بدأت النتائج
الأولية للانتخابات المحلية في
لبنان، لمرحلة البقاع وبيروت، بالظهور، مسجلة فوزًا
لافتًا لأحزاب رئيسية في مختلف المناطق، وسط تنافس حاد ونسب اقتراع متفاوتة بين
العاصمة والمناطق اللبنانية الأخرى.
وبعد فرز أغلب
الأصوات في معظم الأقلام الانتخابية، أظهرت النتائج الأولية في بلدية
بيروت فوزًا
للأحزاب الرئيسية، حيث سيطر حزب القوات اللبنانية بقيادة سامي الجميل على المجلس
البلدي، إلى جانب فوز فؤاد مخزومي، فيما حافظ الثنائي الشيعي – حزب الله وحركة أمل
– على تمثيل قوي، بحيث توزعت المقاعد بالتساوي بين 12 عضوًا مسيحيًا و12 عضوًا
مسلمًا.
وفي العاصمة،
حسب وزارة الداخلية اللبنانية، هو انخفاض نسبة المشاركة في الاقتراع، حيث سجلت
حوالي 20 بالمئة فقط، وهو ما يشير إلى ضعف في الحماسة الانتخابية وسط أجواء سياسية
متوترة واقتصاد متدهور.
اظهار أخبار متعلقة
ووفقًا
لتقرير رسمي صادر عن الوزارة، فإن هذا الرقم يعكس إحباطًا واسعًا من الوضع السياسي
والاقتصادي الحالي، خاصة مع استمرار أزمة الانهيار المالي والفساد.
على عكس
بيروت، شهدت مناطق البقاع ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة المشاركة، حيث بلغت نسبة
الاقتراع في مدينة زحلة، عاصمة البقاع، 46.25 بالمئة، وفي البقاع الغربي 42.95 بالمئة،
بينما وصلت في منطقة بعلبك إلى 48.81 بالمئة. هذه الأرقام تعكس اهتمامًا أكبر في
المناطق ذات الطابع الطائفي والسياسي المميز.
في زحلة،
أعلن عن فوز حزب القوات اللبنانية، وهو انتصار مهم لهذه المنطقة ذات الغالبية
المسيحية، بينما في بعلبك ـ الهرمل، أكد التحالف بين حزب الله وحركة أمل سيطرتهما
على جميع البلدات التي ترشحوا فيها، ما يعزز نفوذهما في المنطقة الشرقية. وفي
راشيا، كان الفوز من نصيب الحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة وليد جنبلاط، مما يؤكد
استمرار حضور الحزب في هذه المنطقة ذات الغالبية الدرزية.
والجدير
بالذكر أن المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية جرت وسط حالة من الهدوء الأمني،
رغم وجود بعض الشكاوى الإدارية التي تعاملت معها وزارة الداخلية والبلديات بسرعة،
دون وقوع حوادث أمنية جدية. هذا المشهد يدل على تحسن نسبي في مناخ الاستقرار
الأمني مقارنة بانتخابات سابقة.
اظهار أخبار متعلقة
وتأتي الانتخابات
في ظل أزمات متراكمة تواجه لبنان، من تدهور اقتصادي، وأزمات بنيوية في الإدارة
المحلية، إضافة إلى التحديات السياسية الطائفية، وتعتبر هذه النتائج مؤشرًا مهمًا
على تحولات المشهد السياسي والانتخابي في البلاد مع استمرار الضغط الشعبي على
الأحزاب التقليدية.