعلان عن إنهاء 4 عقود من أعماله المسلحة، ضد تركيا، من أجل إنشاء دولة للأكراد، بسبب دلالته التاريخية.

وخرج فصيل من المقاتلين الأكراد، بينهم عدد من القادة للحزب، من كهف جاسنة، في محافظة السليمانية العراقية، وهم يحملون أسلحتهم، قبل وضعها في حوض معدني كبير وإشعال النيران فيها.

وتأتي المراسم الرمزية بعد شهرين من إعلان المقاتلين الأكراد إنهاء عملهم المسلح ضد تركيا، وظهور زعيم الحزب، المسجون في تركيا، عبد الله أوجلان، إنهاء فكرة الدولة القومية المستقلة للأكراد، للانخراط في العمل السياسي.

كهف تاريخي:

ويقع كهف جاسنة، في منطقة سورداش، خلف قرية كاني خان، على سفح جبل من سلسلة جبال نبي آغا، في محافظة السليمانية جنوب إقليم كردستان العراق.

وتعد المنطقة التي يقع فيه الكهف، جبلية وعرة، وشاهقة الارتفاع، ولها ارتباطات بتاريخ الأكراد في المنطقة ضد الاحتلال البريطاني للعراق.


ويمتاز الكهف بمدخل عمود الشكل، أشبه بمثلث، وبعمق نحو 40 مترا، وبعرض 9 أمتار،وبداخله غرفتان تتيحان التنقل والجلوس مع مداخل مظلمة، لا يصل إليها الضوء من الخارج.

ويحيط بالكهف، شلال جبلي، ووديان سحيقة، ويعتبر وجهة مميزة لمتسلقي الجبال، خاصة في فصلي الربيع والصيف.

مقاومة البريطانيين

ويرتبط الكهف، بلجوء أحد أبرز القادة في التاريخ الكردي، شيخ محمود الحفيد، إلى كهف جاسنة، بعد انسحابه من السليمانية، خلال مواجهة القوات البريطانية التي احتلت العراق في عشرينيات القرن الماضي.

كما شهد الكهف، إصدار صحيفة "بانكي حق" الكردية، عام 1923، وكان المقر السري لها، وتم نقل المطبعة إلى المكان بواسطة البغال عبر الجبال الوعرة.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة، أعرب عن أمله في أن يؤدي بدء تسليم مسلحي حزب العمال الكردستاني أسلحتهم إلى أمن البلاد وسلام دائم في المنطقة.

وقال أردوغان في منشور على موقع إكس "نسأل الله أن يوفقنا في تحقيق أهدافنا على هذا الطريق الذي نسلكه من أجل أمن بلدنا وسلام أمتنا وإرساء سلام دائم في منطقتنا".


وجاء ذلك تلبية لدعوة أطلقها أوجلان في 27 شباط/فبراير من سجنه في جزيرة إيمرالي قبالة إسطنبول. وفي الأول من آذار/مارس، أعلن الحزب وقف إطلاق النار.

وأعلن حزب العمال الكردستاني في 12 ايار/مايو حل نفسه، تجاوبا مع نداء وجهه أوجلان نهاية شباط/فبراير الماضي.

وكان أوجلان، دعا في الزيارة السابقة للحزب، إلى صياغة ميثاق جديد يقوم على "حق الأخوّة"، بهدف إصلاح العلاقات الكردية-التركية، وذلك في رسالة جديدة وجّهها من داخل سجنه في جزيرة إمرالي.

وقال أوجلان، وفق ما نقلته وسائل إعلام كردية، إن "ما نقوم به هو تغيير كبير في النموذج الفكري"، مشددًا على أن جوهر العلاقة بين الأكراد والأتراك يختلف تمامًا عمّا يُصوَّر، معتبراً أن ما يُدمَّر اليوم هو صلة الأخوّة بين الطرفين.

وأضاف: "الأشقاء يتقاتلون، ولا يمكن لأحدهم الاستمرار دون الآخر. لذلك، علينا إزالة الفخاخ والركام الذي دمّر هذه العلاقة، واحدًا تلو الآخر، والعمل على إصلاح الطرق المتضررة والجسور المنهارة".