شدد الباحث الإسرائيلي أبراهام بن تسفي، على أن العلاقة الخاصة التي تربط دولة
الاحتلال بالولايات المتحدة تمر "باختبار تاريخي حقيقي"، في ظل تزايد التوتر بين الرئيس دونالد
ترامب ورئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو بشأن ملفات إقليمية كبرى، وعلى رأسها الحرب في
غزة.
وقال بن تسفي، في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، إن نتنياهو وترامب "يتقدمان بسرعة نحو صدام جبهوي في المسائل الجوهرية الإقليمية والعالمية"، موضحًا أن ترامب يسعى إلى "إنهاء سريع للحرب في غزة كخطوة مركزية في بناء إرثه كزعيم حاسم، وكمحطة ضرورية لإعادة تصميم الشرق الأوسط على أساس من السيطرة الأمريكية".
وأكد بن تسفي، وهو أستاذ العلوم السياسية بجامعة حيفا، أن رؤية البيت الأبيض تعتمد على إنشاء تحالف استراتيجي واسع النطاق بقيادة واشنطن ويضم دول الخليج، لا سيما السعودية، مقابل صفقات تسليح واستثمارات أمريكية ضخمة.
اظهار أخبار متعلقة
لكن "وردة هذه الخطة تحمل شوكة"، بحسب وصف الباحث الإسرائيلي، في إشارة إلى أن "الحلقة المركزية"، وهي التطبيع بين إسرائيل والسعودية، "لا تزال ناقصة" بسبب استمرار القتال في غزة وغياب إعلان أولي من إسرائيل في أفق سياسي في المسألة الفلسطينية.
وأوضح بن تسفي أن حكومة نتنياهو "اختارت توسيع المناورة البرية في غزة على حساب الدخول إلى الشرق الأوسط الجديد كلاعب مركزي"، مضيفا أن دولة الاحتلال "تختار البقاء خارج الصورة والاندحار إلى هوامش المنظومة الإقليمية المتبلورة".
ولفت الباحث الإسرائيلي إلى أن ما وصفها بـ"الصدوع المتسعة بين الحليفتين القديمتين" باتت واضحة مع اقتراب زيارة ترامب إلى السعودية والإمارات وقطر.
وشدد على أن مظاهر الاستياء الأمريكي من نتنياهو "أصبحت شبه علنية"، بعد خطوات إسرائيلية اعتبرتها واشنطن تجاوزا من بينها "الإعلان عن مفاوضات مع إيران دون تشاور، والتوصل إلى اتفاق وقف نار مع الحوثيين، وتجاهل إسرائيل في جولة ترامب السياسية في المنطقة".
وقال بن تسفي إن ترامب "رئيس حار المزاج وفظ الأسلوب، يسعى إلى تقدم سريع وإنجازات فورية"، محذرا من أن استمرار ما سماه "تسويف نتنياهو" قد يؤدي إلى أزمة على غرار "إعادة التقويم" التي وقعت عام 1975، لكن "بصيغة كَيدية أكثر بكثير".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف الباحث الإسرائيلي أن "الخطوة الدراماتيكية الأخيرة التي جرت دون تنسيق مع إسرائيل - في إشارة إلى إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر - هي مجرد بداية لسلسلة من التحركات التي قد تلبد سماء العلاقات بين البلدين".
كما أشار إلى أن البيت الأبيض قد يدفع لاحقا نحو "دمج حماس في الحكم في غزة في اليوم التالي، حتى وإن كان ذلك على مستوى سياسي فقط، إلى جانب خطوات أخرى مثل المضي في تفاهمات نووية مع إيران أو دعم المشروع النووي السعودي دون ضوء أخضر من إسرائيل".
وختم بن تسفي مقاله معتبرا أن "إسرائيل لم تكن أبدا جمهورية موز تقول نعم"، لكنه لفت إلى أن نتنياهو اليوم "يفتقر إلى دعم داخلي واسع بما يكفي ليقود معركة سياسية ضد إدارة ترامب" على غرار ما فعله مع إدارة أوباما.