قال الصحفي الأمريكي ستيفن كولينسون، في تقرير نشرته شبكة "
سي إن إن"، إن الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب أظهر خلال زيارته الأخيرة إلى دول
الخليج انبهارًا واضحًا بأنظمتها السياسية والاقتصادية، مشيرًا إلى أن ترامب "يتمنى أن تصبح الولايات المتحدة شبيهة بهذه الدول من حيث الحسم وسرعة الإنجاز".
وأوضح كولينسون أن استقبال ترامب في
السعودية وقطر والإمارات فاق بكثير ما اعتاد عليه من مسؤولي بلاده، واصفًا المشاهد التي رافقت زيارته بـ"الملكية" التي تُظهر عمق التقدير الذي يحظى به الرئيس الأمريكي من قادة الخليج، مقابل الانتقادات الداخلية التي تطارده في واشنطن.
وأشار كولينسون إلى أن ترامب وجد في هذه الأنظمة نموذجًا "مُلهمًا"، إذ لا تُعاني من القيود الدستورية والتنظيمية التي طالما اشتكى منها في بلاده، مضيفًا أن الرئيس الأمريكي "انبهر بالتطور العمراني والاقتصادي الكبير، الذي تم بفضل قرارات مركزية وصناديق ثروة سيادية ضخمة".
ولفت كولينسون إلى أن ترامب يطمح إلى نسج شراكات اقتصادية عميقة مع هذه الدول لتعويض آثار سياساته الحمائية والجمركية داخليًا، كاشفًا أن جولته الخليجية أسفرت عن إعلان استثمارات بقيمة 600 مليار دولار، رغم أن جزءًا كبيرًا منها يعود لوعود سابقة لم تُنفذ بعد.
وفي معرض حديثه عن
قطر، قال كولينسون إن "الدولة الصغيرة الحجم، الكبيرة الدور"، نجحت في ترسيخ مكانتها كوسيط لا غنى عنه في ملفات الشرق الأوسط وأزمات دولية معقدة، من بينها التفاوض مع طالبان، والتواصل مع إيران، والتوسط لإطلاق رهائن في غزة وفنزويلا وأوكرانيا. ونقل عن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قوله إن "صِغر حجم الدولة يمنحها سرعة الحركة ومرونة في التواصل مع جميع الأطراف".
وحذر كولينسون من أن هذا الدور المتنامي يثير قلق بعض السياسيين الأمريكيين، خصوصًا مع تقديم قطر عرضًا مثيرًا للجدل بتزويد ترامب بطائرة رئاسية جديدة من طراز 747، وهو ما اعتبره البعض محاولة للتأثير السياسي عليه، وقد يُثير شبهات دستورية وأمنية، وفق تحذيرات أعضاء في الكونغرس، من بينهم السيناتور الجمهوري راند بول.
وفي ختام تقريره، أكد كولينسون أن ترامب لا يُخفي إعجابه بالأنظمة الخليجية، بل يظهر في تصريحاته نوعًا من الحسد، مشيرًا إلى أنه يرى في الخليج نموذجًا أكثر كفاءةً وجاذبيةً من أوروبا أو حتى من النظام الأمريكي نفسه.