في مشهد رمزي يعكس موقفا شعبيا ورسميا راسخا في دعم القضية
الفلسطينية،
تزيّن قصر الرئاسة الإندونيسي "إستانا نيجارا" في العاصمة جاكرتا، بعلم ضخم
لفلسطين، لإعلان تضامن الدولة الأكبر في العالم الإسلامي من حيث عدد السكان مع
حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته رافضا للحرب على غزة.
وحظيت الخطوة، التي وثقتها صور ومقاطع فيديو انتشرت على وسائل الإعلام
المحلية ومنصات التواصل الاجتماعي، بإشادة واسعة من المواطنين الإندونيسيين
والناشطين المؤيدين لفلسطين، واعتبرت تأكيدًا جديدا على الثوابت السياسية التي
تنتهجها جاكرتا في دعم القضية الفلسطينية ورفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وتأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة طويلة من مواقف الدعم التي تبنّتها
إندونيسيا، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، تجاه فلسطين، حيث أضافت بلدية
جاكرتا عشرة مواقع رئيسية بألوان
العلم الفلسطيني، بينها "موناس" –
النصب التذكاري الوطني – في أيار / مايو 2021، في تعبير جماعي نادر عن التضامن،
عقب تصعيد الاحتلال في غزة آنذاك
كما شهدت الأشهر الماضية تظاهرات ضخمة ضمت آلاف الإندونيسيين في جاكرتا،
باندونغ، وميدان، رُفعت فيها الأعلام الفلسطينية وطالب المشاركون فيها بوقف
العدوان الإسرائيلي وفتح المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية.
لا علاقات مع الاحتلال
وتلتزم إندونيسيا منذ إعلان استقلالها عام 1945 بعدم إقامة أي علاقات
دبلوماسية مع الاحتلال إسرائيل، وهو موقف لم يتغير رغم ضغوط التطبيع المتزايدة في
المنطقة. وفي مناسبات متكررة، شدّد الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو على أن بلاده
"ستبقى إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه الكاملة"، كما جاء في
خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2020
وفي كانون الأول / ديسمبر 2023، قامت مؤسسة "دومبيت دوفا"
الإنسانية الإندونيسية برفع العلم الفلسطيني عبر الطيران الشراعي في سماء منطقة
بونشاك الجبلية، في حملة دعائية هدفها "إبقاء فلسطين حاضرة في وعي المجتمع"
ولم تقتصر جهود الدعم على الرمزية أو الاحتجاج، بل أرسلت مؤسسات المجتمع
المدني الإندونيسي أكثر من شحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عبر مصر وتركيا،
تضمنت معدات طبية وأغذية وأدوية، بمشاركة الهلال الأحمر الإندونيسي.