سياسة دولية

كارلسون يجري مقابلة مع الرئيس الإيراني بزشكيان.. ماذا سأله؟ (شاهد)

بعد أيام من المواجهة العسكرية.. كارلسون يسأل بزشكيان: هل ستوافق إيران على صفقة نووية جديدة؟  - تاكر كارلسون "إكس"
بعد أيام من المواجهة العسكرية.. كارلسون يسأل بزشكيان: هل ستوافق إيران على صفقة نووية جديدة؟ - تاكر كارلسون "إكس"
أعلن الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون، السبت، عن انتهائه من تسجيل مقابلة حصرية مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، هي الأولى من نوعها منذ اندلاع التصعيد العسكري الأخير بين طهران وتل أبيب، وما تبعه من قصف أمريكي لمواقع إيرانية.

وقال كارلسون في منشور عبر الإنترنت إن المقابلة أُجريت عن بُعد باستخدام الترجمة الفورية، مؤكداً أن فريقه يعمل على تحريرها تمهيداً لنشرها خلال يوم أو يومين. 

ولم يُحدد كارلسون المنصة التي ستُبث عليها المقابلة أو توقيت عرضها الدقيق.


وأوضح المذيع المحافظ، المعروف بقربه من التيار اليميني داخل الحزب الجمهوري الأمريكي، أنه ركّز في اللقاء على طرح "أسئلة بسيطة" ومباشرة على الرئيس الإيراني، مثل: "ما هدفك؟ هل تسعى إلى الحرب مع الولايات المتحدة؟ هل تسعى إلى الحرب مع إسرائيل؟".

لكنه أشار إلى أنه امتنع عن طرح بعض الأسئلة "التي كان يدرك أنه لن يحصل على إجابات صادقة بشأنها"، على حد تعبيره. 

ومن بين تلك الأسئلة، تساءل كارلسون: "هل تم تعطيل برنامجكم النووي بالكامل بسبب حملة القصف الأمريكية التي نُفذت قبل أسبوع ونصف؟"، لكنه اختار عدم توجيه هذا السؤال خلال المقابلة.

غياب نتنياهو عن المقابلات
في السياق ذاته، كشف كارلسون أنه قدم للمرة الثالثة خلال الأشهر الماضية طلباً لإجراء مقابلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي من المقرر أن يزور واشنطن يوم الإثنين القادم لعقد محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن الطلب لم يلقَ استجابة حتى الآن.

وتكتسب المقابلة المرتقبة مع بزشكيان أهمية خاصة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية ومرحلة ما بعد "حرب الـ12 يوماً" بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، والتي شهدت مشاركة أمريكية مباشرة في قصف منشآت نووية إيرانية، في تطور غير مسبوق منذ الاتفاق النووي عام 2015.

اظهار أخبار متعلقة


ترامب: الهجمات عطّلت النووي الإيراني
من جهته، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريحات للصحفيين أمس الجمعة، إنه يعتزم مناقشة الملف الإيراني مع نتنياهو خلال لقائهما في البيت الأبيض الأسبوع المقبل، مؤكداً أن الهجمات الأمريكية الأخيرة "أعادت البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء بشكل دائم"، على حد قوله.

وأضاف ترامب: "على الرغم من أننا قصفنا منشآتهم النووية بعد هجمات إسرائيلية، إلا أن إيران لم توافق بعد على عمليات التفتيش الدولية أو التخلي عن تخصيب اليورانيوم"، مضيفاً أن واشنطن لن تسمح لطهران بإعادة تشغيل برنامجها النووي تحت أي ظرف.

كما أشار الرئيس الأمريكي إلى أن الإيرانيين "يرغبون في لقائي"، دون تقديم تفاصيل إضافية حول طبيعة الاتصالات بين الجانبين أو ما إذا كان هناك مسار تفاوضي مفتوح حالياً.

بزشكيان: لن ننتج سلاحا نوويا
وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد صرّح في وقت سابق من الشهر الماضي بأن بلاده لا تسعى إلى تطوير أسلحة نووية، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن طهران "لن تتخلى عن حقها في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية"، وستواصل الأبحاث في هذا المجال.

ويأتي تصريح بزشكيان في وقت تواجه فيه إيران ضغطاً دولياً متزايداً بشأن برنامجها النووي، لا سيما بعد الهجمات الأخيرة التي استهدفت منشآت استراتيجية، في ظل اتهامات غربية بأن طهران تقترب من "العتبة النووية" دون شفافية كافية.

كارلسون.. صوت محافظ في وجه التصعيد
وتحمل المقابلة المنتظرة مع بزشكيان دلالات خاصة، ليس فقط لأنها الأولى مع رئيس إيراني منذ التصعيد الأخير، بل أيضاً لأنها تأتي من شخصية إعلامية بارزة في التيار المحافظ الأمريكي، عُرفت بمواقفها الرافضة للتدخلات الخارجية، بما في ذلك معارضة تاكر كارلسون الصريحة للهجوم الأمريكي الأخير على المنشآت النووية الإيرانية.

وقد عبّر كارلسون في أكثر من مناسبة عن رفضه لسياسات التصعيد العسكري مع طهران، محذراً من أن واشنطن "تنجرّ إلى صراع طويل الأمد في الشرق الأوسط"، كما انتقد بشكل مباشر البيت الأبيض لمشاركته في الحملة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي ضد أهداف إيرانية.

اظهار أخبار متعلقة


رسائل ما بين السطور
ويرى مراقبون المقابلة القادمة مع بزشكيان باعتبارها "منصة حوارية استثنائية"، قد تعكس تحولاً في الخطاب السياسي داخل بعض الدوائر الأمريكية المحافظة، خاصة في ظل تزايد الأصوات المناهضة للتورط العسكري الخارجي. 

كما يُنظر إليها كفرصة نادرة للرئيس الإيراني لتقديم رواية بلاده للرأي العام الأمريكي مباشرة، في لحظة مشحونة بالاتهامات والضربات المتبادلة.

ولا يُستبعد أن يثير توقيت نشر المقابلة المتزامن مع زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض تفاعلاً سياسياً وإعلامياً واسعاً، خاصة إذا ما تضمنت تصريحات حادة من بزشكيان بشأن العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي أو مستقبل البرنامج النووي الإيراني.

ورغم حديث ترامب عن "رغبة إيران في الاجتماع معه"، إلا أن القنوات الدبلوماسية لا تزال مغلقة نسبياً، ولا تظهر مؤشرات جدية على استئناف مفاوضات رسمية قريبة. 

كما أن التصعيد الميداني بين تل أبيب وطهران، والمشاركة الأمريكية فيه، أضعفت مناخ الثقة وأعادته إلى المربع الأول.

أما المقابلة المقبلة، فستشكل اختباراً للرئيس الإيراني الجديد في قدرته على مخاطبة الجمهور الغربي، لا سيما المحافظين الأمريكيين، وهي شريحة قد تكون مؤثرة في صياغة توجهات السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.
التعليقات (0)

خبر عاجل