سياسة عربية

محامية الطبيب حسام أبو صفية تكشف تعرضه للتعذيب في سجن عوفر

ينكل الاحتلال بالمعتقلين من قطاع غزة وبعضهم استشهد في الأسر - (أرشيفية)
قالت محامية الطبيب حسام أبو صفية، مدير مستشفى الشهيد كمال عدوان بغزة؛ إنه يتعرض للتعذيب في سجنه، وللعزل الانفرادي، والتحقيق لفترات طويلة.

وقالت المحامية غيد قاسم؛ إن موكلها خضع لخمس جولات تحقيق قاسية، تعرض خلالها للتعذيب الجسدي والنفسي والتنكيل، مما أدى إلى إصابته بضرر خطير في عينه نتيجة الضرب.

وأوضحت أن أبو صفية قضى 25 يوما في العزل الانفرادي داخل سجن عوفر، حيث خضع لتحقيقات طويلة، كان أطولها 13 يوما متواصلة.



وأضافت أن الحالة النفسية للأسير تأثرت بشدة بعد علمه بعودة الحرب، مشيرة إلى أنه استفسر خلال زيارته الأخيرة عن مصير نجله ومكان دفنه.

وأكدت أن ظروف احتجازه كانت قاسية ومهينة، حيث تعرض للإنهاك الجسدي والمعنوي خلال فترة العزل والتحقيق.

في وقت سابق، حمّل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان "إسرائيل" المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة مدير مستشفى "كمال عدوان" الطبيب "حسام أبو صفية"، في ظل المعلومات المقلقة التي تكشّفت مؤخرا حول تعرضه للتعذيب، وسوء المعاملة والاختفاء القسري منذ اعتقاله.

وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان صحفي، أرسل نسخة منه لـ "عربي21"؛ إنّه تلقّى معلومات عن تدهور الحالة الصحية للطبيب "أبو صفية"؛ جراء تعرّضه للتعذيب عند اعتقاله تعسفا وخلال احتجازه في معسكر "سدي تيمان" جنوبي إسرائيل، محذرا من خطر قتله على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، على غرار جرائم القتل العمد والقتل تحت التعذيب، التي تعرّض لها أطباء وطواقم طبية أخرى اعتُقلوا من قطاع غزة، منذ السابع من تشرين أول/ أكتوبر 2023.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي، أنه تلقّى شهادات تؤكد اعتداء أفراد جيش الاحتلال الإسرائيلي بالضرب على الطبيب "أبو صفية"، فور خروجه من المستشفى يوم الجمعة 27 كانون أول/ ديسمبر 2024، ومن ثم استهدافه بقنابل الصوت بشكل مباشر، في أثناء محاولته إخلاء المستشفى بناء على أوامر الجيش.



ووفقا للشهادات التي تلقّاها فريق المرصد الأورومتوسطي، اقتاد جيش الاحتلال الإسرائيلي الطبيب "أبو صفية" إلى مقر التحقيق الميداني في منطقة الفاخورة في مخيم جباليا، حيث أُجبر على خلع ملابسه وتعرّض للضرب المبرح، بما في ذلك جلده باستخدام سلك غليظ يُستخدم لتمديد الكهرباء في الشوارع. كما تعمّد الجنود إهانته أمام المعتقلين الآخرين، بمن فيهم زملاؤه من طاقم المستشفى. وبعدها، تم اقتياده إلى جهة مجهولة قبل نقله إلى معسكر 'سدي تيمان' التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

وبحسب المعلومات التي تلقّاها المرصد الأورومتوسطي من معتقلين، أُفرج عنهم حديثا من معسكر 'سدي تيمان'، تعرّض الطبيب "أبو صفية" لممارسات تعذيب شديدة تسبّبت في تدهور حالته الصحية، رغم إصابته قبل اعتقاله، نتيجة القصف الإسرائيلي على المستشفى الذي استمرّ بالعمل فيه حتى اللحظة الأخيرة، قبل اقتحامه وإحراقه من القوات الإسرائيلية.

ونبّه المرصد الأورومتوسطي إلى سلوك جيش الاحتلال الإسرائيلي، واستمراره في تضليل الرأي العام بشأن اعتقال وتعذيب الطبيب "أبو صفية"، إذ نشرت وسائل إعلام مقرّبة من الجيش الإسرائيلي فيديو دعائيا مضللا، يصوّر فيه معاملته على نحو إنساني عقب اعتقاله، في حين كان قد تعرّض للتعذيب والإهانة فور انتهاء التصوير.

وحذّر المرصد الأورومتوسطي من التداعيات الخطيرة لإنكار إسرائيل اعتقال الطبيب "أبو صفية"، معتبرا ذلك مؤشرا مقلقا على مصيره وظروف اعتقاله، ما يفاقم المخاوف من تعرضه لتعذيب وحشي أو حتى القتل العمد.