سياسة دولية

دونالد ترامب | الوجه الآخر لكورونا وعدو "العولمة" الجديد.. نخبرك القصة

هل يضر ترامب باقتصاد العالم على غرار جائحة كورونا؟- AI By Grok
في حين يشن الخصوم حروبا تجارية على بعضهم البعض، يشن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحروب التجارية حتى على شركائه والدول الصديقة والمجاورة لبلاده، الأمر الذي يجعل منه "وباء جديدا" بعد كوفيد-19 وثقبا في سفينة "العولمة".

كيف أثرت جائحة كوفيد-19 في العولمة؟

ضربت تأثيرات جائحة كوفيد-19 العولمة من عدة جوانب، ما أثار تساؤلات حول استدامة النموذج العالمي الحالي للعولمة.

فمن ضرب سلاسل الإمداد العالمية وتعطيل إنتاج ونقل البضائع عبر الدول، وتقييد حركة السفر والتنقل بين الدول للسياحة والعمل، مرورا بـ"الحمائية الاقتصادية" التي انتهجتها الدول بفرض القيود على الصادرات لا سيما الطبية لحماية مخزونها المحلي، وليس أخيرا تعزيز المصالح الوطنية على حساب التعاون العالمي.

وكشفت الجائحة نقاط ضعف العولمة فيما يقوم ترامب الآن بضربها في مناطق ضعفها.

ما علاقة ترامب بـ"العولمة"؟

تطرح موجة الحمائية التي باشرها ترامب، عبر تقييد التجارة الدولية لحماية الاقتصاد الوطني، واستراتيجيته الهادفة إلى تفضيل المفاوضات الثنائية بدلا من الاتفاقات الدولية متعددة الأطراف، مرة جديدة ‏أسئلة حول حدود العولمة.

يضاف إلى ذلك أن الآلية التي يفترض أن تسمح بتسوية الخلافات بطريقة سلمية في منظمة التجارة العالمية مشلولة منذ ‏سنوات.



لكن باسكال لامي، رئيس منظمة التجارة العالمية يرى أن "التجارة العالمية إذا ما قسناها بالحجم، فإنها تستمر بالنمو. العولمة تشهد تحولا وسرعتها تتباطأ، لكنها لا تتراجع".‏

سهام في كل الاتجاهات

وفرضت  الولايات المتحدة زيادة بنسبة 10% في الرسوم الجمركية على مجمل المنتجات المستوردة من الصين.

وردت بكين برسوم جمركية بنسبة 15% على الفحم والغاز الطبيعي المسال الأمريكيين و10% على النفط الأمريكي وكذلك الآليات الزراعية والمركبات وغيرها.

وما إن فرضت التدابير الأمريكية على المكسيك وكندا، حتى علق مفعولها على الفور. وسيعاد درسها بعد شهر من الآن إثر تعهدات على صعيد مكافحة الاتجار بالمخدرات والهجرة غير النظامية.

وكانت كندا مستعدة للرد بعدما استهدفها ترامب في ولايته الأولى أيضا. وتخلت مقاطعة أونتاريو، قلب البلاد الاقتصادي، عن منع الشركات الأمريكية من المشاركة في العقود العامة وعن إلغاء عقد مع "ستارلينك"، شركة الملياردير إيلون ماسك حليف الرئيس ومساعده المقرب.

ويبدو أن ترامب يصوب على أوروبا أيضا إذ أكد أنه سيتخذ "قريبا جدا" قرارا بشأن الاتحاد الأوروبي.

 وتعد بروكسل منذ أشهر سيناريوهات مختلفة لضمان جاهزية الاتحاد الأوروبي للمواجهة في حال حصول نزاع.

ومن أكثر القطاعات عرضة للتدابير الأمريكية، صناعة السيارات والآليات والتعدين. فخلال ولايته الأولى بين العامين 2017 و2021 فرض ترامب رسوما جمركية على صادرات الفولاذ والألمنيوم الأوروبية ما استدعى تدابير رد من الاتحاد الأوروبي.

ماذا ننتظر؟

ربما ينتظر العالم الآن تحولا نحو الإقليمية بدلا من العولمة الشاملة، وقد تتجه الدول إلى تحالفات اقتصادية إقليمية وثنائية على غرار ما يفعله ترامب بدلا من الاعتماد على التكتلات العالمية، واتخاذ قرارات جديدة لحماية اقتصاداتها من الضرائب والرسوم الأمريكية.

كما أنه من المرجح أن تتجه الشركات لا سيما الأمريكية، لتنويع مصادر إمدادها بدلا من الاعتماد الكبير على الصين، أو إعادة التصنيع إلى الداخل أو ما يعرف بـ"reshoring" للتغلب على مشاكل سلاسل الإمداد أو الرسوم والضرائب، والحصول على امتيازات من حكومة الولايات المتحدة.