روبيو ينفي خطط ترحيل الفلسطينيين إلى ليبيا

نفى وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، صحة التقارير المتداولة بشأن وجود خطط أمريكية لترحيل سكان قطاع غزة قسراً إلى ليبيا، مؤكداً أن تلك المزاعم "لا تمتّ للحقيقة بصلة"، وذلك خلال إفادته أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أمس الثلاثاء، خلال جلسة مناقشة مشروع موازنة وزارة الخارجية لعام 2026.

وأوضح روبيو أن ما يجري تداوله حول عمليات ترحيل قسري لسكان غزة لا يعكس موقف بلاده، مشدداً على أن واشنطن ناقشت مع بعض الدول ترتيبات "طوعية" فقط، تتيح لمن يرغب من الغزيين مغادرة القطاع بمحض إرادته. 

وقال: "لا يوجد ترحيل... نحن نتحدث فقط عن من يقول طواعية إنه يرغب في الذهاب إلى مكان آخر".
وردًا على استفسارات من أعضاء اللجنة، وصف الوزير الأمريكي حركة النزوح الفلسطينية بأنها "إجراءات مؤقتة لتخفيف المعاناة الإنسانية"، نافياً وجود أي خطة لإعادة توطين دائم. كما أشار إلى أن واشنطن لم تُجرِ، حتى اللحظة، أي محادثات بشأن نقل سكان غزة إلى ليبيا.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تتواصل فيه حرب الإبادة الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والتي خلّفت حتى الآن أكثر من 175 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ونزوح مئات الآلاف من السكان، في ظل تجاهل الاحتلال الإسرائيلي أوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان، وبدعم أميركي مستمر.

اظهار أخبار متعلقة

الشروط الروسية ومفاوضات أوكرانيا
وفي ما يتعلّق بالحرب في أوكرانيا، قال روبيو إن الولايات المتحدة تتوقع أن تُقدّم موسكو قريباً شروطها الخاصة لوقف إطلاق النار، تمهيداً لانطلاق مفاوضات أوسع. وأضاف أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، "عازم بشدة" على إنهاء الحرب.

وكان ترامب قد أجرى، الاثنين الماضي، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بحثا خلاله سبل إنهاء الحرب، في ضوء نتائج مفاوضات إسطنبول بين موسكو وكييف. وأوضح ترامب أنه أطلع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وعدداً من القادة الأوروبيين، على فحوى الاتصال.

وشهدت مدينة إسطنبول، الأسبوع الماضي، مفاوضات مباشرة بين الجانبين الروسي والأوكراني، أفضت إلى اتفاق على تبادل ألفي أسير، في خطوة وُصفت بأنها "اختراق محدود" ضمن صراع مستمر منذ 24 شباط/فبراير 2022.

الملف النووي الإيراني
وفي ملف إيران، أكد وزير الخارجية الأمريكي أن بلاده لا تزال منخرطة في مفاوضات نووية تهدف إلى الحيلولة دون امتلاك طهران لقدرة نووية عسكرية. 

اظهار أخبار متعلقة

ولفت إلى أن الرئيس ترامب قدّم لإيران "مخرجاً"، يتمثل في اتفاق يسمح لها بالازدهار الاقتصادي، مقابل التراجع عن تطوير قدرات تخصيب اليورانيوم.

وشدّد روبيو على أن قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم تُعد "خطاً أحمر"، إذ إن "امتلاك تلك القدرة يقرّبها خطوة من إنتاج سلاح نووي". وأكد أن جميع العقوبات المفروضة على طهران ستظل سارية حتى التوصل إلى اتفاق شامل.

وكشف الوزير أن المحادثات مع إيران، التي استؤنفت منذ 12 نيسان/أبريل الماضي، تشهد "تقدماً ملموساً"، حيث عُقدت جولات تفاوض غير مباشرة في مسقط وروما، بعد أن بعث ترامب برسالة مباشرة إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، دعا فيها إلى فتح باب التفاوض، ملوحاً باستخدام القوة في حال تعثرت الجهود الدبلوماسية.

واختُتمت الجولة الرابعة من هذه المحادثات، الأحد الماضي، في العاصمة العُمانية مسقط، حيث وصفها نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بأنها كانت "أكثر صعوبة وجدية من سابقاتها"، ما يعكس تعقيد المشهد التفاوضي، رغم استمرار القنوات الدبلوماسية بين الجانبين.