صعدت إدارة الرئيس دونالد
ترامب ضد عصابات المخدرات، حيث
استخدمت وكالة
الاستخبارات المركزية (CIA) طائرات
مسيّرة من طراز MQ-9 Reaper للتجسس
على الكارتلات داخل
المكسيك.
وكشفت مصادر أمريكية مطلعة لشبكة CNN، أن
هذه العمليات تأتي في إطار سياسة ترامب الأمنية الصارمة تجاه الحدود الجنوبية،
التي شملت تحركات لتصنيف عصابات المخدرات كـ"منظمات إرهابية".
وعلى الرغم من أن هذه الطائرات لم تُستخدم في ضربات قتالية،
فإنها قادرة على تنفيذ عمليات هجومية دقيقة، كما هو الحال في سوريا والعراق
والصومال.
تحول استراتيجي في مكافحة المخدرات
وتشير التحركات الأمريكية إلى تحول كبير في طريقة التعامل مع
عصابات المخدرات، إذ يرى بعض المسؤولين أن تصنيفها كـ"تنظيمات إرهابية"
قد يفتح الباب أمام شن ضربات عسكرية مباشرة ضدها داخل الأراضي المكسيكية.
ووفقا لمصادر استخباراتية، فإن وكالة CIA سبق
أن استخدمت طائرات استطلاع بالتنسيق مع السلطات المكسيكية، لكن الطلعات الجديدة
تمت بشكل منفصل، وهو ما أُبلغ به الكونغرس ضمن إشعار خاص للعمليات السرية.
ورغم عدم تعليق الوكالة رسميا على هذه العمليات، فقد أكد
متحدث باسمها أن "مكافحة عصابات المخدرات جزء من الأولويات الأمنية
الأمريكية"، مشيرا إلى أن مدير الاستخبارات جون راتكليف يعمل على توظيف
موارد الوكالة لمواجهة هذا التحدي.
توتر متزايد مع المكسيك
وجاء التصعيد الأمريكي في وقت تشهد فيه العلاقات مع المكسيك
توترا متزايدا، حيث طالبت الحكومة المكسيكية واشنطن بتقديم إيضاحات حول نشاط
طائرات التجسس العسكرية بالقرب من الحدود.
وأكدت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم، أن هذه الطائرات تحلق
في المجال الجوي الدولي، لكن تقارير كشفت أن بعضها اخترق الأجواء المكسيكية.
وأشار وزير الدفاع المكسيكي ريكاردو تريفيلا، إلى أن حكومته لم
تكن على علم مسبق بهذه الطلعات، مؤكدًا أن "المجال الجوي الوطني لم يُنتهك
رسميًا"، لكنه لم يستبعد احتمالية حدوث عمليات تجسس أمريكية.
ترامب وتوسيع صلاحيات مكافحة الإرهاب
ويعود التوجه الجديد نحو معاملة عصابات المخدرات كمنظمات
إرهابية إلى سياسات ترامب، الذي سبق أن دعا إلى استخدام الجيش الأمريكي ضد
الكارتلات، مشيرًا إلى أنها "باتت قوية بما يكفي لتحتاج إلى جيش لمواجهتها".
وفي 20 كانون الثاني / يناير الماضي، وقع ترامب أمرًا
تنفيذيًا يطالب بتصنيف العصابات ضمن "المنظمات الإرهابية الأجنبية"، وهو
ما دفع وزارة الخارجية الأمريكية إلى إعداد قائمة بأسماء هذه العصابات لعرضها على
الكونغرس.
ورغم أن "المنظمات الإرهابية الأجنبية" المعترف بها
حاليًا تضم غالبًا جماعات إسلامية متشددة، فإن بعض المسؤولين يرون أن عصابات
المخدرات تمتلك عناصر مشتركة مع هذه التنظيمات، رغم كونها تفتقر إلى الأيديولوجية
وتسعى لتحقيق الربح أكثر من الاستيلاء على الأراضي أو السيطرة السياسية.
تداعيات محتملة
ويرى مراقبون أن التصعيد الأمريكي قد يؤدي إلى تعقيد العلاقات
مع المكسيك، خصوصا إذا استمرت واشنطن في تنفيذ عمليات استخباراتية أحادية الجانب
داخل الأراضي المكسيكية.
كما أن تصنيف عصابات المخدرات كـ"تنظيمات
إرهابية" قد يثير نقاشات قانونية ودبلوماسية حول تبعات هذا القرار على
التعاون الأمني بين البلدين.