حذّر زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير
لابيد، من تداعيات ما وصفه بـ"التقارب
الإيراني المصري"، عقب زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس
عراقجي، إلى القاهرة ولقائه رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي.
واعتبر لابيد في منشور على صفحته على منصة "إكس" (تويتر سابقا) أن الحديث عن تعاون بين القاهرة وطهران "ينذر بالخطر"، مشيراً إلى أن حكومة بنيامين
نتنياهو، وبتمويل قطري، تشن منذ شهور "حملة معادية لمصر تهدد اتفاقيات السلام بين البلدين".
وأضاف لابيد أن هذا "السلوك غير المسؤول له ثمن باهظ"، معتبرا على أن "اتفاقيات السلام مع مصر تُعد من الأصول الاستراتيجية لإسرائيل، وأن الحكومة القادمة ستكون مضطرة للتحرك بسرعة من أجل ترميم العلاقات مع القاهرة ووقف التمدد الإيراني في المنطقة".
زيارة عراقجي إلى القاهرة
وأجرى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أمس الاثنين، زيارة رسمية إلى القاهرة، التقى خلالها برئيس النظام المصري وعددا من كبار المسؤولين، بينهم وزير الخارجية بدر عبد العاطي، ورئيس جهاز المخابرات العامة حسن رشاد.
وتناولت المباحثات العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى التطورات المتسارعة في المنطقة، وعلى رأسها الأزمة في قطاع غزة والتصعيد في البحر الأحمر.
ووفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، فقد وصل عراقجي إلى العاصمة المصرية مساء الأحد الماضي، في زيارة تمتد ليومين، تشمل أيضاً العاصمة اللبنانية بيروت.
السيسي يحذّر من خطر حرب إقليمية
وخلال لقائه وزير الخارجية الإيراني، شدد السيسي على ضرورة وقف التصعيد في المنطقة، محذّراً من الانزلاق نحو "حرب إقليمية شاملة" ستكون لها تداعيات خطيرة على أمن واستقرار شعوب المنطقة.
وأكد السيسي دعم بلاده الكامل للمساعي الدبلوماسية القائمة بين طهران وواشنطن، مشيراً إلى أهمية استمرار المفاوضات بين الجانبين بهدف خفض التوتر وإيجاد حلول للأزمات الإقليمية.
وتجدر الإشارة إلى أن سلطنة عمان تلعب دور الوسيط في هذه المحادثات، حيث استضافت خمس جولات تفاوضية حتى الآن، ثلاث منها عُقدت في العاصمة مسقط، وسط ترقّب لعقد جولة سادسة خلال الأسابيع المقبلة.
غزة وباب المندب على طاولة المحادثات
وفي سياق متصل، أكد السيسي خلال الاجتماع مع عراقجي على ضرورة "الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم"، كما شدد على "أهمية عودة الملاحة البحرية إلى طبيعتها في منطقتي مضيق باب المندب والبحر الأحمر"، في ظل التصعيد الأمني الذي يشهده الممر البحري الحيوي.
من جانبه، عبر الوزير الإيراني عن تقدير بلاده للدور المصري في استعادة الاستقرار الإقليمي، مؤكداً حرص طهران على استمرار التنسيق والتشاور مع القاهرة خلال المرحلة المقبلة.