اقترح عدد من الخبراء إلزام شركات التكنولوجيا بموجب القانون بالإبلاغ عن استهلاك
الطاقة والمياه لمراكز البيانات الخاصة بها، حيث أن الطفرة في
الذكاء الاصطناعي تخاطر بالتسبب في أضرار لا يمكن إصلاحها للبيئة.
وذكر تقرير صادر عن المركز الوطني للسياسة الهندسية (NEPC) أن الذكاء الاصطناعي ينمو بمعدل لا مثيل له من قبل أنظمة الطاقة الأخرى، مما يؤدي إلى زيادة المخاطر البيئية، بحسب صحيفة "
الغارديان".
ودعا التقرير حكومة المملكة المتحدة إلى إلزام شركات التكنولوجيا بتقديم تقارير إلزامية عن استهلاكها للطاقة والمياه وانبعاثات الكربون من أجل تحديد الشروط التي يتم بموجبها تصميم مراكز البيانات لاستخدام موارد حيوية أقل.
قال البروفيسور توم رودين، نائب رئيس قسم الأبحاث وتبادل المعرفة في جامعة نوتنغهام، والذي كان عضوا في مجموعة عمل NEPC التي قدمت الدراسة: "في السنوات الأخيرة، كان التقدم في أنظمة وخدمات الذكاء الاصطناعي مدفوعا إلى حد كبير بسباق الحجم والنطاق، مما يتطلب كميات متزايدة من القوة الحاسوبية".
وأضاف رودين أنه "نتيجة لذلك، تنمو أنظمة وخدمات الذكاء الاصطناعي بمعدل لا مثيل له من قبل أنظمة أخرى عالية الاستهلاك للطاقة - وبشكل عام دون مراعاة كبيرة لكفاءة الموارد. هذا اتجاه خطير، ونحن نواجه خطرا حقيقيا يتمثل في أن تطويرنا ونشرنا واستخدامنا للذكاء الاصطناعي قد يلحق ضررا لا يمكن إصلاحه بالبيئة".
أبلغت شركتا غوغل ومايكروسوفت عن زيادات سنوية في استهلاك
المياه في مراكز البيانات منذ عام 2020، ويأتي العديد من عمليات سحب المياه هذه من مصادر مياه الشرب.
وفي تقريرها السنوي للاستدامة البيئية في عام 2023، قالت مايكروسوفت إنها استهلكت 6.4 مليون متر مكعب من المياه في عام 2022، في المقام الأول لمراكز البيانات السحابية الخاصة بها - بزيادة قدرها 34 بالمئة عن العام السابق.
قالت غوغل إن مراكز البيانات الخاصة بها استهلكت 19.5 مليون متر مكعب من المياه في عام 2022، بزيادة 20 بالمئة.
لا توجد بيانات موثوقة عن كمية الموارد التي تستخدمها مراكز البيانات. وذكر التقرير أنه من أجل وضع سياسة فعالة للحد من استهلاكها للطاقة، تحتاج الحكومة إلى جمع المعلومات على نطاق واسع.
وقال رودين إنه من الضروري مراقبة التكلفة البيئية للذكاء الاصطناعي، مضيفا أنه "بمجرد أن نتمكن من الوصول إلى بيانات جديرة بالثقة تتعلق بتأثيراتها البيئية، والشعور بالمكان الذي نحتاج فيه إلى هذه الخدمات والأنظمة، يمكننا أن نبدأ في استهداف الكفاءة بشكل فعال في التطوير والنشر والاستخدام، والتخطيط لمستقبل مستدام للذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة".
قدم التقرير توصيات لصناع السياسات بما في ذلك الحاجة إلى توسيع نطاق الإبلاغ البيئي الإلزامي، وتقديم معلومات حول التأثيرات البيئية لأنظمة الذكاء الاصطناعي، وتحديد متطلبات الاستدامة البيئية لمراكز البيانات، بالإضافة إلى إعادة النظر في ممارسات جمع البيانات ونقلها وتخزينها وإدارتها.
وقال سارفابالي (جوبال) رامشورن، أستاذ الذكاء الاصطناعي في جامعة ساوثهامبتون والرئيس التنفيذي لشركة Responsible AI UK والذي كان أيضا عضوا في مجموعة عمل NEPC: "قد زاد استخدام الذكاء الاصطناعي في العامين الماضيين، مما ساعد في أداء المهام اليومية وتعزيز الإنتاجية والابتكار. ومع ذلك، فإن الكثيرين لا يدركون التكاليف الكبيرة والتأثيرات البيئية".
وأكد أنه "يجب أن يكون مزودو الذكاء الاصطناعي شفافين بشأن هذه التأثيرات. إذا لم نتمكن من قياسها، فلن نتمكن من إدارتها، ولا أن نضمن الفوائد للجميع، وستساعد توصيات هذا التقرير في المناقشات الوطنية حول استدامة أنظمة الذكاء الاصطناعي والمقايضات الناتجة".