أفادت وسائل إعلام سعودية بإصدار محكمة في ولاية كولورادو الأمريكية حكما بالإفراج عن المواطن السعودي حميدان
التركي، بعد قضائه نحو 19 عاماً في السجون الأمريكية، إثر إدانته سابقاً بتهم تتعلق بالاعتداء والاحتجاز القسري لعاملته المنزلية الإندونيسية.
ووفق مصادر سعودية فإن جلسة النطق بالحكم، التي عقدت فجر الجمعة بتوقيت
السعودية، أسفرت عن إسقاط التهم الموجهة إلى التركي، وإغلاق ملف القضية بشكل نهائي، وذلك بحضور ممثل قانوني عن السفارة السعودية في واشنطن، وعدد من أفراد أسرته، بينهم بعض بناته.
وأوضحت المصادر أن المحكمة قررت نقل التركي فورا إلى مركز احتجاز تابع لدائرة الهجرة، تمهيداً لاستكمال إجراءات ترحيله إلى السعودية، مشيرة إلى أن عائلته فضّلت عدم الإعلان عن الحكم حتى وصوله إلى الرياض، بناءً على نصيحة الفريق القانوني، إلا أن وسائل إعلام أمريكية سارعت إلى نشر الخبر.
ويُذكر أن قضية حميدان التركي تعود إلى عام 2006، حين أصدرت محكمة في كولورادو حكماً بسجنه 28 عاماً، بعد إدانته بتهم تتعلق بسوء معاملة خادمته، وهي قضية أثارت جدلاً واسعاً على مدار السنوات الماضية، خاصة في ظل مزاعم تحدثت عن تحيز قضائي ضد المسلمين في أعقاب أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001، وهي مزاعم تمسك بها التركي منذ بداية محاكمته، مؤكدًا براءته وأنه كان ضحية مناخ سياسي وإعلامي معادٍ للمسلمين.
وكان التركي قد ابتُعث من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إلى الولايات المتحدة لتحضير درجة الدكتوراه في الصوتيات، بعدما حصل على درجة الماجستير بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة دنفر.
لكن مسيرته الأكاديمية توقفت بشكل مفاجئ عقب اعتقاله الأول عام 2004، الذي تم على خلفية مخالفة أنظمة الإقامة، قبل أن يُفرج عنه لاحقاً، ثم يُعتقل مجدداً عام 2006، ويُحكم عليه بالسجن لمدة 28 عاماً.
وخلال سنوات
سجنه، لم تتوقف جهود عائلته في تقديم التماسات لإعادة النظر في الحكم أو الإفراج المشروط عنه، إلا أن جميع المحاولات قوبلت بالرفض القضائي.
ومع صدور قرار المحكمة الأخير، عاد اسم حميدان التركي إلى صدارة المشهد في الأوساط السعودية، لا سيما بعد أن باتت عودته إلى البلاد مسألة وقت، إذ من المتوقع أن يُرحَّل خلال الأسابيع القليلة المقبلة بعد استكمال الإجراءات القانونية من قبل سلطات الهجرة الأمريكية.