في خطوة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط التركية، قدم زعيم
المافيا التركي المعروف،
سادات بكر، هبة مالية بقيمة 2.5 مليون ليرة تركية (نحو 80 ألف دولار أمريكي) لرجل تعرّض لاعتداء عنيف أمام طفليه داخل أحد قطارات مرمراي في مدينة إسطنبول، ليتمكن من شراء سيارة.
وتعرض المواطن التركي د.إ، البالغ من العمر 46 عامًا، لاعتداء مبرح من قبل راكبين إثر مشادة مع امرأة حول أولوية الجلوس داخل القطار، في حادثة وثقتها كاميرات الركاب وأثارت غضبًا كبيرًا عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ووقع الاعتداء العنيف أمام أعين طفلي الضحية، ما خلف صدمة نفسية شديدة لديهما، فيما أُصيب الوالد بكسور في الأنف ونُقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وعقب انتشار الفيديو بشكل واسع، اتصل سادات بكر بالضحية ووجّه بتحويل مبلغ مالي كبير لشراء سيارة جديدة للعائلة المتضررة، في خطوة اعتبرها كثيرون محاولة لإظهار الجانب الإنساني لديه.
تفاعل واسع ومواقف متباينة
أثارت هذه المبادرة من زعيم المافيا ردود فعل متباينة داخل الشارع التركي؛ إذ رأى بعض المراقبين أنها تأتي في إطار مساعٍ لتحسين صورته العامة واستعادة بعض من شعبيته السابقة.
وتحوّل الخبر إلى موضوع نقاش واسع عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما بعد أن قام بكر بنشر تفاصيل الهبة على حساباته الرسمية، ما زاد من الجدل بشأن النوايا الحقيقية وراء هذه الخطوة.
من جهتها، أعلنت السلطات الأمنية التركية أنها ألقت القبض على شخصين مشتبه بهما بتنفيذ الاعتداء، وهما إ.أ (22 عامًا) وإ.د (50 عامًا)، ووجهت إليهما تهمة "الإيذاء المتعمد".
وقد أُفرج عن أحد المتهمين عقب انتهاء التحقيقات الأولية، بينما يستمر الآخر في مواجهة الإجراءات القضائية، وفق ما أفادت به مصادر رسمية.
من هو زعيم المافيا؟
يُذكر أن سادات بكر كان قد غادر
تركيا في عام 2020 واستقر لاحقًا في دبي، حيث ذاع صيته خلال عام 2021 بعد بثه سلسلة من مقاطع الفيديو التي وجه خلالها اتهامات بالفساد والضلوع في أنشطة غير قانونية إلى عدد من المسؤولين الأتراك الحاليين والسابقين، ما أدى إلى توتر علاقاته مع الحكومة التركية.
وبعد موجة من الجدل، فرضت عليه السلطات الإماراتية لاحقًا عزلة رقمية شاملة، منعته من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، في إطار ما اعتبره مراقبون اتفاقًا ضمنيًا مع أنقرة لتقييد نشاطه الإعلامي.