يخيم
شعور القلق على الإسرائيليين بشأن استئناف حرب الإبادة ضد قطاع
غزة، وسط خشية على
مصير الأسرى الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.
وقال
الكاتب الإسرائيلي نير كيبنيس في مقال نشره موقع "
ويللا" العبري وترجمته
"
عربي21"، إنّ "عودة القصف لأجواء غزة مدعاة ليسأل الإسرائيليون أنفسهم
عما تريد تل أبيب تحقيقه، بجانب المزيد من صور الأنقاض والجثث"، مستدركا:
"السؤال الحقيقي: هل سيؤدي القصف الجوي لتحقيق تقدم في المفاوضات
المتعثرة؟".
وتابع
كيبنيس: "هل ستعود حماس للمفاوضات؟ صحيح أن الجواب السلبي هو المنطقي بهذه
الحالة، لكن في الوقت ذاته فقد وجدت إسرائيل نفسها في وضع لا يطاق، حيث تتمتع حماس
بهدوء يسمح لها باستعادة قدراتها العسكرية، دون أن تشتري هذا الهدوء بالمختطفين،
كما فعلت قبل ثلاثة أسابيع".
وذكر أن
"تل أبيب أرادت من التفجيرات الجديدة في سماء غزة، أن يظهر لحماس أن لديها ما
تخسره، رغم أن الإسرائيليين لديهم الكثير من السوابق التي أكدت مرارا وتكرارا
فشلهم بالتنبؤ بردود أفعال حماس، حتى من يعتقد أن الأمر يستحق المحاولة، عليه أن
يأخذ في الاعتبار ما قد يحدث للمختطفين".
وأردف
قائلا: "صحيح أن حماس لن تقضي على من تعتبرهم أوراق مساومة، طالما أن الجيش
لم يقترب من مواقعهم، لكن بديل ذلك أن يتعرضوا لمزيد من تدهور ظروفهم في الأنفاق".
واستبعد
الكاتب أن "يكون أحد في الحكومة قد فكر فيما قد يواجهه المختطفون في غزة بعد
القصف الجديد، أكثر من ذلك، فيبدو أنه ليس لديها ما تخسره، فالقصف الجوي لا يُشرك
القوات البرية في القتال، ما يُقلّل بشكل كبير من الخطر على حياة الجنود، لا سيما
وأن المجتمع الإسرائيلي غير قادر على تحمّل خسائر إضافية، خاصة بعد أن أدرك أن حدود
الضغط العسكري، ليست جدية".
وأشار
إلى أن "استئناف الحرب على غزة تسبب بإثارة ضجة إعلامية أكبر حول العالم،
الذي بات على قناعة أنه ليس لإنقاذ المختطفين، ما يفقد إسرائيل مزيدا من الدعم
الذي حظيت به مع اندلاع الحرب على غزة، ما يثير تساؤلات كبيرة ومُحبطة حول تجدد
القتال، ومدى مشروعيته، لا سيما وأنه يمكن استئنافه من جديد، ولكن بعد استعادة
المختطفين من حماس، التي أثبتت أنها ليست سهلة الخداع، لأنها ستُطالب بضمانات،
وتحصل عليها".
وأصاف أن
"هدف استئناف الحرب ليس فقط محل شك في أوساط الإسرائيليين، بل توقيته أيضًا،
لأنه تزامن مع قرار إقالة رئيس جهاز الأمن العام- الشاباك، رونين بار، الذي لا يتوانى
عن اتهام رئيس الحكومة بأنه ليس مؤهلا لقيادة حملة عسكرية، كما أن تجدد الحرب تزامن
مع ما كانت ستشهده تل أبيب من مرحلة جديدة من الاحتجاجات، مع خروج مئات آلاف
الإسرائيليين للتظاهر ضد
نتنياهو في جميع أنحاء إسرائيل، ما قد يكون دفعه لإصدار
أمر بتجديد القتال".
وأشار إلى
أنه "في المرة السابقة التي هاجمت فيها إسرائيل غزة بمبادرة منها، حظيت بدعم شعبي
واسع، لأننا كنا أمام دولة مصدومة عقب هجوم السابع من أكتوبر، وأرادت الانتقام،
وفي الوقت نفسه تحرير المختطفين، ولكن رغم العديد من الإنجازات المتمثلة باغتيال
قادة حماس، وتدمير معظم قوتها القتالية، وكامل ترسانتها الصاروخية تقريبًا، فلم
يتحقق أيٌّ من هذه الأهداف بالكامل، ولن يتحقق أيٌّ منها في الهجوم الحالي أيضًا،
بل إن استئناف العدوان الجديد على غزة سيكون وصفة مُجرّبة للقضاء التام على بقايا
المختطفين فيها".