ذكرت صحيفة "
فاينانشال تايمز" أن حركة "حماس" باشرت إعادة سيطرتها على قطاع غزة بعد ساعات فقط من إعلان اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، وأضافت الصحيفة نقلا عن شهود عيان قولهم إن الحركة أقامت نقاط تفتيش، وخاضت اشتباكات مع خصوم محليين، واعتقلت فلسطينيين يُشتبه بتعاونهم مع دولة الاحتلال.
اظهار أخبار متعلقة
وبحسب شهادات جمعتها صحيفة فايننشال تايمز من سكان في غزة، إلى جانب صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي وتحديثات أمنية من الأمم المتحدة وجهات أخرى، تحركت حركة حماس بسرعة عبر أنحاء القطاع لإعادة فرض سيطرتها وتسوية حساباتها مع مع فصائل ومجموعات مسلحة تلقت دعما وتسليحا من إسرائيل خلال الحرب الأخيرة.
وأشارت إلى أن عودة حماس الميدانية المفاجئة بعد الضربات الإسرائيلية الواسعة أثارت دهشة سكان غزة، في وقت تستعد فيه الأطراف الدولية لمفاوضات جديدة بشأن خطة اتفاق وقف إطلاق النار ذات النقاط العشرين التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ولفتت إلى أن الاتفاق، ينص على تبادل الأسرى بين الجانبين يوم الاثنين ، على أن تتولى لاحقا قوة دولية مهمة حفظ الأمن داخل القطاع بعد نزع سلاح "حماس"، غير أن الحركة أظهرت خلال الساعات الأولى من الهدنة استعراضا واسعا لقوتها، مؤكدة أنها ستتولى بنفسها "تعزيز الأمن والاستقرار وحماية حقوق المواطنين".
ففي شمال غزة، خاضت الحركة اشتباكات مسلحة مع عشيرتين فلسطينيتين حصلتا على دعم وتسليح من الجيش الإسرائيلي، وفق ما نقل دبلوماسي غربي اطلع على تفاصيل المواجهة، وفي مدينة غزة، أقام مسلحون ملثمون نقاط تفتيش لتفتيش السيارات بحثا عن أسلحة، بينما شهدت خان يونس محادثات بين حماس وميليشيا محلية لتسليم أسلحتها تفاديا لسفك المزيد من الدماء، وفق ما ورد في قناة تلغرام تابعة لحماس.
وفي مناطق أخرى من القطاع، اندلعت اشتباكات متفرقة بين ميليشيات صغيرة نشأت خلال فوضى الحرب، بعضها كان قد تلقى السلاح من إسرائيل، وطالبت حماس جميع خصومها بتسليم أسلحتهم خلال 48 ساعة وتسليم قادتهم للحركة، غير أن فصيل "القوى الشعبية"، بقيادة ياسر أبو شباب، ويسيطر على أجزاء واسعة من رفح، ويرتبط بتدريب وتسليح إسرائيلي، رفض الامتثال.
وفي وقت سابق، قالت مصادر فلسطينية، إن الأجهزة الأمنية بغزة، سيطرت بالكامل على مليشيا مسلحة متعاونة مع الاحتلال في مدينة غزة، بعد تنفيذها عملية تمشيط شاملة شهدت اشتباكات كبيرة، ولفتت إلى أن عددا من المتهمين بإعدام نازحين والتعاون مع الاحتلال، قتلوا خلال الاشتباكات فيما جرى اعتقال 60 عنصرا من المليشيات، ونقلهم لمواقع آمنة لاستكمال التحقيق معهم.
إلى ذلك نقلت منصة الحارس التابعة للمقاومة في غزة، عن ضابط في أمن المقاومة تأكيده بدء خطة أمنية لضبط الجبهة الداخلية، وملاحقة كافة المطلوبين الجنائيين والأمنيين في كل المناطق، ودعا الضابط الأمني إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية بغزة، في الإبلاغ عن المطلوبين أو من يتستر عليهم، وذلك عبر التواصل مع نقاط الأمن في القطاع.
وكانت مصادر خاصة لـ"عربي21" كشفت تفاصيل اختطاف وإعدام الصحفي والناشط الفلسطيني صالح الجعفراوي، الذي استشهد مساء أمس برصاص عملاء للاحتلال الإسرائيلي في مدينة غزة، خلال تغطيته للدمار الكبير جنوب المدينة، وأوضحت أن الجعفراوي انقطع الاتصال به منذ ساعات الصباح، خلال قيامه بتغطية صحفية، في شارع 8 بمنطقة تل الهوا بمدينة غزة.
ولفتت إلى أن مجموعة من عملاء الاحتلال تنتمي إلى إحدى العائلات، قامت باختطاف الجعفراوي بعد التعرف عليه مع عدد من الصحفيين والسكان واقتيادهم إلى محيط المستشفى الميداني الأردني، القريب من المنطقة، وهناك تم إعدامهم رميا بالرصاص.
اظهار أخبار متعلقة
وأعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، عن "فتح باب التوبة والعفو العام" أمام أفراد العصابات الذين لم يشاركوا في ارتكاب جرائم قتل، وذلك لتسوية أوضاعهم القانونية والأمنية بشكل نهائي، وأكدت الوزارة أن القرار جاء عقب دخول وقف حرب الإبادة على قطاع غزة حيز التنفيذ، مشيرة إلى أنها بدأت اتخاذ الإجراءات اللازمة لضبط الأوضاع الأمنية والمجتمعية، بما يعزز حالة الأمن والاستقرار ويقوي النسيج الوطني والاجتماعي.
وأشار البيان إلى أن بعض العصابات استغلت حالة الفوضى خلال فترة الحرب وارتكبت أعمالا خارجة عن القانون، تضمنت الاعتداء على ممتلكات المواطنين والسطو على المساعدات الإنسانية، مع العلم بأن بعض المنتسبين لهذه العصابات لم تتلطخ أيديهم بالدماء ولم يشاركوا في القتل أو أي جرائم بحق أبناء شعبهم.