سلّمت كتائب "
القسام" وفصائل مقاومة أخرى في قطاع
غزة، جثامين أربعة أسرى إسرائيليين وسط مراسم ضخمة، وحضور شعبي كبير في محافظة
خانيونس جنوب قطاع غزة.
وعلى غرار مراسم التسليم السابقة، حرصت "القسام" على إرسال رسائل عديدة من خلال الشعارات المرفوعة، وبعض المشاهد الأخرى.
وفي التسليم الأول من نوعه لجثامين أربعة أسرى تم قتلهم بقصف إسرائيلي سابق، رصدت "عربي21" أبرز 6 رسائل بعثتها "القسام" من خلال التسليم الذي جرى في مقبرة الشهداء بمنطقة
بني سهيلا في خانيونس.
"مصاص الدماء"
أظهرت المقاومة صورة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على شكل مصاص دماء، في المنصة الرئيسية للتسليم، وأرفقتها بعبارة "قتلهم مجرم الحرب نتنياهو بصواريخ الطائرات الحربية".
وجاء في رسالة واضحة تحذر من أي قرار بعودة الحرب على القطاع: "عودة الحرب = عودة
الأسرى في توابيت".
وجاءت هذه الرسائل في وقت يزداد فيه الضغط على نتنياهو من قبل أهالي الأسرى الذين يحملونه مسؤولية مقتل أبنائهم في قطاع غزة، وتأخر الإفراج عن البقية.
ظهور "طبش"
قالت مصادر في "القسام" إن مراسم تسليم جثامين الأسرى، تمت بحضور عدد من القادة، بينهم أسامة طبش، قائد كتيبة الشرقية، وهو الذي أعلن الاحتلال اغتياله في أيلول/ سبتمبر الماضي، وهو ليس القيادي الأول الذي يظهر بعد إعلان رسمي إسرائيلي باغتياله.
ولأسامة طبش "أبي علي" رمزية كبيرة، فهو من المشاركين في كشف القوة الإسرائيلية الخاصة التي تسللت إلى خانيونس في تشرين ثاني/ نوفمبر 2018، حيث قام طبش لاحقا بتسليم سلاح أحد الضباط الإسرائيليين إلى الشهيد يحيى السنوار في مهرجان لحركة حماس.
الأسرى المحررون
برز في مراسم التسليم، تواجد عدد من الأسرى المحررين في عمليات التبادل الحالية بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي.
وظهر من بين الأسرى المحررين القيادي القسامي محمد أبو وردة، وهو الذي اتهمه الاحتلال الإسرائيلي بأنه مسؤول عن عمليات أدت لمقتل 45 إسرائيليا، ما دفع الإعلام الإسرائيلي لإبداء غضب شديد باعتبار أن أبو وردة كان من المفترض إبعادهم إلى خارج قطاع غزة أيضا.
مشاركة الفصائل
شهدت مراسم التسليم الخميس، أكبر تمثيل فصائلي منذ بدء عمليات التسليم قبل نحو شهر، حيث حضر مقاومون من "القسام" و"سرايا القدس" و"كتائب المجاهدين" و"كتائب أبي علي مصطفى" (الجبهة الشعبية).
وشهدت مراسم التسليم السابقة مشاركة فصائل بينها الجهاد الإسلامي (سرايا القدس)، وألوية الناصر صلاح الدين.
شعارات "القسام"
رفع مقاتلو كتائب "القسام" عدة شعارات على شكل "هاشتاغ"، وكان لافتا أن بعضها قام برفع مقاومين فقدوا أطرافهم في المعركة.
ومن أبرز الشعارات المرفوعة "اليوم التالي طوفان". فيما دلّت شعارات أخرى على أن المجموعات المشاركة في عملية التسليم شاركت بقوة في عملية "طوفان الأقصى"، من خلال شعارات "مجموعة موقع 8200".
إضافة إلى أسماء كمائن نفذتها كتائب "القسام" في خانيونس خلال العدوان البري، وأبرزها "كمين الأبرار" و"كمين الفراحين"، إضافة إلى "كمين الزنة" الشهير، والذي قاده الشهيد سالم الدرديسي، حيث حضر والداه مراسم التسليم أيضا.
وكُتب على لافتة "كمين الفراحين ليس نزهة.. بل محرقة"، في إشارة إلى كمينين نصبتهما كتائب القسام لقوات إسرائيلية في منطقة الفراحين شرق مدينة خانيونس، إذ يعود الكمين الأول إلى 12 شباط/ فبراير 2024، وقتل خلاله قائد الكتيبة 630 احتياط ونائب قائد سرية وجندي، إضافة إلى العديد من الجرحى.
أما الكمين الثاني فيعود إلى 5 آب/ أغسطس من العام نفسه، وأدى إلى قتل وإصابة جميع أفراد القوة الإسرائيلية المتوغلة.
رمزية المقبرة
اختارت كتائب "القسام" موقع مقبرة الشهداء في بني سهيلا موقعا لتسليم الجثامين، في إشارة إلى الفشل الاستخباراتي والعسكري الإسرائيلي الكبير بتحديد موقع الأسرى قبل وبعد قتلهم بالصواريخ.
وكان الاحتلال توغل في بني سهيلا وبقي فيها عدة شهور، وقال إنه مشّطها بالكامل بما فيها المقابر، ولم يعثر على أسراه.