سياسة عربية

أساتذة قانون وحقوق إنسان: صمتنا عن فلسطين يُفقدنا مصداقيتنا كمدافعين عن العدالة

أوضح المقال أن البيئة الأكاديمية الأمريكية أصبحت تُجرّم أي انتقاد لـ"إسرائيل"- جيتي
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالاً سلط الضوء على التحديات التي يواجهها الأكاديميون في الولايات المتحدة عند انتقاد سياسات "إسرائيل"، وعلى التبعات الأخلاقية والقانونية للصمت تجاه ما وصفوه بجرائم الإبادة الجماعية والفصل العنصري التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين.

وجاء في المقال المشترك لكل من ساندرا بابكوك، وسوزان أكرم، وتوماس بيكر، وجيمس كافالارو، وهم أساتذة جامعيون بارزون في القانون وحقوق الإنسان، أنهم دَرّسوا آلاف الدروس في القانون الدولي وحقوق الإنسان، وشاركوا في قضايا دولية تتعلق بالعدالة الاجتماعية في بلدان متعددة، لكنّهم يؤكدون أن ما يرونه اليوم في فلسطين هو "انتهاك صارخ" يتطلب موقفاً علنياً. 

وأوضح المقال أن البيئة الأكاديمية الأمريكية أصبحت تُجرّم أي انتقاد لـ"إسرائيل"، إذ تم الخلط عمداً بين معاداة السامية والانتقاد السياسي، ما أدّى إلى تجميد حرية التعبير داخل الجامعات وملاحقة الأصوات المعارضة.

وأشار إلى أن "إسرائيل قتلت حتى الآن أكثر من 52 ألف فلسطيني في غزة، بينهم نحو 15 ألف طفل، مؤكدين أن تقاريرهم الأخيرة خلصت إلى أن هذه الأفعال تُحقّق التعريف القانوني لجريمة الإبادة الجماعية"، موضحا أن "سياسات إسرائيل في الأراضي المحتلة تنطبق عليها صفة الفصل العنصري بموجب القانون الدولي، استناداً إلى الممارسات التي تشمل القتل الجماعي، والاعتقال التعسفي، والتعذيب، وازدواجية النظام القانوني لصالح الإسرائيليين على حساب الفلسطينيين".

وذكر الكُتّاب أن هذه الخلاصات ليست جديدة، بل توافقت مع نتائج مشابهة صدرت عن محكمة العدل الدولية، منظمة العفو الدولية، هيومن رايتس ووتش، والمنظمة الحقوقية الإسرائيلية بتسيلم، مما يعكس إجماعاً عالمياً متنامياً على اعتبار "إسرائيل" مسؤولة عن جريمة ضد الإنسانية.

وحذر المقال من تجاهل العلاقة الوثيقة بين الإبادة الجماعية والفصل العنصري، معتبرًا أن "العنصرية ذاتها" هي التي تغذي كلا الجريمتين، خاصة حين يُطلق قادة إسرائيليون أوصافاً تنزع عن الفلسطينيين إنسانيتهم، كما فعل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير يوآف غالانت.

وختم الكُتّاب بالقول إنهم يدركون المخاطر المهنية التي قد تترتب على نشر هذا المقال، لكنهم يرفضون الصمت، معتبرين أن تجاهل ما يحدث في فلسطين يُفقدهم حقّهم في الادعاء بأنهم مدافعون حقيقيون عن حقوق الإنسان.