قارن المحلل السياسي الإسرائيلي ناحوم برنياع، بين خطاب الرئيس الأمريكي الأسبق باراك
أوباما في جامعة
القاهرة عام 2009، وحديث خلفه دونالد
ترامب في
الرياض قبل أيام، مشيرا إلى "اختلاف مذهل ووجه شبه لافت" بين الخطابين، اللذين حملا رسائل متباينة تماما للعالم العربي والإسلامي.
وقال برنياع في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن أوباما دعا في خطابه إلى "بداية جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي"، مرتكزا على مبادئ "العدل والتقدم، التسامح والاحترام لكل إنسان"، بينما شدد ترامب على الشراكة التجارية و"تمجيد الأنظمة الحاكمة"، واصفا الزعماء العرب بأنهم "صناع معجزة بطريقتهم، الطريقة العربية".
وأشار الكاتب إلى أن أوباما قدم آنذاك طرحا أيديولوجيا لحل مشكلات الشرق الأوسط، حيث قال في خطابه إن "أمريكا لا تفترض أنها تعرف ما هو الخير لكل واحد، لكني أؤمن بأن كل الناس موحدون بالمطالبة ببضعة أمور: حرية التعبير، تأثير على قرارات الحكومة، ثقة بسلطة القانون، مساواة أمام القضاء".
فيما اعتبر الكاتب أن ترامب قدم حلا "شخصيا وتجاريا"، حيث أشار إلى أن "ولي العهد السعودي رائع، يحبه"، وأنه وافق على رفع العقوبات عن سوريا ولقاء الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع كبادرة شخصية.
ولفت برنياع إلى أن خطاب أوباما، الذي تحدث فيه عن "عذابات النزوح الفلسطيني ورفض أمريكا لشرعية استمرار الاستيطان"، أثار غضبا في إسرائيل، لكنه بالمقابل ألهب مشاعر التغيير في العالم العربي.
في المقابل، أوضح برنياع أن خطاب ترامب الذي ألقاه من قاعة فاخرة بالرياض الثلاثاء الماضي أمام رجال أعمال "يرتبطون بحبال المال" تميز بـ"احتقار تام لولاية سلفه" وبإعلاء للنهج الاقتصادي على الاعتبارات الحقوقية.
ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن ترامب خاطب الجمهور قائلا إن "السلام، الازدهار والتقدم جاءت ليس جراء رفض تراثكم بل جراء تبني التراث الذي تحبونه".
وأشار برنياع في ختام مقاله إلى أن الشرق الأوسط الجديد "الذي يجري على أساس تجاري"، كما فهمه ترامب، "يقلل من أهمية الكراهيات القديمة والحسابات التاريخية"، مؤكدا أن هذا هو المنطق الذي دفع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد لإطلاق ما أصبح يُعرف بـ"اتفاقيات إبراهيم" في سبيل الازدهار بدلا من الثأر، والثمار بدلا من الدم"، على حد وصفه.