في خطوة فجرت موجة من الغضب العارم على مواقع التواصل الاجتماعي، أجرى الإعلامي
المصري عماد الدين أديب حوارا مع رئيس وزراء
الاحتلال الإسرائيلي السابق وزعيم
المعارضة يائير
لابيد، في سابقة اعتبرها مصريون وعرب "طعنة في قلب القيم
الوطنية" و"انحدارًا أخلاقيا وإعلاميا لا يليق بتاريخ مصر وموقف شعبها
من قضية فلسطين".
وأثار اللقاء الذي تم الترويج له بشكل مكثف، سخطًا
واسعًا داخل الأوساط الصحفية والشعبية، وسط مطالبات باتخاذ إجراءات تأديبية صارمة
بحق أديب، وصلت إلى حد الدعوة لطرده من نقابة الصحفيين المصرية، إذ كشف نشطاء أن
عماد أديب تم شطبه بالفعل من جداول النقابة منذ عام 2020 بقرار من هيئة التأديب
برئاسة سكرتير عام نقابة الصحفيين المصريين جمال عبد الرحيم، على خلفية قضية فصل تعسفي بحق عدد من العاملين.
وكشف عبد الرحيم أن أديب تم
شطبه من جداول النقابة منذ عام 2020 بسبب فصل عدد كبير من الزملاء بصحيفة "العالم
اليوم" تعسفيا وإغلاق ملفاتهم التأمينية ولم تتم إعادته مرة أخرى.
وطالب عدد من الصحفيين النشطاء بالنظر في
عضوية وشطبه حال عودته مرة أخرى لجداول النقابة بتهمة مخالفة قرار الجمعية
العمومية بحظر كافة أشكال
التطبيع
ولم يكن الحوار مع لابيد مجرد "مخالفة
مهنية"، بل وصفه الصحفيون بأنه تطبيع فاضح يتجاوز المواقف الرسمية ليخترق
الإجماع الشعبي والثقافي العربي الرافض لأي محاولة للتقارب الإعلامي أو الثقافي مع
كيان قام على القتل والتهجير والاحتلال.
وقال أحد النشطاء على "فيسبوك": "من الأرض المحتلة، يستضيف عماد الدين أديب أحد قيادات الحرب على غزة،
متجاهلاً دماء آلاف الشهداء، ومتجاوزًا قرار الجمعية العمومية للنقابة بحظر أي شكل
من أشكال التطبيع."
ومنذ العام 1981، يفرض اتحاد النقابات
المهنية المصرية حظراً صارماً على أي من أعضائه بشأن التعامل مع الكيان الصهيوني،
وهو قرار لم يُلغَ حتى اليوم، ويعكس موقف الشارع المصري ونخبه من التطبيع الذي
يعتبرونه خيانة واضحة لدماء الشهداء العرب والفلسطينيين.
وبينما يتذرع البعض بأن التطبيع "أمر
واقع رسمي"، يذكر مثقفون وإعلاميون بأن السلام الموقع في كامب ديفيد كان
سلاما مشروطا باسترداد الأرض، لا بتبييض وجه الاحتلال على الشاشات، ولذلك ظل
الموقف الشعبي واضحًا: لا للتطبيع، لا للمصافحة، لا للتجميل الإعلامي للاحتلال.
واعتبر الصحفيون أن ما قام به أديب لا يندرج
تحت بند "الصحافة الاستقصائية" بل يدخل ضمن الترويج لرواية الاحتلال، في
وقت تشن فيه إسرائيل أشرس حروبها على غزة والضفة، وتواصل الاستيطان والقتل
والتهجير بحق المدنيين العزل.